نفى رئيس جمعية وكتلة المنبر الوطني الإسلامي النائب صلاح علي وجود اتصالات سرية بين جمعيته وبين السفارة الأميركية في المنامة، مؤكداً عدم وجود علاقة غير اعتيادية بين الطرفين على حد قوله، وبخصوص التعامل مع المعهد الوطني للشئون الدولية (IDN) قال علي: «إن الجمعية وجدت صعوبة في استمرار التعامل مع المعهد لعدم حصوله على مظلة قانونية تؤطر عمله في البحرين، وليس صحيحاً ما أثاره البعض عن وجود ازدواجية في موقف المنبر من التعامل مع هذا المعهد الأميركي».
وعن علاقته مع الشيعة قال علي: «إن نسبة الناخبين الشيعة في دائرتي تصل إلى في تقريباً... ولا أخفي سرا أنني وظفت الكثير منهم في وزارات الدولة ومنها وزارة الداخلية».
من جانب آخر فند النائب صلاح علي ما أشيع عن محاربة أعضاء الكتلة لما يسمى بـ «الصفوية» في خطب الجمعة، مشيراً إلى أن المنبر الوطني الإسلامي لا يحمل في قاموسه إطلاق لفظ الصفويين.
وبخصوص التنسيق مع «الوفاق» في الانتخابات المقبلة، ذكر علي أنه لا يوجد في الوقت الحاضر أي لقاء مع جمعية الوفاق، غير أنه أعلن أن «المنبر» يرغب في الفترة المقبلة أن يتواصل مع جميع الأطياف السياسية. وأشار إلى أن «أولوية التحالفات بالنسبة إلى الجمعية ستكون مع الأطياف السنية التي تتقاطع معنا في الدوائر الانتخابية وفي التوجهات».
وفيما يأتي نص الحوار...
* لماذا يتحسس أهالي المناطق السنية من ذكر الإخوان المسلمين، فقسم كبير من الناس يقترن هذا المسمى لديهم بأخطاء تاريخية لهذا التيار في مصر والسعودية ودول أخرى أيضاً؟
- هناك من يريد الإساءة إلى المنبر الوطني الإسلامي من خلال ربطه في تاريخه الفكري بحركة الإخوان المسلمين، وهو لا يقصد من هذا الربط إلا الإساءة والتشهير بتيار المنبر الوطني الإسلامي المعروف بتاريخه الطويل منذ تأسيس جمعية الإصلاح في العام ومضى عليه عاماَ والجميع يشهد بوطنية التيار ودوره في بناء هذه الدولة ومواقفه الخيرية والاجتماعية والوطنية. وما المنبر الوطني الإسلامي إلا جزء من هذا التاريخ الناصع الذي يشرّف كل من ينتمي إلى هذا التيار كما يشرفنا أن ننتمي إلى هذا الوطن الغالي على نفوسنا.
ولكن، يبدو أن أعضاء المنبر الوطني الإسلامي يتحسسون من إلصاق لفظ تيار الاخوان المسلمين بهم، لماذا؟
- نحن نرى أن تسمى الأشياء بأسمائها لمصلحة الوطن، فنحن مسجلون رسميا كمنبر وطني إسلامي في الأوراق الرسمية لدى وزارة العدل، من دون اللجوء إلى التوجه الفكري في جميع قرارات المنبر وتوجهاته التي يطرحها داخل البلد ومن دون الاعتماد على أي توجه خارجي أوتعليمات من الخارج، ونحن لا نرضى أن يقال عنا ان المنبر انتماؤه إلى الخارج كما يدعي البعض لكنه انتماء واحد لهذا الوطن ولقيادته السياسية وكفانا فخر تاريخ امتد إلى أكثر من سبعة عقود.
* هل تقر بوجود أخطاء تاريخية لهذا التيار في الدول الأخرى جعلت بعض الناس تنفر منه؟
- تيار الاخوان المسلمين شأنه شأن أي تيار، يصيب حيناً ويخطئ حيناً آخر، وقد وقعت في فترة من تاريخ هذا التيار عدة أخطاء وتعلم الإخوان المسلمين من هذه الأخطاء، وهو سر قوة التيار الذي يتجدد ويتطور ويتغير مع المحافظة على الثوابت والمبادئ الإسلامية، وتيار الأخوان المسلمين تطور كثيراً ويكاد يكون في الوقت الحاضر التيار الذي يحمل الفكر الوسطي والإسلام الشمولي، بعيداً عن التطرف والرجعية، إذ يدعو إلى نشر الإسلام في سماحته وبأمنه ورقيه.
* وهل تقصد أن تيار المنبر بريء من الإرهاب بشكله العصري؟
- نعم، نحن بريئون من الحركات الإرهابية التي يعاني منها العالم حاليا، ومن المؤكد أن أفضل علاج لمشكلة الإرهاب والتطرف الفكري الذي يعاني منه العالم بعمومه والعالم الإسلامي خصوصاً هو نشر الفكر الوسطي الذي يؤمن بالتعددية ويستطيع أن يتعايش مع الآخرين.
ونحن في المنبر الوطني الإسلامي نحمل فكراً وسطياً ونرضى بالنقد والاستماع لرأي الآخرين، كما أننا منفتحون على الأفكار الإسلامية الأخرى نقتبس منها ما نراه لا يصطدم بالثوابت الإسلامية، وندعو إلى مجتمع إسلامي يرضى بالتعايش مع جميع الأطياف فيما بينها من دون إقصاء، ويفتخر المنبر بأنه ينتمي إلى هذا التيار الوسطي في فكره وأطروحاته ومنهجيته.
لكن، تيار المنبر الوطني الإسلامي لم يكن له دور في الحركة المطلبية للناس منذ مطلع القرن العشرين؟
- ليس خافياَ على كل قارئ سياسي أن المنبر الوطني الإسلامي من حيث المنشأ هو حديث ونحن نقر بذلك ونفتخر به لأنه تم تأسيس التيار السياسي لجمعية الإصلاح على إثر التغيرات المتنامية السريعة بعد تولي صاحب الجلالة مقاليد الحكم عبر إطـلاق الحريات وبناء دولة المؤسسات ومنها إطلاق السلطة التشريعية بعد تعطل نحو سنة، حينها تنادى الإخوة إلى إنشاء جمعية سياسية تقوم بدور سياسي في المجتمع البحريني وتساهم في دعم المشروع الإصلاحي فتم إنشاء هذه الجمعية في مارس/ آذار وشاركت في انتخابات المجالس البلدية والنيابية في العام نفسه.
* يشاع بقوة أن صلاح علي تسلم ألف دينار من جهة رسمية رفيعة، ونظم بها رحلة للعمرة إلى أهالي دائرته، وخصوصاً لمن هم فوق العشرين؟ ما صحة هذا الأمر؟
- هذه الإشاعة روجها عدد من المنافسين في الدائرة لأغراض انتخابية بحتة وتبناها أحد الكتاب لكي يشهر بها، لكن أود التوضيح أن مشروع العمرة لأهالي الدائرة لن يكون الأول من نوعه وهو مشروع تضافرت فيه الجهود من جهات كثيرة منها رسمية وبعض الوجهاء ومساهمة شخصية بهدف مساعدة ذوي الدخل المحدود والأسر المحتاجة، وكان جمهور المشاركين في هذه الرحلة من الرجال والنساء بل حتى الصغار، وليس كما روج له البعض أنها فقط للفئة العمرية ممن هم فوق عاماً (الذين يحق لهم الانتخاب) وأشير هنا أيضا إلى أن أفراداً من خارج الدائرة شاركوا في هذه الحملة كذلك.
* وعلى صعيد التواصل مع أهالي دائرتك، ينقل الكثيرون أن صلاح علي لم يفتح مكتبه سوى قبل بضعة أسابيع عندما اقترب أوان الانتخابات وليس من أجل عيون أهالي الدائرة؟
- هذا الخبر عار من الصحة تماماً، ولا يريد به من أطلقه إلا تضليل المواطنين، فالمكتب سينهي عامه الثاني منذ افتتاحه، ويستقبل أهالي الدائرة ويراجع مشكلاتهم ويسعى إلى حلها، ونحن نرحب حتى بالذين تهجموا علينا أن يزورونا في مكتبنا.
بالنسبة إلى قضية عضو الكتلة سعدي محمد مع النائب جاسم عبدالعال، هل هناك مساع لإغلاق هذا الملف؟
- نحن في الكتلة نسعى جاهدين إلى إغلاق هذا الملف الخلافي بين النائبين العزيزين والجهود مازالت مستمرة في هذا الصدد، ونحن نأمل أن ينتهي هذا الفصل التشريعي وقد تصافت القلوب، وأود أن أنوه إلى أن الكثير من الخلافات حصلت بين النواب وانتهت بالتراضي والتسامح وهذا الذي نأمله من الجميع.
* صلاح علي من شهادة الطب في الرياض إلى فوائد الخضراوات والفواكه إلى إمامة الجمعة والجماعة إلى قيادة الدين والسياسة في مجلس النواب وصولا إلى مهنة التكفير... كيف ترد؟
- من تجرأ على المنبر الوطني الإسلامي نظرا إلى إفلاسه وعجزه عن مقارعة المنبر بالحجة والكلمة لجأ إلى التجريح الشخصي والأسلوب السوقي والإسفاف بالشخوص الأمر الذي لا يرضاه كل ذي بصر وبصيرة وكل مواطن غيور على بلده وكل صحافي شريف ونزيه يقدر قدسية الكلمة.
أما فيما يتعلق بشهادة الطب في الرياض وأنني قدمت حلقات صحية عن أهمية الخضراوات والفواكه وكنت إماماً للمصلين يوماً ما، وأنضوي إلى عدد كبير من الجمعيات الأهلية فأنا أفتخر بذلك، بل انني تلقيت عشرات الاتصالات من كثيرين أشادوا بكل هذه الخبرات والعطاءات في المجتمع.
* و هل هناك فعلاً ماض سري لصلاح علي؟
- لا يوجد ماضٍ سري لصلاح علي كما روج لذلك من أطلق هذا الادعاء، فتاريخي المتواضع مكشوف للناس وأفتخر به أينما ذهبت ولا يوجد إنسان وطني يتنكر لتاريخه وماضيه. وأنا مستعد للتحدث عن هذا الماضي لكل من يريد، لكن الضعاف يطلقون بالونات ما تلبث أن تنفجر وتتلاشى ويظل ويصدق قول الله فيهم «فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال» (الرعد: ).
* في الوقت الذي يهاجم فيه المنبر الوطني الإسلامي الولايات المتحدة الأميركية علناً، إلا أنه على علاقة وطيدة غير معلنة مع السفارة الأميركية في المنامة ومعهد IDN سابقاً، بماذا تفسر هذا التناقض؟
- لا توجد عندنا أية علاقة غير اعتيادية مع السفارة الأميركية في المنامة، ولا توجد أية اتصالات سرية بيننا وبينهم، بل على العكس من ذلك، فإن مواقف المنبر الوطني الإسلامي يشهد بها الجميع، فالمنبر على اختلاف واضح مع السياسة الخارجية لأميركا في قضايا مثل فلسطين، العراق، أفغانستان ومعتقلي غوانتنامو، ونؤكد أنه لم تعقد أية اجتماعات غير معلنة مع السفارة الأميركية، ومن عنده الدليل فليأت به، ونحن نظن أنه حلم به ليلا فأطلقه نهاراً.
* وماذا عن الـ IDN؟
- بخصوص IDN نؤكد أنه ليست لدينا مشكلة معهم في الفترة الماضية التي كانوا يؤدون فيها دورهم في البحرين بترحيب من الجانب الرسمي، وكانت مشاركتنا معهم من أجل الاستفادة من التجارب الديمقراطية، لكن هذا الأمر اختلف بعد حدوث خلاف فيما يتعلق بأوضاعهم القانونية في المملكة، ونحن كنا من الداعين إلى تأطير وضع المعهد في إطاره القانوني الصحيح، وسعينا إلى ذلك لكن لم نوفق، وبالتالي كوننا تياراً ينادي بدولة المؤسسات واحترام القوانين وجدنا من الصعوبة الاستمرار في التعامل معهم طالما أنه لا توجد مظلة قانونية تؤطر عملهم في البحرين. وليس صحيحاً ما أثاره البعض من أن هناك ازدواجية في تعامل المنبر الوطني الإسلامي
العدد 1366 - الجمعة 02 يونيو 2006م الموافق 05 جمادى الأولى 1427هـ