حينما نبحث في الأوراق القديمة في حياة هذا الرجل الرياضية، فالهدف منه تسليط الضوء على حقبة رياضية زمنية مهمة طواها الزمن منذ قرابة 40 عاما، ولكنها تسجل تاريخ لعبة رياضية كانت جديدة على ساحتنا الرياضية، انطلقت على ملاعب مدارس وزارة التربية والتعليم الرملية والإسفلتية، قبل أن تنتقل لملاعب الأندية الوطنية لانطلاقة أول دوري للعبة كرة اليد في سبعينيات القرن الماضي، لكن اليوم أصبحت من أكثر الألعاب الجماعية شهرة وإثارة، وهي لعبة كرة اليد. فالشخصية التي نحاورها لعبت كل الأدوار فيها، منذ كان لاعبا في فريق الأهلي والرفاع ثم حكما وإداريا ومدربا ومحاضرا ومراقبا دوليا للعبة، وكان له شرف تدريب منتخبنا الوطني الفائز بالمركز الثالث في البطولة العربية التي أقيمت في الكويت العام 1980.
ومن خلال هذه الحلقات التي نستضيف فيها المحاضر المراقب الدولي عبدالجليل أسد نسلط الضوء على بدايات إشهار كرة اليد البحرينية وحتى وقتنا الجاري.
أسوة بأقرانه في مرحلة الطفولة، بدأ ممارسة الرياضة في مسقط رأسه رأس الرمان بممارسة لعبة كرة القدم وهي اللعبة التي كانت متاحة للجميع، وازداد ولعه بالرياضة في جميع مراحله الدراسية، حيث مارس بعد ذلك ألعاب القوى وكرة السلة وفي المرحلة الثانوية مارس لعبة كرة اليد وبرز فيها بشكل جيد. وكانت أولى مشاركاته في الأندية الكبيرة كان مع أشبال فريق العاصفة الذي كان اسما بارزا في لعبة كرة القدم في بداية ستينيات القرن الماضي، ومنافسا قويا لفرق الدرجة الأولى المعروفة آنذاك الوقت، أمثال فريق المحرق والنسور والرفاع والنهضة والتاج. وكان من بين الأسماء المعروفة بمستوياتها الراقية (عباس عبدالرسول وعباس خليل وحسن زليخ وأحمد زليخ وعبدالكريم صنقور وحسن البحارنة)، في حين يشارك في دوري كرة السلة بفريق قوي أبرز لاعبيه نجم المنتخب الوطني أحمد زليخ.
ويقول محدثنا: وحينما قوي عوده انتقل العام 1967 إلى فريق نادي الشروق ولعب مع فريق كرة القدم والطاولة وأصبح عضوا في مجلس الإدارة ورئيسا للنشاط الرياضي. ولكن بعد دمج فريقي العاصفة والشروق تحت مسمى نادي رأس الرمان لعب للفريق كرة القدم وكرة السلة وكان يشرف على تدريبه في لعبتي كرة القدم وكرة السلة المدرب عبدالرسول!
ويقول، مازالت الذاكرة تحتفظ بالكثير من الذكريات لاسم هذا النادي الذي كان من أوائل الأندية المندمجة، حيث تمكن فريقه من الصعود إلى مصاف دوري الدرجة الممتازة أكثر من مرة وكان يمتلك فريق كرة قدم جيد المستوى ينافسه على الصعود فرق البديع وشط العرب والديه. كما حقق الفريق نتائج جيدة وكان أبرز اللاعبين الذين مثلوا الفريق، عبدالخالق الصباح وكاظم الوادي وسلمان الحايكي وعبدالإله الصباح ومحمد جعفر عبدالنبي وأحمد البوسطة.
ويعلق على هذه الفترة الزمنية التي تمثل حقبة زمنية رائعة الجمال في لعبة كرة القدم بقوله « كان اخلاص اللاعب لناديه او الفانيلة التي يلبسها هي السبب الحقيقي وراء تألقه وارتفاع مستواه المهاري ,لذلك برزت نجوم في كل الفرق البحرينية من الصعب ان يعوضها الزمن الحالي ! «
ويعترف بأنه على رغم شغفه وولعه بلعبة كرة القدم إلا أنه وجد نفسه في كرة اليد بصورة أفضل، فلعب لفريق المدرسة الثانوية تحت إشراف مدرسي التربية الرياضية ثم مع فريق المعهد العالي للمعلمين وهو الذي دخله طالبا من أجل التخصص في عمله كمدرس للتربية الرياضية. وكانت المنافسة على أشدها بين فرق المدارس، كما كان يحرص على حضور المباراة النهائية وزير التربية والتعليم وهو الذي يقلد لاعبي الفريقين الميداليات الذهبية والفضية، كما كانت مباريات المدارس تحظى بحضور جماهيري كبير يفوق في بعض الأحيان حضوره مباريات الدوري العام.
علما بأن محدثنا عبدالجليل أسد وهو الذي نسجل في ذكرياته تاريخ لعبة كرة اليد، دخل عضوية مجلس إدارة الاتحاد البحريني لكرة اليد العام 1980، كما تقلد الشارة الدولية لتحكيم كرة اليد العام 1981 في أول دفعة للحكام البحرينيين، كما تبوأ منصب مدير المنتخبات في تلك الفترة، ومن حسن الصدف أنه درب المنتخب لفترة وجيزة. قبل أن يرتبط اسمه باللعبة بشكل وثيق ويصبح الأمين العام للاتحاد، وهذا كلها سنتعرض إليه في سيرته الذاتية
العدد 3250 - الأحد 31 يوليو 2011م الموافق 29 شعبان 1432هـ