سيدخل يوم الثالث من رمضان 1432 هـ التاريخ؛ باعتباره يوماً فاصلاً في تاريخ العرب الحديث.
ففي ضحى أمس (الأربعاء)، مثل الرئيس المصري السابق حسني مبارك أمام محاكمة الجنايات بالقاهرة، ووُجّهت له تهمة قتل المتظاهرين عمداً في شوارع المدن المصرية، مع التلاعب بالمال العام والتحكم في مصير بلاده ثلاثين عاماً.
شخصياً، لن أنسى ما حييت مشهد نزوله من الطائرة في مطار الكويت عشية القمة العربية قبل ثلاثين شهراً، التي عقدت لمناقشة حرب غزة، وكان شريكاً أساسياً في سياسات الحصار لإخضاع الشعب الفلسطيني المقاوم. كنت أشاهده وتطوف بخاطري وصية لقمان لابنه التي خلّدها الله في قرآنه الكريم: «ولا تمشِ في الأرض مرحاً إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً» (الإسراء: 37). كان يمشي مختالاً كالجبل أو أشد طولاً، وكان قلبي يتكسّر أسى على الفلسطينيين.
أمس، دخل قاعة المحكمة، ممدَّداً على سرير طبي، طلباً لاستعطاف الشعب الطيب البسيط. كان جزءاً من عملية التمثيل الدرامية التي كان يجيدها ثلاثين عاماً. حتى آخر أيامه في السلطة كان يستعطف المصريين ويمنّ عليهم بأنه حكمهم طوال هذه الفترة. وكان يريد أن يورّثهم بالجملة، هم وأموالهم وأولادهم ومستقبلهم لابنه جمال ليحكمهم ثلاثين عاماً أخرى. كانت مسألة «التوريث» من أكثر ما استفز المصريين، إذ شعروا أنهم دجاجٌ في حظيرة، وليسوا شعباً يحمل على ظهره ميراث خمسة آلاف سنةٍ من الحضارة. مصر في عهده أصبحت عزبةً ولم تعد جمهوريةً حتى بالاسم.
منذ آخر خطاب ألقاه قبل تنحيه، وعيّن فيه مدير مخابراته نائباً له وهو مختفٍّ عن الأنظار. كان يعيش في متنزهه بشرم الشيخ، رئيساً متنحياً مكرّماً، ما يزيد من حنق المصريين المطالبين بالعدالة وإنفاذ القانون والقصاص للشهداء. وكان أنصاره يروّجون أنه رجلٌ عجوز، خدم مصر بعينيه، وضحّى في سبيلها بكلّ كلّ شيء! لم يترك شيئاً بوسعه إلا عمله من أجلها! كيف تتجرأون على محاكمته؟
حملة الشائعات بدأت ولم تتوقف حتى قبل ساعة متأخرة من مساء الثلثاء. مريضٌ أم غير مريض؟ مريضٌ بالسرطان والبروستات وكل علل الدنيا وفيروساتها نزلت عليه فجأةً! يعاني من هزال وانعدام شهية. لا يقوى على الوقوف على رجليه. ارحموه! فالعدالة في الشرق يجب أن تتوقف عند أبواب الطغاة والمستبدين. حصانةٌ في الحياة يريدون استمرارها حتى حين تدور على الباغي الدوائر.
حين نادى القاضي: «المتهم الأول محمد حسني مبارك»، أجابه بصوت واضح لا أثر لمرضٍ أو علةٍ فيه: «افندم أنا موجود»! وحين سأله عن الاتهامات الموجهة إليه بقتل المتظاهرين العُزّل بالرصاص طوال ثلاثة أسابيع، وآخرها يوم وقعة الجمل الأخيرة، أجاب بقوة: «أنا أنكر كل هذه الاتهامات تماماً». وتماماً هي للتأكيد!
ربما مات الألفا ضحيةٍ بالسكتة القلبية أو لهبوط السكر في الدم وليس بالرصاص المتطاير في الميادين. وربما نزلت عليهم صاعقةٌ من السماء، أو أتتهم الرجفة فجأةً وهم نائمون.
ولداه علاء وجمال، نجما مصر خلال العشرين عاماً الماضية، نفيا تهم التحكّم في اقتصاد مصر وقوت شعبها، والتلاعب بالمال العام، والإثراء غير المشروع. كانا ينامان منذ نعومة أظفارهما على أحلام وراثة عرش مصر، بينما كانت المصريات يهدهدن أطفالهن بحلم الحصول على الرغيف اليومي بشق الأنفس.
كان مع ولديه في قفصٍ، وفي القفص الثاني المجاور وقف بقية معاونيه في حكم مصر خلال الحقبة الماضية، في مقدمتهم وزير داخليته (حبيب العادلي) المتهم بالتواطؤ معه على قتل المحتجين. كان يأتمر بأوامره أكثر من مليون شرطي قبل ستة أشهر، فأصبح أحدهم يقوده من زنزانته إلى المحكمة. إنه يومٌ تاريخي عظيم.
كانت مصر بملايينها الثمانين، و360 مليون عربي، متسمّرين أمام شاشات التلفزة أمس، يشاهدون وقائع أهم أفلام الموسم، «محاكمة رئيس» دالت دولته وانقضت أيامه، وانفض القوم من حوله وأسلموه إلى مصيره متنقلاً على سرير.
من بين التهم الموجهة للرئيس، قبول خمس فيلات قيمتها تزيد على 39 مليون جنيه في مدينة شرم الشيخ من أحد رجال الأعمال، مقابل منحه مساحة كبيرة من الأراضي الفخمة في شرم الشيخ! وبيع الغاز المصري إلى «إسرائيل» بأقل من سعر السوق، بينما كانت المصريات يحملن أسطوانات الغاز على ظهورهن بحثاً عن الغاز! وحين رفعت القضية للمحكمة، كسبتها الحكومة التي كانت تفرّط في ثروات مصر وتتحكم في القضاء.
في المحكمة أمس اختفت الألقاب، وحلت محلها الصفات: فالذين كانوا وزراء وقادة أصبحوا متهمين. بعضهم يلبس اللباس الأبيض وبعضهم اللباس الأزرق، يتحركون في قفص احتشد حوله المحامون، ويطالبون بحضور كل المتضررين من الحقبة السابقة السوداء. عوائل الشهداء والجرحى والمصابين تطالب بحضور الجلسات، أما الشهداء فكانت أرواحهم تحلّق فوق هذه القاعة تنتظر العدل والإنصاف.
في أحد التقارير التي قرأتها وأنا أكتب هذه الانطباعات عن هذا اليوم العظيم، أن علاء وجمال التقيا والدهما لأول مرة منذ آخر فراق، بعد أن أودع مبارك المستشفى في أبريل/ نيسان الماضي، بينما أودعا سجن مزرعة طرة بالقاهرة، الذي ظلّ يستقبل آلاف المصريين المعارضين من مختلف التيارات طوال حكم والدهما العظيم.
يومٌ تاريخي عظيم. «قل اللهم مالك الملك، تؤتي الملكَ من تشاء وتنزع الملكَ ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء» (آل عمران: 26). وحّدوه!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3253 - الأربعاء 03 أغسطس 2011م الموافق 03 رمضان 1432هـ
مسرحية هزلية
والله الخوف بأنها مسرحية من النظام البائد والذي كان المشير طنطاوي من أهم أركانة ......المصري غلبان يا عيني
ما أكثر الصور وأقل العبر
الحمد لله الذي نزع حب الدنيا ومالها وزخرفها من قلوبنا ، .........
اللهم لا شماتة!!
الرئيس السابق لا زال متهماً وإن كانت أصغر ربة بيت مصرية تعرف إجرامه.. لست مع سياسة الانتقام التشفي، لكن هذه المحاكمة هي رد اعبار للشعب المصري الشقيق.. الرجال "شبر والقبر" نهايته قريبة، أتمنى عدم اعدامه لهذه الجريمة بل وضعه في السجن لينهي حياته بمشاهدت مصر الجديدة ما بعد حقبته السوداء ليموت من القهر..صحيح يا سيد إنه يوم عظيم وتاريخي ليس لأن المجرم في قفص الاتهام، بل لأنه طاغي ...... أللهم لا شماتة!!.
نعيش ونشوف
1- شهدت سقوط الطاغية شاه إيران. 2- شهدت سقوط صدام حسين طاغية العراق. 3- شهدت فرار وسقوط زين العابدين بن علي. 4- شهدت سقوط مبارك.
عبرة
عبرة لمن اعتبر هو وامثاله
اللهم برد قلوب المظلومين فيهم
اللهم لاشماته ولكن لحظه ينتظرها الجميع
شكرا للكاتب
ماذا سيأخذ الانسان معه غير كرامته وأعماله في الدنيا
في قصيدته المشهورة للمتوكل يقول الامام الهادي عليه السلام
أين الوجوه التـي كانـتْ منعمـةً
من دونها تُضربُ الأستارُ و الكللُ
فافصـحَ القبـرُ عنهم حيـن ساءلـهـم
تلك الوجوه عليهـا الـدودُ يقتتـلُ
و طالما عمّـروا دوراً لتُحصنهـم
ففارقوا الدورَ و الأهلينَ و ارتحلوا
....
سبحان المعز المذل هذي بس محكمة الدنيا
والله يعينه على محكمة الاخرة
هذا ليس شيئا مقابل الموقف أمام الله
ربنا الذي لا تخفى عليه خافية يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. هناك يوم تجد كل نفس ما عملت حاضرا .هناك حيث تتجسد الأعمال ويلقى هو ومن على شاكلته كالزعيم الليبي والسوري واليمني وصدام
هناك حيث لا يحاسب حسابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد ولا يعذب عذابه احد يتمنى الظالم أنه كان ترابا
ولكن هيهات وقد عمّركم الله ما يتذكر فيه من تذكر
العبر والعظات تمر الواحدة تلو الأخرى ولكنها لا تزيد الظالمين إلا تبارا
شكرا ياسيد أنت عظيم
يومٌ تاريخي عظيم. «قل اللهم مالك الملك، تؤتي الملكَ من تشاء وتنزع الملكَ ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء»
جميل
مربط الفرس
"قل اللهم مالك الملك، تؤتي الملكَ من تشاء وتنزع الملكَ ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء"
حكمة الخالق_مواطن مغترب
ما نشاهده هي حكمة من حكم الله سبحاته وتعالى فالله يمد الظالم في ظلمه وهو القادر على قهر كل ظالم وبتصوري محاكمة رئيس مصر السابق واحدة من حكم الخالق فلكل ظالم نهاية وهذه هي نهاية من جعل بعض من ابناء بلده يبحثون عن قوت يومهم في سلة القمامة بجانب الفلل الفارة التي تشير الى البذخ والتبذير بينما يتضوى الناس جوعا ويخاطر شباب مصر بحياتهم في عرض البحر للجوئ الى دولة اوربية بحث عن ماوى يقيهم شر الفقر المدقع.
هذه هي نهاية كل ظالم وعبرة لمن اعتبر فسبحانك يا الاهي على اما افضت علينا من وعظ فهل نتعظ ...؟
ممدد علي السرير ..!! والله ضحكتني
حالي كحال باقي البشريه ننتظر ظهوره علي شاشات التلفزيون ليس للتشفي فقط وانما للسخريه ايضآ فمنظر رئيس اكبر دوله عربيه في محاكمه فهذا شي غريب علينا .. فنحن تعودنا علي رؤيه الفقراء ,, ولكن الظلم لا يدووووم
درس في التاريخ
أول رئيس عربي دخل السجن طاغية العراق وحكم عليه بالإعدام شنقا جزاء لما اقترفت يداه ، والثاني طاعية مصر و فرعون زمانه أتمنى أن ينال عقابه قبل أن يأتيه الأجل حت تدخل الفرحة في قلوب أسر الشهداء والجرى والمصريين عامة.
وفي الحياة الكثير من العبر.. ........
والعجيب في الأمر ان أبنائه كانوا يحاولون أخفائه بوقوفهم امام الكاميرا حتى الناس لاتراه وهو في قفص الأتهام بهذه الطريقة.
وغداً... محكمة السماء
ما أكثر العبر وأقل المعتبر. وغداً سوف يصدق قول الشاعر " واستنزلوا بعد عز عن معاقلهم ، وأسكنوا حفرا يابئس مانزلوا". هذه محكمة الدنيا فما بال يوم الفزع الأكبر، يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على القوم ال...... .