مع دخول شهر رمضان المبارك، الشهر الذي فضّله الله سبحانه وتعالى على بقية شهور السنة، وخصه عز وجل بليلة القدر، وجعلها «خيرا من ألف شهر» تكثر فيه دعوات التوبة والمغفرة ويكثر فيه العطاء والفعل الحسن، أدعو الله القدير أن يوفق هذه الأمة وأن يزيل عنها الغمة، ويعيد على ناسها الطيبين الألفة والمحبة والتسامح. وأقول صادقا «إن الاختلاف في الرأي والاختلاف في المصالح هي طبيعة بشرية، ولكن هذا لا يعني بأن الأخ لا يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ولا يعني أنها العداوة والبغضاء، ومن يفعل ذلك فهو بعيد عن روح هذا الشهر الكريم».

شدني في بداية الحوار الوطني تطرق المجتمعين إلى قضية الشباب، فتابعت الموضوع باهتمام واطلعت على كثير من حيثيات ذلك الحوار الذي لامس قضايا الشباب وهمومهم وافتقادهم إلى البنية التحتية السليمة سواء في الأندية أو الاتحادات الرياضية. فالعالم من حولنا أدرك خطورة هذه المرحلة وأهميتها، لذلك وفر كل إمكاناته لتوفير احتياجات الشباب حتى لا يضيع وينصاع وراء ملذات زائفة تكون نتيجتها خسارة فادحة للوطن.

فالمدرسة أصبحت لا تعني إلى المسئولين في وزارة التربية والتعليم سوى التحصيل العلمي، وافتقدت هدفها الأصلي وهو «التربية»، فهل مدارسنا بصورتها الحالية فيها الاهتمام الكافي بالتربية؟ ثم الأندية الوطنية - الحضن الثاني - الذي يرعى أبناءنا - هل فيها من الإمكانات التي توفر له الأسس السليمة المتينة؟ ثم أين برامج الشباب الثقافية والفنية والأدبية والعلمية والترويحية، فهل فيكم من يدلنا عليها؟ أما مجتمعنا، فقد أصبح بصورته الحالية هو أكثر من يقسو على الشباب ويوجهه إلى الانخراط في برامج هي أبعد ما تكون عن طموحاته الوردية ومستقبله البسام حتى أصبح الحلم عند الكثير من شباب هذا الوطن «حرام!».

فالشباب كما هو معروف لدى الجميع هو عماد الأمة، وهو المستقبل، والبحرين وصلت إلى ما وصلت إليه في كثير من المجالات، بسبب كفاءة أبنائها المخلصين وليس بإمكاناتها المتواضعة.

لذلك أكرر دعائي أن تكون أيام وليالي هذا الشهر الفضيل كلها خير وبركة على هذا البلد الحبيب، وأن يهل علينا عيده السعيد وقد انزاحت عنا جميعا هذه الغمة، واستطعنا أن ندرك أهمية الاهتمام بالشباب، وأهمية حب الوطن، إنه سميع الدعاء. آمين يا رب العالمين