العدد 3256 - السبت 06 أغسطس 2011م الموافق 06 رمضان 1432هـ

زمن أضرحة الأحياء

جعفر الجمري jaffar.aljamri [at] alwasatnews.com

-

هذا زمن المطابع من وراء حجاب.

هذا زمن النصوص الملطَّخة بالسفالة.

هذا زمن جمع الغنائم.

هذا زمن الغناء في حضرة المجازر.

هذا زمن الرقص تشفياً من أصحاب العاهات في تصفية الحسابات.

هذا زمن الاكتفاء بالسواحل والتغني بحيوية البحر.

هذا زمن الشعر في يباب من الحس. هذا زمن الارتطام ولا ثبات فيه.

هذا زمن السباقات في أندية اللياقة. هذا زمن تفشي الخزائن في جوع معلن.

هذا زمن الغوغاء بعناوين الحكمة. هذا زمن يسيل دمه باسم الشرف ولا شرف فيه لقاتل.

هذا زمن نشرات الطقس ولا غيمة فوق رأس أحد. هذا زمن الفرص المعلبة والموزعة على الذين لديهم استعداد للإيمان بأكثر من إله، وعلى استعداد للقيام بذلك كعمل إضافي.

هذا زمن بركات أضرحة الأحياء من نفاثّي العقد والطاعة. هذا زمن الأسقف في نفي السماوات. هذا زمن إلهاء الناس للركض وراء البلْغة ليضعوا كراماتهم جانباً.

هذا زمن البذخ على المحتَرَفات الفنية وفرق الرقص واستعادة سيمفونيات بتهوفن؛ فيما الناس في مهب عذاباتهم لا يكادون يميّزون بين الحجر والحلوى.

هذا زمن ثورات الصمت على التجاوز. هذا زمن التحديق في الخلل وبتر السبّابات.

هذا زمن الفضاء المحرّم على من لا دم أزرق في عروقه.

هذا زمن الحرية في التظاهر، وزمن القمع في التساؤل.

هذا زمن حافلات الجند لقمع تظاهرة، لا زمن حافلات تحمل ضيوف فرح.

هذا زمن المداخل الفارغة والمعاني الفارغة والقيم الفارغة والإعلام الفارغ والإرادات الفارغة والنبوءات الفارغة.

هذا زمن الرغبة وازدهار الوحل. هذا زمن الغرف المغلقة، لا المشاهد المفتوحة على الشمس.

هذا زمن الورد الاصطناعي على الأرصفة وتسوير الأفق. هذا زمن الفداء بـ «الروح والدم» في بطالة مكشوفة. هذا زمن يراد له أن يكون شائعاً بالجواري والغلمان وبتر كل رجولة.

هذا زمن يريد فوريته وليس لديه استعداد لانتظار شاعر كي ينهي نصه في حضرة جمهور من هواة البورصة وجمع الخرافات.

هذا زمن ليس فيه سيوف ماضية؛ ولكنه مكتظ بالرخاوة بشكل ملفت.

هذا زمن يطلق الكلاب لاستباحة الياسمين والأعشاش وجلسات العتاب.

هذا زمن الألغاز وعدم التراجع عن الخطأ أم الفضائل.

هذا زمن لديه شهوة البيع حتى تجاه أمه

إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"

العدد 3256 - السبت 06 أغسطس 2011م الموافق 06 رمضان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 7:19 ص

      قوالب لطمس ... الزمـــــــــن

      ما كان في ماضي الزمان محرماً للناس ، في هذا الزمان مباح ، صاغوا نعوت فضائل لعيوبهم فتعذز التمييز والإصلاح ، فالفتك فن ، والخداع سياسة ، وغنى اللصوص براعة ونجاح ، والعري ظرف ، والفساد تمدن ، والكذب لطف ، والرياء صلاح . وتحياتي لكم ... نهوض

    • زائر 4 | 6:23 ص

      هذا زمن بيع الذمم- مواطن مغترب

      اعجبني جمالية ملامسة الواقع الانساني في لوحة فنك الادبي.
      صدقت يا صديقي في ما ذهبت الى تشخيصه فنحن حقيقة في-زمن بيع الذمم-والكسب الرخيص على حساب عذاب الاخرين ويقارب ذلك حالة من يأكل لحم اخيه ميتا.
      الادب والفن والفكر والكتابةرسالة انسانية ظل طريقها الكثير من كان حتى مرحلةقريبة متميز بذلك النهج بيد ان الله قدر ما شاء فعل ليزيل الغشاء عن عيوننا وعلى الرغم من ذلك الساحة الادبية والصحفية لاتزال تزخر بالاقلام المعتدلة من امثالك ونتمنى ان تحافظ على ذلك الاعتدال لانه النهج القويم في تجاوز المعضلات

    • زائر 3 | 3:32 ص

      كلمات من نور

      فعلا هو زمن العجائب وكما قال شاعر آخر قديم
      أذناب قامت في البراري ونامت الروس
      حتى جراير السمك عضه المنجوس

    • زائر 2 | 2:21 ص

      سلمت أناملك

      فعلا أعجبني هذا المقطع
      "هذا زمن الفرص المعلبة والموزعة على الذين لديهم استعداد للإيمان بأكثر من إله، وعلى استعداد للقيام بذلك كعمل إضافي."

    • زائر 1 | 12:57 ص

      لا يفضض الله فاك

      لا يفضض الله فاك

اقرأ ايضاً