توقع صيادون أن تسجل البحرين خلال شهر رمضان هذا العام إقبالاً ملحوظاً على شراء الأسماك، مقارنة بالأعوام الماضية. ويفضل الكثير من البحرينيين تناول الأسماك في وجبة السحور، فيما تتفنن الكثير من المطاعم والفنادق في تقديم أطباق الأسماك بمختلف النكهات خلال شهر رمضان، وتعتبر أسعار الأسماك من أغلى الأطباق في قوائم الأكلات في المطاعم والفنادق، وحتى الخيام الرمضانية.
إلى ذلك، أفاد رئيس نقابة الصيادين حسين المغني أن موسم الأسماك والروبيان هذا العام لا يبشر بالخير، إذ إن المخزون السمكي يسجل تراجعاً عاماً بعد عام.
وأوضح أن الكميات المطروحة من الأسماك في الأسواق لن تكون كافية لسد احتياجات الناس، خصوصاً أن الإقبال على شراء الأسماك سيكون كبيراً خلال شهر رمضان المبارك، وما هو متوافر لا يلبي هذا الطلب الكبير.
وفيما يتعلق بالأسعار، ذكر المغني أن الأسعار ستسجل ارتفاعاً وسيظل مستواها كما هو عليه الآن ولن تنخفض، على اعتبار أن درجات الحرارة في ارتفاع، ودخول البحارة سيكون قليلاً خصوصاً أن الأسماك تشهد شحاً خلال هذه الفترة.
وأشار المغني إلى احتمال انخفاض أسعار الروبيان مع بداية شهر أغسطس/ آب 2011 وذلك من خلال توريده من المملكة العربية السعودية بالتزامن مع فتح المجال للسعوديين في صيد الروبيان.
من جانبه، توقع البحار أحمد الموالي أن يكون إقبال الناس على شراء الأسماك خلال شهر رمضان أكبر مقارنة بالعام الماضي، لافتاً إلى أن سوق السمك والروبيان يشهد نشاطاً قوياً وحركة كبيرة في الشراء، ونفى أن يتراجع الإقبال مقارنة بباقي أيام العام.
وبخصوص الأسعار ما إذا سترتفع أو ستسجل انخفاضاً، ذكر الموالي أن الأسعار ستثبت على ما هي عليه الآن، إلا أن شح الأسماك سيكون له دور في رفع الأسعار، ونوه إلى أن كميات الأسماك ليست كافية وذلك بسبب شح الأسماك وخصوصاً سمك الصافي.
وفيما يتعلق بإقبال الناس على شراء الروبيان خلال شهر رمضان، أفاد الموالي أن الإقبال جيد ولكنه لا يصل لمستوى الإقبال على شراء الأسماك، وتوقع أن كميات الروبيان التي ستطرح في الأسواق لن تكون كافية لسد احتياجات الناس.
من جهته، أفاد البحار جعفر علي خليل أن الأسماك هي السلعة المفضلة لدى الناس وهو ما يجعل الإقبال على شرائه خلال شهر رمضان كبيراً نوعاً ما، مشيراً إلى أن حركة الناس من خلال الإقبال على شراء الأسماك تبدأ في الربع الأول من الشهر المبارك وفي أواخره.
وذكر أن السمك وخصوصاً الهامور والصافي والشعري تسجل إقبالاً أكبر من قبل الناس، وأوضح أن الروبيان يشهد انخفاضاً في الإقبال عليه خلال شهر رمضان. وأشار خليل إلى أن أسعار الأسماك ستسجل ارتفاعاً خلال هذا العام، وأرجع سبب ذلك إلى ارتفاع درجة الحرارة وقلة البحارة والمجهود المبذول منهم فضلاً عن أن شح الأسماك وتراجع المخزون السمكي، وكل ذلك يجعل الكميات المطروحة في الأسواق غير كافية، وبالتالي ترتفع الأسعار.
يأتي ذلك، فيما تعكف الحكومة على دراسة الخيارات المتاحة لإنعاش الإنتاج السمكي في البحرين، إذ صرح وزير شئون البلديات والتخطيط العمراني جمعة أحمد الكعبي عن وجود الكثير من الشركات التي تسعى إلى الاستثمار في مجال الاستزراع السمكي في البحرين، وأكد أن الوزارة وبالتعاون مع إدارة الثروة السمكية حريصة على تطوير مستوى إنتاج الأسماك في مملكة البحرين وذلك لتوفير أقصى مستويات الأمن الغذائي.
وقال الكعبي إن الاستزراع السمكي هو أحد الركائز التي بالإمكان الاعتماد عليها لتنمية مخزون الأسماك الطبيعية، وهو يمثل في الوقت الحاضر أحد محاور التنمية الاقتصادية للبلدان نظراً إلى الدور الذي يلعبه في توفير الغذاء للفرد.
وأشار إلى أنه تمت دراسة جدوى إنشاء مركز للاستزراع السمكي في البحرين بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في العام 1983 وترتيباً على نتائج هذه الدراسة تم العمل في المرحلة الأولى من المشروع لاستزراع الأسماك في منطقة رأس حيان، وشملت بناء بعض المختبرات والأحواض الرملية لتجربة نمو الأسماك في بيئة صناعية، كما تم لاحقاً التعاون مع اليابان وتايوان والصين الشعبية في هذه المرحلة.
وأوضح أن المركز يهدف إلى توفير أسماك طازجة ذات جودة عالية وبأسعار مناسبة للمواطنين من خلال خلق قاعدة تقنية وعلمية في مجال الاستزراع السمكي، إضافة إلى تطوير وتوسعة المركز الوطني للاستزراع بهدف زيادة الإنتاجية والجودة بما يلبي متطلبات المرحلة، وتدريب وتأهيل كوادر وطنية للعمل في مجال الاستزراع البحري وإنتاج صغار الأسماك لمشاريع الاستزراع السمكي، وتحقيق الأمن الغذائي ودعم المخزون السمكي وإنعاش الثروة البحرية وإجراء البحوث السمكية
العدد 3255 - الجمعة 05 أغسطس 2011م الموافق 05 رمضان 1432هـ
