سادت حالة من التفاؤل الحذر الشارع الكروي البحريني بعد سحب قرعة الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في البرازيل 2014 والتي أوقعت الأحمر إلى جانب منتخبات ايران وقطر واندونيسيا، فيما تفاوتت ردود الفعل والآراء في أوساط المنتخب بشأن ما أسفرت عنه قرعة المونديال بين من اعتبر المجموعة جيدة ومتوازنة وبين من وصفها بالصعبة.

ويرى البحرينيون أن المنتخب الاحمر قادر على تجاوز عتبة الدور الثالث ونيل احدى البطاقتين المؤهلتين إلى الدور النهائي من التصفيات وتكرار هذا الإنجاز للمرة الثالثة على التوالي حينما وصل إلى هذا الدور في النسخ الثلاث الأخيرة من تصفيات كأس العالم حتى أنه بلغ الملحق الأخير في مناسبتين قبل أن يخرج بصورة حزينة أمام منتخبي ترينيداد وتوباغو في تصفيات مونديال المانيا 2006 ونيوزيلندا في تصفيات مونديال جنوب افريقيا 2010.

وبالنظر إلى قرعة المجموعات في الدور الثالث للتصفيات الآسيوية يعتقد البحرينيون أن منتخبهم وقع في مجموعة متوازنة إلى حد كبير كونه تجنب مواجهة منتخبات الصفوة الآسيوية المتمثلة في اليابان وكوريا الجنوبية واستراليا إلى جانب المنتخب السعودي لكن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال أن طريق الأحمر ستكون مفروشة بالورود في الدور الثالث وخصوصا أنه سيواجه المنتخب الايراني القوي على رغم تراجع مستواه ونتائجه في البطولات الآسيوية في السنوات الأخيرة، كما انه سيحاول تسديد حسابه القديم مع المنتخب البحريني الذي حرمه من التأهل إلى مونديال كوريا الجنوبية واليابان العام 2002 بفوزه عليه 3/1، ما منح بطاقة التأهل الى المنتخب السعودي.

في المقابل، ستكون المواجهة البحرينية القطرية إعادة لمواجهتيهما في الدور النهائي من تصفيات مونديال جنوب افريقيا عندما نجح المنتخب البحريني في التعادل ذهابا في الدوحة (1/1) قبل أن يفوز عليه ايابا في المنامة بهدف والذي سمح للأحمر باحتلال المركز الثالث في مجموعته والتأهل آنذاك للملحق النهائي.

ولعل مواجهة اندونيسيا تشكل فرصة مناسبة للمنتخب البحريني لتعويض خسارته أمام منافسه (1/2) في نهائيات كأس آسيا 2007، وهو الأمر الذي يبدو قريبا من الواقع ما لم تحدث مفاجآت اندونيسية غير متوقعة.

ويعول البحرينيون على الخبرة الكبيرة التي يمتلكها لاعبو المنتخب في التصفيات المونديالية وخصوصا أن المنتخب الحالي يضم مجموعة كبيرة من النجوم الذين سبق لهم الظهور في النسخ الثلاث الأخيرة من التصفيات المونديالية أمثال قائد المنتخب محمد سالمين، والنجم الطائر سلمان عيسى وقلبي الدفاع محمد حسين وعبد الله المرزوقي بجانب الحارس سيد محمد جعفر والمحترفين فوزي عايش وعبدالله عمر وجيسي جون وفتاي والذين يشكلون حاليا عماد المنتخب الأحمر الساعي إلى خطف بطاقة التأهل المونديالية للمرة الأولى في تاريخ الكرة البحرينية.

وتأمل جماهير المنتخب البحريني أن يستوعب لاعبوه الدروس السابقة التي تعرضوا لها في تصفيات مونديالي المانيا وجنوب افريقيا والتي كانت فيهما بطاقة التأهل قريبة للغاية من الأيدي البحرينية لولا التعثر في الخطوة الأخيرة.

وكان البحرينيين أبدوا نوعا من التشاؤم عشية القرعة بعد وضع الأحمر في المستوى الثالث من تصنيف المنتخبات الآسيوية، إلاّ انهم وبعد الإعلان عن القرعة يتطلعون بروح جديدة إلى المرحلة المقبلة تاركين وراء ظهورهم الذكريات الأليمة في تصفيات مونديالي المانيا وجنوب افريقيا ويتطلعون بتفاؤل وأمل جديد هذه المرة ويقطعون الطريق المؤدية إلى البرازيل بكل ثقة واقتدار.

تايلور مرتاح

وفي أول تعليق لمدرب منتخبنا الأول لكرة القدم أبدى الإنجليزي بيتر تايلور ارتياحه النسبي لقرعة الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم، والتي أوقعت الأحمر في المجموعة الخامسة إلى جانب منتخبات إيران وقطر وإندونيسيا.

وقال تايلور: «أعتقد أن القرعة وضعتنا في مجموعة متوازنة في هذه التصفيات، والمنتخبات الاربعة تملك حظوظا متساوية للمنافسة على بطاقتي التأهل إلى الدور النهائي، وسنحاول جاهدين تقديم أفضل مستوى ممكن لتحقيق الهدف المنشود وهو التأهل إلى الدور المقبل كمحطة أولى ضرورية للمنافسة الجادة على التأهل إلى المونديال لأول مرة في تاريخ الكرة البحرينية».

وشدد تايلور على أن السلاح الأكثر أهمية بالنسبة للمنتخب البحريني يتمثل في احترام تاريخ وقدرات منتخبات ايران وقطر واندونيسيا، قائلا: «إن هذا الاحترام ينبغي الا يتحول بأي حال من الاحوال الى الخوف منهم ،يجب علينا أن نؤمن بقدراتنا فلدينا مزيج مميز من اللاعبين الشباب وأصحاب الخبرة الدولية، ومن ورائنا تقف جماهير متعطشة للفوز وتدعم المنتخب بكل قواها، لذا ينبغي علينا ان نقاتل لاثبات انفسنا وتأكيد مكانة البحرين المتقدمة على الساحة الآسيوية».

وكشف تايلور أنه شرع منذ الليلة الماضية في جمع المعلومات اللازمة عن المنتخبات المنافسة في المجموعة الخامسة وذلك بغية تكوين الصورة الواضحة عنها بما يسهم في رسم الخطط المناسبة لمواجهة هذه المنتخبات.

وأعرب تايلور عن رضاه عن الأيام العشرة الماضية التي أمضاها في تدريب الأحمر خصوصا وان اللاعبين اظهروا روحا عاليا والتزاما كبيرا مبينا ان التركيز في الفترة الماضية كان واضحا على رفع معدل اللياقة البدنية لدى اللاعبين وذلك قبيل الانتقال الى الجوانب التكتيكية في المعسكر المقبل للمنتخب في دبي الذي يعول عليه كثيرا في رفع الجاهزية الفنية للاعبي والوصول الى التشكيلة الامثل القادرة على تمثيل الأحمر في التصفيات.

سالمين: مجموعة صعبة

من جانبه، أكد قائد منتخبنا الوطني لكرة القدم محمد سالمين صعوبة بلوغ المرحلة النهائية من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2014 .

وقال سالمين: «أعتقد بأن المجموعة التي يلعب فيها منتخبنا تعد صعبة وقوية وسيكون التأهل عبرها إلى الدور المقبل صعبا جداً لكننا في البحرين اعتدنا على خوض مباريات ومجموعات صعبة دائما في كل التصفيات السابقة، واستطعنا بلوغ المراحل النهائية والملحق الفاصل مرتين متتاليتين... المنتخب سيسعى إلى تكرار ما قدمه سابقا وتحقيق آماله هذه المرة ببلوغ المونديال المقبل».

وأضاف سالمين «صعوبة المجموعة تكمن في وجود 4 منتخبات قوية ومتطورة، فالمنتخب الإيراني من كبار آسيا، والقطري والبحريني تطورا كثيراً ويقدمان مستويات جيدة، كما يجب احترام الفريق الاندونيسي المتطور جداً من منطقة شرق آسيا، وسيكون من الفرق المنافسة لتحقيق إنجاز آسيوي».

واعتبر سالمين أن تصفيات الدور الثالث «لن تكون سهلة على المنتخبات الأربعة وستكون التوقعات صعبة في جميع المباريات لأن كلاً منها مؤهل لتخطي الدور الثالث إلى المرحلة الرابعة والأخيرة