غمرني التفاؤل بمستقبل مصر الحبيبة وأنا أتابع الجهود المتواصلة التي يبذلها العالم الكبير أحمد زويل الحائز على جائزة نوبل العام في سبيل أن تدخل مصر عصر العلم والتكنولوجيا، من خلال إنشاء مؤسسة أطلقت عليها الدولة اسمه «مؤسسة زويل للعلوم والتكنولوجيا».
إن أكثر ما أعجبني في هذا الرجل العالم هو تواضعه وعدم رغبته في أن يعتقد الناس أنه قائد العمل، وإنما هو فرد في مجموعة سوف تنجز هذا المشروع الحضاري الذي سيضع مصر على الطريق الصحيح، رغم الجهد الكبير الذي يقوم به شخصياً لجذب الأسماء البارزة لمعرفته الشخصية بهم. وصفة التواضع دائماً ما يتحلى بها العلماء الحقيقيون الراغبون في خدمة وطنهم والبشرية جمعاء.
إنني متفائلة بمستقبل مصر لأنه حتماً سيكون أفضل من الوضع المأساوي الذي وصلت إليه قبل ثورة الشباب يناير. وكنت أتابع القنوات الفضائية المصرية الخاصة والعامة واستمع إلى الحوارات المختلفة، وأرى أن هذه النقاشات ظاهرة صحية لأنها مصحوبة بحرية الرأي، لكن تمديدها لمدة طويلة لن يكون في صالح النهضة والتقدم الاقتصادي في مصر.
إن الشعب المصري بحاجة إلى العمل والإنتاج لتدور عجلة الاقتصاد، كما إنها بحاجة إلى الهدوء وتقليل عدد المظاهرات، فعدم الاستقرار لا يشجع السياح ونحن في شهور الصيف، إذ يعتمد قطاع كبير من الشعب المصري على السياحة. كما أن الاقتصاد آخذ في التراجع حالياً مع حالة الاضطراب التي تشهدها مصر، من إشعال الفتن بين المسلمين والمسيحيين التي يقف وراءها بعض فلول النظام السابق أو أعداء مصر من الخارج، لكي لا تتمكن من النهوض اقتصادياً وحضارياً.
إن مصر في رأيي ورأي كثير من المصريين بحاجة إلى دستور يشكل القاعدة للعمل السياسي، وإجراء انتخابات حرة تتنافس فيها الأحزاب والمستقلون لانتخاب الرئيس وأعضاء مجلس الشعب في انتخابات نزيهة تؤهل المجلس لمناقشة احتياجات الشعب المصري بكل طوائفه وطبقاته. مع ذلك يحتاج الشعب المصري لتدريب نفسه على بعض الأمور التي قتلها النظام الفاسد القديم، بسبب الأنانية وعدم الإحساس بمعاناة الناس وتجاوز أصحاب السلطة للقوانين، وفي مقدمتها القضاء على الرشوة التي تغلغلت في جميع نواحي الحياة. مصر بحاجة إلى حملة وطنية تذاع على كل القنوات التلفزيونية والصحف، فقد كنت ألاحظ اهتمام صاحب الشقة مثلاً بشقته لا ببقية العمارة، فتنتشر بعض المظاهر كرمي القاذورات في الشوارع الرئيسية التي لم تسلم منها حتى الأحياء الراقية كالزمالك والمهندسين.
إن روح المسئولية تتمثل في الإخلاص في العمل والمحافظة الصارمة على قوانين المرور ولا يستثنى منها ابن وزير أو غيره. وقد ضرب رئيس وزراء مصر عصام شرف مثلاً يحتذى عندما أصر على أن يدفع ابنه الغرامة المرورية. وهكذا إذا طبق النظام والقانون على الجميع سيتم الالتزام بقواعد المرور بدل التزاحم بين السيارات وتختفي ظاهرة التزمير المزعجة التي تعكس عدم المبالاة بإزعاج الآخرين.
إن مصر الحضارية الراقية قادمة بإذن الله، فمع الإخلاص وزيادة الإنتاج وثم زيادة الأجور ستتقدم مصر اقتصادياً، بالعمل الجاد والوحدة الوطنية وفرض القوانين وتوفير العدالة وتكافؤ الفرص في الدراسة والعمل
إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"العدد 3251 - الإثنين 01 أغسطس 2011م الموافق 01 رمضان 1432هـ
شكرا ليكي
واتمني ان ده يحصل
كل عام و أنتِ بخير يا أخت سلوى
من الواضح جداً تعلّقك الشديد ب"مصر" و ذلك من خلال كتاباتك المتكرّرة عنها!! في الحقيقة ذهبت لمصر مرة واحدة فقط, و أرى بأنها تستحق اهتمامك و كتابتك عنها.