أعلنت الولايات المتحدة على لسان وزيرة خارجيتها كوندليزا رايس استعدادها للمشاركة مع الأوروبيين في محادثات مباشرة مع إيران بخصوص برنامجها النووي، ولكن شريطة أن توقف الأخيرة تخصيب اليورانيوم بشكل يمكن التحقق منه. ووافقت إيران على إجراء هذه المحادثات، ولكن من دون شروط مسبقة وأولها ما يتعلق بإيقاف تخصيب اليورانيوم. وكان الرئيس الأميركي أكثر «عجرفة» من وزيرة خارجيته، إذ صرح بأن بلاده ستلعب «دوراً ريادياً» في حل الأزمة الدولية مع إيران، وفي الوقت نفسه يهدد الإيرانيين بأنهم «لن يحصلوا على سلاح، ويجب أن يعلقوا أي برامج بشكل يمكن التحقق منه» وعندها سيحضر الأميركيون إلى طاولة المفاوضات. ثم يقول بإن ما يقوم به «دبلوماسية».
عرض أميركا الدخول في حوار مباشر مع إيران أسوء بكثير من إدارة اللعبة بتحريك الدول الأوروبية الكبرى، فهي تحاول أن تضغط أكثر لتحقيق مأربها الكبير الذي يبدأ بحرمان إيران من حقها في امتلاك برنامج نووي لأغراض سلمية، وينتهي بالسيطرة على العالم وتسييره على هواها. وفي الوقت ذاته، تظهر لـ «اللاعبين» في الساحة السياسية الذين يؤيدون السياسات الأميركية أو لا يستطيعون ردعها أو الاعتراض عليها، والسذج من المواطنين العاديين، وكأنها قامت بكل ما تستطيع للتفاهم مع إيران دبلوماسياً وقدمت لها عروضاً مختلفة، من دون أن يعرفوا تفاصيل هذه العروض، ولكن إيران هي التي ترفض وتتعنت وبالتالي لا تملك الحكومات الأميركية والأوروبية أن يتركوا إيران على هواها في هذا الأمر «الخطير»، وفقاً لآراء هؤلاء.
الأزمة بهذه الدرجة من الخطورة والسهولة، وقد يفلت زمام الأمور بسبب المتطرفين ولخطورة الأمر وجدنا مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي يحذر من تكرار مأساة العراق. إيران تدرك ذلك، وبالتالي ينبغي أن تبقي على الإمساك بـ «العصا» من النصف إلى أن تمسكها كلها وتسحب البساط من تحت المتربصين
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 1365 - الخميس 01 يونيو 2006م الموافق 04 جمادى الأولى 1427هـ