منذ أن غزت الجيوش الغربية المنطقة واحتلت العراق وأفغانستان وأجزاء أخرى، وبشر جورج بوش بالديمقراطية، كثفت المعارضة السورية من حملتها المناوئة للنظام في دمشق وخصوصا عقب القطيعة بين الأخيرة والغرب. واليوم من المقرر أن تنظم هذه المعارضة اعتصاما أمام السفارة السورية في لندن تضامنا مع سجناء الرأي بالداخل وإحياء لذكرى الشهيد محمد معشوق الخزنوي. ومن المقرر أيضا أن تعقد «جبهة الخلاص الوطني» مؤتمرا في لندن بعد يومين لوضع استراتيجية تغيير النظام سلميا. وللعلم تضم هذه الجبهة تنظيم الإخوان المسلمين بزعامة علي البيانوني وعبدالحليم خدام بالإضافة إلى خمسين شخصية مقيمة في الخارج تنتمي إلى الأحزاب الكردية والمستقلين والشيوعيين.

وعلى رغم احترامي للمعارضة السورية ومع شجب التضييق على المثقفين في الداخل، فإن المنهج الذي تتبعه هذه المعارضة من أجل التغيير يبدو غير واقعي كـ «أحلام ظلوط» (ظلوط في قصص الأطفال ديك وقور قد انمعط ريش رقبته وأصبح قبيحاً وسط الديوك، ما أزعجه. ذات ليلة طلع على الحبل ونام، ولما استغرق في النوم وحلم بأن عنقه المظلوط قد اكتسى ريشاً زاهياً ما أبطره وأدخل الفرح على قلبه. وكان هذا التغيير أوقر صدر ديك آخر حاسد (مظلوط الريش) فهجم عليه في قسوة يريد أن يسلبه ريشه الجميل، فدافع ديكنا الحالم في استماتة عن مكاسبه في حماس شديد. ويبدو انه في نشوة حلم العراك والدفاع اندفع وانتفض نفضة كبرى قذفته بعيداً عن حبله فوقع على أثرها على الأرض، وقد آفاق من حلمه الجميل، ورأى ريشه مظلوطاً، فعاد له حزنه القديم).

في منطقتنا من أجل أن تغير نظاما ما متشبثاً بالسلطة حتى النخاع ولم يعرف جيله المعاصر غيره لن يكون ذلك بالتي هي أحسن. ومن ثم اختيار إحدى السيئتين إما اللجوء إلى العمالة للأجنبي(إسرائيل وأميركا) أو العمل العسكري والذي يتطلب أيضا التحالف الخارجي. وبما أن المعارضة السورية ترفض الخيارين السيئين عليها أن تجنح إلى المصالحة الوطنية والدخول في حوار مع النظام، وبذلك تستطيع أن تحدث تغييرا سلميا وجوهريا،عندما تؤمن القاعدة الشعبية بما تطرحه من الداخل ومن ثم تكون قد جنبت البلاد والعباد شر الاقتتال وضياع الوقت