قال ولي العهد نائب القائد الأعلى سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة: «إن التوافق الوطني أصبح اليوم حاجة قصوى للجميع لأن يداً واحدة لا تصفق وإن صفقت وحيدة فإن صوتها نشاز غير مرغوب فيه وإن الأزمة التي مرت بنا سنتجاوزها بعزم والتفاف الجميع حول جلالة الملك الذي مضت مملكة البحرين في عهده بخطى الإصلاح والديمقراطية والتنمية إلى الأمام وإنا على الالتزام بهذا النهج إن شاء الله». مطمئناً سموه الجميع إننا سنخرج من هذه الأزمة أقوى مما كنا عليه بعون الله تعالى، مضيفاً سموه أن الوطن بحاجة إليكم جميعاً.
وأضاف سموه لدى زيارته مجلس رئيس مجلس الشورى علي صالح الصالح، يرافقه نجله سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة، للتهنئة بحلول شهر رمضان المبارك مساء أمس الجمعة (4 أغسطس/ آب 2011) أن «التواصل والتراحم لنظل على مقربة من المواطن هو أدب وثقافة وإرث نبيل تلقيناه من جدنا المغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة». مشيراً إلى أن «الخدمة تربية وطنية نهضنا باستحقاقاتها ومتطلباتها إنفاذاً لما ربانا عليه جلالة الملك».
وأوضح سموه أن «الوطن للجميع ونختلف في آرائنا فيه ولكننا لا نختلف عليه، والمواطنة الصالحة شرط الوطن المستقر الآمن». وأكد سموه أن «لا وطن يستقر إلا بمواطنين آمنين موقنين بوحدة هذا الوطن وتلاحم شعبه».
من جهته شكر رئيس مجلس الشورى الصالح مبادرة سموه السنوية بتهنئة المواطن في هذا الشهر المبارك، هذه العادة التي كرسها سموه سنة حميدة ميزت البحرين حيث أصبحت مجالسها وصفة التواصل ميزة نفخر بها في مملكة البحرين وتدل على سماحة القيادة وعلى رأسها عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وجهد رئيس الوزراء سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وسنة ولي العهد نائب القائد الأعلى سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة وجهده الوطني الذي نفاخر به دوماً.
وأكد الصالح أن الجميع يؤمنون بوحدة البحرين ويلتفون حول قيادتها، وإننا نتطلع قدماً لنظل على ما وعدنا به من توافق وطني جامع لتحقيق المزيد من الإنجازات الوطنية.
وانتقل موكب سموه إلى مجلس الشيخ عبدالحسين خلف العصفور، وكان في استقبال سموه الشيخ أحمد خلف العصفور وجمع من عائلة العصفور ورواد المجلس. وقدم سموه التهاني للعائلة التي وصفها بالثابتة على حب الوطن وإيمانها بالتنوع وتمسكها بالتوافق التي هي صفة من صفات كل أهل البحرين.
وأشاد سموه بفضائل شهر رمضان المبارك، معتبراً سموه إياه شهر العيش الرحيم والشهر الذي نعزز فيه تواصلنا وعاداتنا الطيبة وقيمنا السمحة، تلك العادات والقيم التي أفضت بشعب البحرين بكل إنجاز وتقدم, أعانتنا في الماضي كما ستعيننا في الحاضر والماضي على إقرارنا جميعاً مبدأ التوافق الوطني وتنوعنا وتحقيق المزيد من التقدم والمنعة.
واستعرض سموه المصاعب التي واجهت المسيرة في مملكة البحرين، تلك المسيرة التي نفخر بها جميعاً ونباهي بما حققناه وأنجزناه فيها، مناشداً الجميع التحلي بالصبر للتغلب على كل الصعاب إن شاء الله.
ولفت سموه الانتباه إلى ضرورة الأخذ بيد الشباب البحريني ليعبر عن نفسه تعبيراً وطنياً وأن تؤخذ اهتماماته من الدولة وكل المؤسسات الرسمية والأهلية مأخذ العناية والجد.
بعد ذلك تحدث الشيخ أحمد خلف العصفور، مشيداً بمناقب سمو ولي العهد وكرم أخلاقه وسماحة وطنيته ونبل جهوده المستجيبة لإرادة جلالة الملك في التواصل مع كل أهل البحرين.
وشدد العصفور على ضرورة الحرص على التعددية والتنوع، هذه التعددية التي جعلت من مملكة البحرين نموذجاً للتقدم في مدارسها وتعليمها وحرية المرأة فيها. شاكراً لسمو ولي العهد هذا الخلق الذي يحرص سموه على إشاعته بزياراته السنوية لكل أهل البحرين في هذا الشهر الفضيل الذي تمنى النبي (ص) أن تكون كل أشهر السنة شهر رمضان في تسامحه وكرمه.
بعد ذلك توجه سمو ولي العهد إلى مجلس عائلة البوعينين حيث كان في الاستقبال النائب غانم فضل البوعينين وعدد من أفراد عائلة البوعينين.
واستعرض سمو لي العهد خلال حديثه تاريخ المجالس في مملكة البحرين ودورها في تنمية الثقافة المجتمعية وترسيخ القيم والعادات الأصيلة، مضيفاً سموه أن المجالس مدارس ونحن متمسكون بهذه العادات الأصيلة التي توارثناها أباً عن جد في تحقيق التواصل بين كل أفراد المجتمع الواحد.
كما أكد سموه أن التلاحم صفة بحرينية أصيلة، فمع كل التطور الذي شهدته البحرين إلا أن عاداتنا الأصيلة كانت ولاتزال ثابتة وراسخة في المجتمع البحريني.
وعول سموه على جيل الشباب في الالتزام بمفاهيم المواطنة والشراكة الفاعلة للمساهمة في مشاريع التنمية والبناء في البلاد والتي بدورها تعين على تحقيق المزيد من التقدم و الازدهار.
من جانبه ثمن البوعينين زيارة سمو ولي العهد لمجلس البوعينين، مؤكداً أن زيارة سموه في هذا الشهر الفضيل هي ترسيخ لمعاني التواصل والتآخي. كما أشاد بالجهود التي يقوم بها سموه في تعزيز اللحمة الوطنية تأكيد مفاهيم الحوار الذي يعتبر من المبادئ الراسخة التي تضمنها النهج الإصلاحي الذي دشنه جلالة الملك، مشيراً إلى دور سموه في دعم كل ما من شأنه أن يؤكد موقع البحرين الاستثماري والاقتصادي والتجاري من خلال كل البرامج والمشاريع التي تبناها ودعمها سموه في هذه القطاعات وكذلك دور سموه في التواصل وإشاعة المودة والمحبة والتراحم فيما بيننا
العدد 3254 - الخميس 04 أغسطس 2011م الموافق 04 رمضان 1432هـ