صرحت استشارية الأمراض الجلدية ورئيسة قسم الأمراض الجلدية بمجمع السلمانية الطبي نضال خليفة بأن الصدفية القشرية تشكل أكثر من في المئة من حالات الإصابة بالصدفية، وأشارت إلى أن مرضى الصدفية هم الأكثر عرضة للضغط النفسي والاكتئاب. جاء ذلك على هامش اختتام «مجموعة دعم مرضى الصدفية» التي تعد الأولى من نوعها في المنطقة اجتماعها الذي عقد صباح أمس في فندق الخليج برعاية شركة «وايث للأدوية» وحضور أكثر من شخصاً يعاني من الصدفية، ويهدف إلى إتاحة فرصة للمرضى كي يلتقوا مع مجموعة من الخبراء بينهم اختصاصيو الأمراض الجلدية والعلاج الطبيعي. وقالت خليفة في الندوة: «إن التعايش مع الصدفية يضع المرضى أمام جملة من التحديات. ومن هنا تتجلى أهمية إطلاق مجموعة دعم المرضى في البحرين؛ إذ أنها تشكل نقلة نوعية تعكس الالتزام التام بتحسين حياة المرضى من خلال تثقيفهم وتقديم الدعم اللازم الذي يتيح لهم ممارسة حياتهم بشكل طبيعي قدر الإمكان».

وأوضحت إن الأسباب الحقيقية للصدفية غير معروفة تماما حتى الآن ويعتبر المرض أحد اضطرابات نظام المناعة المزمنة الناجمة عن فرط نشاط خلايا مناعية معينة يؤدي إلى إنتاج بروتينات تسمى «senikomehc» و«senikotyc»، وتشمل هذه «senikotyc» «عامل النخر الورمي» (FNT) الذي يلعب دوراً في طبيعة استجابة الجسم للعدوى ويتم إنتاج هذا العامل بكميات كبيرة لدى مرضى الصدفية مما يؤدي إلى حدوث التهاب يقود بدوره إلى تشكل لويحات جلدية مؤلمة تتسبب في تشوه المنطقة التي تظهر فيها، ولفتت إلى ان العوامل الوراثية تلعب دوراً مهماً في جعل بعض الأفراد أكثر عرضة من غيرهم للإصابة لكن هناك عوامل أخرى تساهم في ظهوره وتشمل الضغط النفسي وبعض أنواع العدوى أو الحساسية من بعض أنواع العقاقير.

وواصلت إن الصدفية تظهر على شكل بقع جلدية حمراء تغطيها طبقة قشرية فضية اللون، وغالباً ما تثير شعوراً بالحكة وإحساساً بالألم والالتهاب، وهي تظهر في أي مكان من الجسم وخصوصاً منطقة المرفقين والركبتين وأسفل الظهر والردفين وكذلك في الأظافر والأنسجة الطرية في الأعضاء التناسلية وداخل الفم، ويؤثر المرض إلى جانب الآثار الجسدية بالجانب النفسي والحياة اليومية للمريض، إذ إن الألم والحكة قد يحولان دون القيام ببعض الأعمال اليومية ويشعر المريض بالحرج كما تشير إحدى الدراسات إلى أن في المئة من مرضى الصدفية يعانون من إلتهاب المفاصل الصدفي الذي يسبب ألم المفاصل.

من جهته، تحدث استشاري الأمراض النفسية بمستشفى الطب النفسي حميد عبدالله «يجمع الكثير من الأطباء على أن الضغط النفسي هو أحد المحفزات الرئيسية الكثيرة للصدفية والتي تتمثل في أحداث وظروف تؤدي إلى تطور أو تفاقم المرض، منها وفاة شخص عزيز والمشاكل العائلية وخلافات العمل، بالإضافة إلى المخاوف المادية. وعليه، باستطاعة الطبيب النفسي مساعدة المرضى الذين يعانون من الصدفية التي تتراوح درجتها بين المتوسطة والشديدة، وتمكينهم من السيطرة على الضغط النفسي وبالتالي تخفيف حدة أعراض المرض». واختتم الاجتماع فعالياته بشهادات لعدد من المرضى بهدف مساعدة الأعضاء الآخرين في المجموعة على إدارة المرض بكفاءة عالية. وأكدت تلك الشهادات أن المعالجة المبكرة والصارمة تتيح للمرضى ممارسة حياتهم الطبيعية بأفضل شكل ممكن، وذلك من خلال تحسين نوعية الحياة وخفض وتيرة نوبات المرض