سيدشن رويال بنك أوف سكوتلاند (Royal Bank of Scotland) خدمات بطاقات الإئتمان في السوق الصينية، وسيقوم بذلك من خلال مشروع مشترك مع بنك الصين (Bank of China). ووفقا لتقديرات شركة ماكينزي للاستشارات، فإن سوق بطاقات الإئتمان هي أسرع أسواق المنتجات الاستهلاكية نموا في الصين. كما أنها من الأسواق التي لا تسودها المضاربات، ولا تعاني من منافسات شديدة نظرا إلى محدودية المؤسسات التي تصدرها. ولم يفصح رويال بنك أوف سكوتلاند، وهو الذي بحوزته مليون زبون في السوق البريطانية، ممن يحملون بطاقاته التي أصدرها بشكل مباشر أو عبر مؤسسات أخرى مثل: مينت (Mint) أو ناتويست (NatWest)، عن موعد تدشين هذه الخدمة. لكنه يطمح من جهة أخرى إلى تحقيق ما لا يقل عن مليون جنيه إسترليني مقابل استثماراته التي تقدر بنحو مليون جنيه في السوق الصينية.
وضع البعض علامات استفهام حول عدم اكتراث رويال بنك أوف سكوتلاند بالمشكلات المحيطة بتاريخ بنك الصين، وهو أحد المصارف الأربعة التي تملكها وتديرها الدولة. فالكثير من مديريه تعرضوا للمحاكمة من جراء قضايا اختلاس أو فساد. ففي التسعينات كان مثقلا بودائع خاسرة ناجمة عن أداء سيئ لمجموعة من المصانع التي تفاخر المصرف بالاستثمار فيها، ثم اضطر على تحمل كفالتها، إلى جانب ذلك ينفذ أحد مديري المصرف حكما بالسجن مدته عاما لضلوعه في قضية رشوة، كما أن المدير السابق لأحد الشركات التابعة للمصرف في هونغ كونغ يقضي حكما بالسجن المؤبد مع وقف التنفيذ نظرا إلى ضلوعه في قضية اختلاس.
ما يقوم به بنك أوف سكوتلاند ليس أمرا شاذا عن اتجاه الاستثمار العالمي الباحث عن فرص مجدية في الأسواق الجديدة. فعلى رغم كل المشكلات المحيطة بهذا المصرف لكنه أقدم وثاني أكبر مصرف في الصين. كما أنه يحقق المزيد من الثقة. فقد حقق القسم التجاري من المصرف ضعفا من الاكتتاب المتوقع، والذي شارك فيه ما يربو على مليون مشترٍ من سكان هونغ كونغ. ويقدر بعض المؤسسات قيمة المصرف بنحو مليار دولار، الأمر الذي يضعه في قائمة أكبر مصارف عالمية بمقياس أسواق المال.
يحلو لبعض مؤسسات الإعلام أن تطلق على بنك الصين صفة العظيم، تشبيها له بسوق الصين العظيم. فكما يستقطب هذا الأخير الملايين من الزوار الذين يدرون على الصين مئات الملايين من الدولارات سنويا، كذلك الأمر مع بنك الصين الذي بدأ يستقطب انتباه وأموال الكثير من المؤسسات المالية العالمية الباحثة عن فرص مؤاتية للاستثمار لتحقيق المزيد من الأرباح من أسواق بعيدة عن أسواقها مثل السوق الصينية
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1364 - الأربعاء 31 مايو 2006م الموافق 03 جمادى الأولى 1427هـ