العدد 1366 - الجمعة 02 يونيو 2006م الموافق 05 جمادى الأولى 1427هـ

سينما الخبر... «القصة»

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

في القرن الماضي ذهبت مجموعة من التجار اليهود الذين تحدوا القانون، في «فلورنسا» القرن العشرين «كاليفورنيا» إلى التحول من حرفهم الأصلية إلى إنشاء دور للعرض السينمائي، ثم إلى تأسيس استوديوهات لإنتاج الأفلام، إذ توالت عقود من الكفاح المرير والدؤوب من أجل توليد وصقل الصيغ الإنتاجية والجمالية المناسبة لهذا الوسيط الإعلامي الجديد.

وفي منتصف الأربعينات تحديداً، حطمت الحكومة الأميركية استديوهات «هوليوود» بداعي إنهاء الاحتكار! وعادت الاستديوهات بعد ثلاثة عقود من الأضواء لتزرع الأمل من الجديد في كل شيء، ولتكون السينما جزءاً من الإمبراطورية الأميركية، إذ أصبحت أداة تفاعل داخلية بين الأميركيين وأحلامهم، ورسالة للخارج عبر بث أدوات الإبهار والسلب لـ «المعنى».

هذا بالتحديد ما انعكس على الصحافة الأميركية لاحقاً، إذ لا يستخدم الصحافي الأميركي مصطلحاتنا المعتادة في توصيف ما ينشر في الصفحات الأولى مثل «خبر»، «تحقيق»، «موضوع»، بل يستخدم كلمة واحدة، وهى «القصة الخبرية». فالمدرسة الصحافية الأميركية لا تبحث إلاّ عن القصص، ولا تكتب إلاّ القصص.

إذا كان «ماكلوهان» قد قال «إن الوسيط هو الرسالة»، فإننا سننتصر لتعميم سمّاه بالـ «مروع»، وهو «إن الدراما هي الرسالة»، ولنا في سيرة الحياة السياسية في البحرين منتج سينمائي نحاول إنجازه، عبر دراما تصنعها الصحافة المكتوبة، إذ لم نجد حتى الآن في السينما البحرينية من يهوى المغامرة.

أعلمُ أن القارئ الكريم يحس بالضيق جرّاء تعنت بعض الصحافيين في استقبال مشاكلهم بداعٍ أنها ليست خبراً، إذ مازالت بعض العقليات رهينة كتب الإعلام الصفراء في مدارس الصحافة العربية. إن ما يحدث حولنا هي قصة إنسانية طويلة، وكل قارئ هو بطل هذه القصة، والصحافة التقليدية لا تعطي الأبطال حقوقهم في الظهور في صحافة سينما الشئون المحلية.

نحن في البحرين، لدينا صحافة جيّدة، تجاوزنا الكثير من الأطر المهنية التقليدية، نحن متفوقون على نظرائنا في الدول العربية الأخرى، وليست سوى مسألة وقت، وتظهر اشتغالات الصحافة البحرينية كمدرسة صحافية عربية جديدة، لها وزنها، وثقلها الذي يتجاوز تلك الأسوار التاريخية التي مازال البعض ميتاً عندها.

صحفنا على علّاتها كما يعبّر البعض، أصبحت شريكاً إصلاحياً في المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، وأعتقد أن الصحافيين البحرينيين برزت في الآونة الأخيرة كعابهم العالية للعيان، ولنا في الإعلام رؤية، نجادل بها، ونتحاور، ولنا كصحافيين «قصة»، نكتبها عمّا قريب

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1366 - الجمعة 02 يونيو 2006م الموافق 05 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً