موضوع تحول الشركات الخاصة إلى مساهمة عامة تكاد تكون ظاهرة عالمية تفرضها مقتضيات العصر الراهن الذي يتسم بالمنافسة الشديدة والتحرير الاقتصادي والعولمة. وعند الحديث عن هذا الموضوع في إطار المصارف الإسلامية، فمما لا شك فيه أن قطاع المصارف الإسلامية شهد نمواً كبيراً خلال السنوات القليلة الماضية، كونه يعمل على تلبية احتياجات المسلمين في الوطن العربي وإفريقيا وآسيا، وفي الآونة الأخيرة في أوروبا أيضاً من مختلف الخدمات المصرفية ذلك كله وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية. وشهدنا بالفعل خلال الآونة الأخيرة في البحرين ودول المنطقة تأسيس مصارف إسلامية جديدة أو تحويل الكثير من المصارف الخاصة إلى مساهمة عامة.
غير أن ما يميز طرح مجموعة البركة المصرفية أسهمها للاكتتاب العام كون هذه المجموعة تستمد تاريخها من نحو عاماً من بدء تأسيس مجموعة دلة البركة في المملكة العربية السعودية على يد رجل الأعمال المعروف الشيخ صالح كامل، ومرور عاماً على بدء الأعمال المصرفية للمجموعة، إذ أسست خلال هذه الفترة تنوع جغرافي واسع في الكثير من البلدان العربية والإسلامية وباتت المصارف التابعة لمجموعة البركة في البحرين ومصر والأردن والجزائر والسودان وتركيا وبلدان أخرى تمثل علامات بارزة في العمل المصرفي الإسلامي الابتكاري في بلدانها. ثم جاءت الخطوة المنطقية الأخرى وهي تأسيس مجموعة البركة المصرفية في يونيو/ حزيران في مملكة البحرين لتكون الشركة الأم لجميع تلك الوحدات المصرفية التابعة لمجموعة البركة ومن ثم تقوم بتوحيد أنشطة وعمل هذه المصارف تحت مظلة واحدة واستراتيجية عمل موحدة.
فنحن عندما نتحدث عن طرح أسهم مجموعة البركة المصرفية للاكتتاب العام، فإننا نتحدث هنا عن طرح ثروات وأموال وخبرة مصرفية تراكمت عبر أكثر من ربع قرن للاكتتاب العام، وهذا ما يتماشى أيضا مع العرف العالمي في التحول إلى شركة مساهمة عامة. ففي الدول المتقدمة لا تطرح الشركات الجديدة مباشرة كشركة مساهمة عامة، وإنما تبدأ أعمالها بعدد محدود من المستثمرين، ثم بعد أن تسجل نجاحات جيدة نقوم بطرح أسهمها للجمهور.
ولذلك أيضا، فإن خبراء الصناعة المصرفية الإسلامية ينظرون إلى خطط مجموعة البركة المصرفية لطرح أسهمها للاكتتاب العام كحدث كبير بكل المعايير، كونه سيعرض على المستثمرين من أفراد ومؤسسات وحكومات فرصة استثمارية نادرة وواعدة، ليس من حيث عائد الاستثمار المتوقع للمساهمين الجدد فحسب، بل لكون هؤلاء المساهمين في ملكية المجموعة سيصبحون شركاء في مجموعة مصرفية إسلامية تسعى للانطلاق مما تمتلكه من تواجد جغرافي منوع وبما تقدمه من خدمات ومنتجات مصرفية واستثمارية مبتكرة، نحو آفاق العالمية خاصة عندما توظف موارد الاكتتاب العام في توسيع التواجد في الأسواق الإقليمية وتمويل برامج ومشروعات التنمية والعمران الجاري تنفيذها على نحو واسع في دول المنطقة والدول العربية والإسلامية
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1364 - الأربعاء 31 مايو 2006م الموافق 03 جمادى الأولى 1427هـ