العدد 3249 - السبت 30 يوليو 2011م الموافق 28 شعبان 1432هـ

الشعب مصدر السلطات؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تحت هذا الشعار نظمت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية مسيرة عصر أمس الأول (الجمعة)، انتظم فيها الآلاف رغم حرارة الجو ونسبة الرطوبة العالية، وما يبدو من انسداد في الأفق السياسي.

منذ رفع قانون السلامة الوطنية، نظمت «الوفاق» ستة مهرجانات في مناطق مختلفة أيام الجُمَع، بينما تأتي هذه المسيرة الجماهيرية الأولى على الشارع الرئيسي في المحافظة الشمالية، الأكثر اكتظاظاً بالسكان، واتجهت من سار إلى الدراز، لتقطع مسافة كيلومتر واحد تقريباً، لكنه أبعد من ذلك في المدلول السياسي. فـ «الوفاق» المُصرّة على النهج السلمي، والإلحاح في طرح المطالب الأساسية للمعارضة، تختار كل أسبوع عنواناً تضيء من خلاله على إحدى القضايا التي يدور حولها الخلاف في الساحة السياسية في بحرين اليوم.

كان لافتاً تماماً لأيِّ مراقبٍ، حجم المشاركة النسائية في المسيرة، فالمرأة البحرينية أثبتت حضورها السياسي في الأشهر الأخيرة، وتحملت أكلافاً باهظة عن قناعة وطيب خاطر. وهي لفتةٌ سيذكرها لها التاريخ عندما تُسجّل هذه المحطة في سياق تطوّر البحرين السياسي.

في البيان الصادر نهاية المسيرة، تم التأكيد على ما تسميه فصائل المعارضة «مطالب شعب البحرين»، من حكومةٍ منتخبة، ومجلس نيابي حقيقي ينفرد بكامل الصلاحيات التشريعية والرقابية، ودوائر انتخابية عادلة وفق مبدأ «صوت لكل مواطن»، وقضاء عادل وأمن للجميع، باعتبارها مطالب وطنية مشروعة.

البيان أشار إلى أن «مسيرة شعب البحرين في المطالبة بالحقوق السياسية، لها تاريخها النضالي الناصع والمشرف»، ووضع حركة الاحتجاجات السلمية في فبراير/ شباط الماضي ضمن هذا السياق، «متوازيةً مع ثورات الربيع العربي وكانت جزءاً مهمّاً وحيويّاً منها... ونالت إعجاب العالم بسلميتها وتحضرها وصدقيتها».

البيان أشار أيضاً إلى أن مطالب الحركة هي أقل المطالب وأكثرها تواضعاً في واقع الثورات العربية... وأنها ظلت الأكثر التزاماً بسلميتها وحضاريتها، رغم ما دفعت من أكلاف وعذابات، واعتبر ذلك دليلاً على «صدقية هذا الشعب وإيمانه الراسخ بقضيته وعدالة مطالبه بحقوقه».

كان واضحاً في البيان، وفي مهرجانات سابقة، أن «الوفاق» حريصة على إرسال رسائل تصب في اتجاه عام، فتشير إلى أن الشعب توّاقٌ للحرية وأنه ينشد العدل والمساواة منذ عشرات السنين، وأنها لا تطالب بحقوق فئة وإنما بمطالب عامة ستكون لمصلحة جميع البحرينيين.

سبعُ جُمَعٍ، جَمَعَتْ عشرات الآلاف من البحرينيين من مناطق مختلفة، في مهرجاناتٍ توّجتها هذه المسيرة، وكلها رسائل، يمكن قراءتها من زوايا مختلفة. فالبعض يراها إصراراً على مطالب وطنية مشروعة حان وقت استحقاقها. وبعضٌ يقرأها على أنها محاولةٌ لإيصال صوتٍ للداخل والخارج، للتعريف بقضيةٍ ووجهت بالكثير من التجنّي والإهمال، على طريقة «صمتكم يقتلنا» كما قال السوريون. وربما يقرأها آخرون على أنها نتيجة طبيعية لما انتهت إليه جلسات الحوار.

بعيداً عن هذا وذاك، فإن أيَّ صحافي أجنبي ليس له موقفٌ منحازٌ مع هذا الطرف أو ذاك، سيقرأ فيها عنوان أزمة سياسية مستمرة. فبعد رفع قانون السلامة الوطنية عاد الشارع للحراك. من المؤكد حتماً أن هذه الآلاف ليسوا هواةَ مسيراتٍ في جوٍّ قائظ، لو لم تكن لهم قضية عادلة لا ريب فيها تستحق هذه التضحيات

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3249 - السبت 30 يوليو 2011م الموافق 28 شعبان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 29 | 2:07 م

      الحرية .. العدل .. المساواة .. القضاء على التمييز .. تحقيق الديمقراطية الكاملة ... ام محمود

      والقضاء على التجنيس و المطالبة بحكومةٍ منتخبة، ومجلس نيابي حقيقي ينفرد بكامل الصلاحيات التشريعية والرقابية، ودوائر انتخابية عادلة وفق مبدأ «صوت لكل مواطن»، وقضاء عادل وأمن للجميع .. هذه النداءات أو المطالب من جمعية الوفاق التي تتكلم بالنيابة عن شريحة كبيرة من الشعب رددتها مئات المرات ولم تجد استجابة أو انتباه من الطرف الآخر .. لذا نتساءل عن نوع التحرك القادم للكتلة هل سيكون مهرجان ضخم حافل بمئات الآلاف من المؤيدين أم ستختلف الألية والطريقة وتصبح أكثر اندفاعا وتاثيرا

    • زائر 28 | 11:10 ص

      الانسداد في الأفق السياسي يمكن يأتي بعده انفراج ...... ام محمود

      جميع المسيرات التي نظمتها جمعية الوفاق في مختلف المناطق والقرى البحرينية وعلى مدار 7 جمعات كانت ناجحة تنظيميا وخطابيا والرسائل واضحة وقوية .. هي لا تملك العصا السحرية لتغيير الواقع ولكنها تملك الكلمة السحرية وحب الجماهير وثقتهم وبانها الطوق الذي يتمسكون ويتعلقون به في الأوقات الصعبة
      والمطالب الشعبية ستجد لها صدى وتفاعل .. جميع المهرجانات في كرانه والبلاد القديم والمصلى وسار والدراز ... كانت ترفرف فيها أعلام الوطن باللون الأحمر والأبيض عاليا وهذا هو المهم حب الوطن أولا وأخيرا

    • زائر 25 | 7:37 ص

      سدد الله خطاكم

      ماضاع حقً له مُطالب - .......

    • زائر 24 | 7:21 ص

      شكرا لكم شكرا لكم سيد

      تحليل رائع وكلام جميل يرد الروح وبعيد عن كل الطائفية ......

    • زائر 23 | 6:42 ص

      شكرا لكم

      على هذه اللفتة الكريمة للمرأة البحرينية، فهي زينة البحرين وقلادتها وفخرها. هنا تمكين المرأة الحقيقي وحضورها الفعلي في قلب المجتمع. دامت المرأةالبحرينية عزيزة كريمة. .

    • زائر 21 | 6:23 ص

      مساء الخير .. سيدنا العزيز

      مهما قلنا سيدنا الفاضل سيدنا العزيز سيدنا الموقر ، صاحب القلم الصادق والنزيه لن ولم نوفيك حقك دمت ودامت كتاباتك وسدد لله خطاك على طريق الحق ،، لاشك في عدالة مطالبنا والكل يعرف ذالك .... ، ولكن لا اعلم لماذا هذه المماطلة والتلاعب كفانا البلد وابنائه و ( بناته ) بحاجة إلى الأستقرار والأمن والرقي والمشاركة في العملية السياسية على جميع الصعدة من خلال ماذكرت دوائر عادلة مجلس كامل الصلاحيات صوت لكل مواطن قضاء نزيه حكومة ينتخبها الشعب ووو ، لن نطلب المستحيل ..

    • زائر 19 | 6:01 ص

      زبدة القوووول

      من المؤكد حتماً أن هذه الآلاف ليسوا هواةَ مسيراتٍ في جوٍّ قائظ، لو لم تكن لهم قضية عادلة لا ريب فيها تستحق هذه التضحيات

    • زائر 17 | 4:34 ص

      ...........

      تحية لك قاسم حسين والى قلمك الحر والنزيه قضيتنا عادلة .......

    • زائر 16 | 4:20 ص

      أأأأأأأأأه يا وطني

      ......ألم يحن الوقت لسماع صوت العقل وتغليبه لتجنيب الوطن و المواطنين ويلات لسنا بحاجه إليها......

    • زائر 12 | 2:42 ص

      سلمت يدلك يا سيدنا

      الله يعطيك العافية يا أيو عمار على المقال الرائع

      تحياتي / أبو سيد حسين

    • زائر 11 | 2:31 ص

      اين تغطية التلفزيون المحلي؟

      هذه الآلاف التي احتشدت يوم الجمعة والجمعات السابقة، أين تغطية التلفزيون المحلي منها؟؟

    • زائر 7 | 12:35 ص

      هنا مربط الفرس شكرا لك سيد قاسم وهذا قدرنا ونحن راضون بذلك

      من المؤكد حتماً أن هذه الآلاف ليسوا هواةَ مسيراتٍ في جوٍّ قائظ، لو لم تكن لهم قضية عادلة لا ريب فيها تستحق هذه التضحيات

    • زائر 5 | 12:32 ص

      المراة مفخرة مجتمعنا-مواطن مغترب

      بداية شكرا على خصك المراة في اسقاطات مقالتك فهي العنصر الفاعل في الحراك الاجتماعي في بلادنا منذ القدم.
      وبالاشارة الى واقع الحراك السلمي ذلك نهج ينبغي ان يكون ركيزة في مسارات عملنا المطلبي واثبت التاريخ انه النهج الاقوى في تحقيق المنجز المطلبي وهو الاكثر فاعلية في المرحلة المعاصرة للتطور الاجتماعي وان التزامنا بذلك النهج يمثل تاكيدا على الالتزام بالمنطق الحضاري في حل الاشكالات التي تبرز خاصة اذا ما ادركنا اننا نبحر في مركب واحد وعلينا صونه من مخاطر الغرق.حمى الله البحرين

    • زائر 3 | 12:24 ص

      لأهميتها خرج من يحذر منها !!!

      لذلك يا قاسم خرج علينا من يريد منع تلك المسيرات السلمية للوفاق وما ذلك الا لأهميتها في الحراك الشعبي الذي ( يغار ) منه الداعين لوقف تلك المسيرات وكيف أن الوفاق بهذه القوة والزخم ، وهم الذين ( الداعين لوقف المسيرات ) ما فتئو من تقزيم حجم ودور الوفاق الشعبي ونسوا أو تناسوا أن الوفاق رقم ليس صعبا فقط بل من أصعب الأرقام التي لا تصلح نتيجة الا بها ان كانت تلك النتيجة ضربا أو جمعا أو قسمة ، لكن هذا حال الأرقام الهامشية ، تخاف من الأرقام الحقيقية الصعبة .

    • زائر 1 | 11:02 م

      كان يوم رائع

      حضور جماهيري كبير وان دل ذلك يذل على ارادة الشعب الاصلاحات السياسية

اقرأ ايضاً