«أحسّني» أسعد إنسان في هذا العالم.
قلبي مازال يخفق بشدة، مذ رأيتها تجلس وحيدة. ألمح فنانًا عالميًّا من ضيوف المهرجان، يجلس بالقرب مني دون مضايقات زملاء مهنة المتاعب.. لا أعبأ به، أنسى مهمتنا الصحافية، وأتابعها بعينين متعبدتين: «أخيرًا، نتنفس هواءً واحدًا».
كانت دهشتي كبيرة حين علمت أنها مولعة بالشعر. لم أحاول أن أراها أو أسمع صوتها، لأنني لم أكن أعرف كيف أتواصل معها... مكتفيًّا بالغش في «الدردشة» بالاستعانة بترجمات «غوغل» الرديئة لمشاعري الفيّاضة.
***
لم يتضايق حين طلبت وساطته اللغوية، ونحن في الفندق... تابعته بإعجاب، وهو يتحدث بطلاقة معها، وبزهو. لمحته يخرج أوراقًاً من محفظته... من حركات شفتيه ويديه أدركت أنه يتلو قصائد. عقدت الدهشة لساني؛ ففي الصحيفة كنّا نسخر من محاولات زميلنا «الدون جوان» الشعرية، ونمازحه بضرورة الالتحاق بفصول محو الأمية، قبل انتهاء آجال التسجيل.
لذت بحاسوبي المحمول.
***
أرنو إلى معبودتي الأندلسية، وفي أذني يرن حديثه المتواصل عن خلافات التاريخ والجغرافيا، العرق والدين، وبقية خزعبلاته، التي كنت أخمّن أنها ذرائع لكي أتخلى عنها ليس إلا...! وألوم نفسي لأنني صارحته بالأمر، حين استغربَ لاهتمامي بترجمة قصائدي إلى اللغة الإسبانية.
شهقت، وأنا أقرأ تعليقه في صفحة ملف تعريفها بأحد مواقع التعارف الشهيرة، وفي اليوم نفسه الذي حدثته عنها. حاول التغزل بجمالها العربي، فخانه التعبير، وكتب لها بعربية ركيكة: «إنك تشبهين العرب كثيراً...». لم أشأ متابعة قراءة بقية كلامه. لكن، بغتة وجدتني أتذكر سخريتها المتواصلة من هذا الهراء الشعري الذي أكتبه. ألوم نفسي لعدم محاولتي تعريب ترجماته، من قبل.. لذت بـ «غوغل»، وتلقيت طعنة أخرى، وأنا أعيد تعريب آخر قصيدة أهديتها إليها، ووجدتني - كالملذوغ - أتجه ناحيتهما، و..
إقرأ أيضا لـ "هشام بن الشاوي"العدد 3252 - الثلثاء 02 أغسطس 2011م الموافق 02 رمضان 1432هـ