يعتزم الكثير من المتفوقين، ممن حرموا من الحصول على بعثة دراسية أو منحوا منحاً مالية فقط، ومعدلاتهم تفوق الـ 95 في المئة، رفع شكواهم إلى لجنة التظلمات في وزارة التربية والتعليم. وقال عدد من المتفوقين وأولياء أمورهم خلال حديثهم إلى «الوسط» أمس الأحد (24 يوليو/ تموز 2011) إنهم راجعوا وزارة التربية والتعليم اعتراضاً على توزيع البعثات، لافتين إلى أن الوزارة وجهت جميع مراجعيها من المتفوقين إلى رفع تظلم في لجنة التظلمات بالوزارة وسيتم الاتصال بهم.

وذكروا أن الوزارة ازدحمت بالمراجعين من المتفوقين المستاءين من توزيع البعثات، متسائلين عن الجدول الزمني لعمل هذه اللجنة وما هي الحلول المطروحة لهم، ومستغربين من أن يمنح متفوقون يفوق معدلهم الـ 95 في المئة منحاً مالية فقط.

وأكد والد المتفوقة زينب عيسى، الحاصلة على المرتبة الخامسة، بمعدل 99.30 في المئة، والتي حصلت على رغبتها العاشرة، رفعه تظلماً للجنة، آملاً أن يتم منح ابنته المتفوقة البعثة التي تستحقها ولاسيما أن نسبتها عالية جداً وتستحق البعثة.

كما لفت والد الطالب محمود سمير، الحاصل على المرتبة الرابعة على المتفوقين الذكور، بمعدل 98.6 في المئة، إلى أن ابنه حصل على منحة مالية فقط، على رغم وجود 11 بعثة طب في خطة البعثات مخصصة للذكور، ووفقاً لتوزيع البعثات وفق المعدل أو الترتيب كان من المفترض أن يحصل على بعثة بكل تأكيد، على حد قوله.

وأشار إلى أنهم رفعوا أيضاً تظلماً للجنة، آملين أن تنظر الوزارة بعين الاهتمام لمستقبل هذه الفئة من الطلبة المتميزين الذين من شأنهم أن يرفعوا اسم وطنهم بتميزهم.

وأمل أن تسرع الوزارة في الرد عليهم ولاسيما أن الطلبة حالياً يقومون بعملية تثبيت قبول البعثات وأن الجامعات تشهد حالياً عمليات التسجيل للفصل الدراسي المقبل، راجياً ألا يتم تعطيل الأمر كي لا يضيع عليهم الفصل الدراسي.

وفي سياق ذي صلة، طالب كثير من المتفوقين وأولياء أمورهم وزارة التربية والتعليم بالإعلان بشكل صريح عن نتائج البعثات ونتائج مقابلات توزيع البعثات، متسائلين عن وعد وزير التربية والتعليم بأن تلك المقابلات لن تؤثر على حصول الطالب المتفوق على البعثة وإنما ستوجهه للوجهة الصحيحة فقط.

وتساءلوا عن السبب وراء عدم إعلان معدلات الطلبة المتفوقين على غرار كل عام، فضلاً عن عدم إعلان توزيع البعثات وذلك من باب الشفافية والصدقية.

وشدد أولياء الأمور على ضرورة أن تحل الوزارة هذه المشكلة لما لها من تأثير على نفسيات الطلبة الذين اجتهدوا طوال 12 عاماً لتحقيق أحلامهم، إذ قالوا: «وزارة التربية والتعليم يجب أن تكون الوزارة الأولى والأكثر حرصاً على مكافأة هذه الفئة على تميزها بمنحها بعثات تستحقها وبعدالة».

كما أكدوا أنهم ماضون في المطالبة بحق أبنائهم في الحصول على ثمرة تميزهم.

هذا وأطلقت صفحة في صفحات التواصل الاجتماعي «الفيسبوك» تحت عنوان «لا للتوزيع الجائر للبعثات» بث فيها مئات الطلبة المتفوقين شكواهم من حرمانهم من بعثاتهم الدراسية ومنحهم منحاً مالية فقط على رغم كونهم من أصحاب المعدلات المرتفعة، وطالبوا الوزارة بالإنصاف والشفافية في توزيع البعثات.

يذكر أن وزارة التربية والتعليم أعلنت في وقت سابق خطة البعثات للعام الجاري (2011)، والتي تضمنت أكثر من 200 بعثه للتخصصات الطبية موزعة بين جامعات البحرين ومصر والأردن وعمان والكويت، وتضم تخصصات كالصيدلة، الأشعة، المختبر، العلاج الطبيعي، أطراف صناعية والطب البشري والتمريض.

دعت الطالبة المتفوقة إلى مراجعة الوزارة

«التربية»: توزيع البعثات يتواءم مع ميول الطلاب العلمية والأكاديمية

مدينة عيسى - وزارة التربية والتعليم

قالت وزارة التربية والتعليم إنها ارتأت ومن منطلق توجّهها للارتقاء بمخرجات التعليم إلى اعتماد المقابلة الشخصية إلى جانب المعدّل في الشهادة الثانوية لاختيار البعثة الدراسية لخرّيجي المرحلة الثانوية بما يتواءم مع ميول الطالب العلمية والأكاديمية.

وذكرت أنه بالإشارة إلى ما نشر في صحيفة «الوسط» بعددها رقم 3242 المؤرخ في 24 يوليو/ تموز 2011م تحت عنوان: «متفوقون مصدومون بالبعثات ويدعون التربية إلى الإنصاف»، وبعد الرجوع إلى الجهة المعنية وافتنا بالردّ الآتي:

- إنّ من أهم متطلبات الارتقاء بمخرجات التعليم الربط بين قدرات الطالب وميوله العلمية والأكاديمية وبين تخصصه الأكاديمي الذي يتواءم مع شخصيته وميوله وقدراته، وهذا لا يتمّ الوصول إليه من خلال المجموع أو المعدّل فقط، ولذلك ارتأت وزارة التربية والتعليم ومن منطلق توجّهها للارتقاء بمخرجات التعليم إلى اعتماد المقابلة الشخصية إلى جانب المعدّل في الشهادة الثانوية لاختيار البعثة الدراسية لخرّيجي المرحلة الثانوية، وهذا ما يتمّ العمل به في كثير من الجامعات العريقة في الدول المتقدّمة.

وبينت الوزارة أنّ شرط المقابلة الشخصية الذي أُقرَّ هذا العام لم يحرم أيّ طالب من الطلبة الحاصلين على معدّل 90 في المئة فما فوق من الحصول على البعثة أو المنحة الدراسية.

- إنّ خطة البعثات المخصصة لخريجي المرحلة الثانوية في كلّ عام توضع بناء على احتياجات وزارة التربية والتعليم بالدرجة الأولى وعلى احتياجات الدولة بالدرجة الثانية، ولا توضع بناء على أحلام الطلبة ورغبات أولياء الأمور - مع احترامنا لكل هذه الأحلام والرغبات - ولذلك نجد أنّ عدد البعثات في تخصصات بعينها محدود، ومن المنطقي أن تشهد هذه البعثات تنافساً شديداً بحيث لا يحصل جميع المتفوقين على هذه البعثات.

- إنّ عدداً من المتفوقين الذين تمّ منحهم البعثات التي اختاروها في الأعوام الماضية أتوا إلى وزارة التربية والتعليم خلال سنوات الدراسة طالبين أن يغيّروا بعثاتهم وتخصصاتهم لأنهم اكتشفوا بعد مرور عدّة فصول دراسية أنها لا تتواءم مع قدراتهم أو ميولهم. وإنّ عدداً آخر من المتفوقين تخرّجوا في تخصصات لم يحسنوا اختيارها في الأعوام الماضية، ولم يحصلوا على معدّلات مرتفعة فيها وذلك بسبب ضغوط الأهل لاختيار هذه التخصصات في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى بسبب عدم إلمامهم بالتخصصات التي تتناسب مع قدراتهم وميولهم. ودرءاً لهذا التخبّط ارتأت الوزارة أنّ المقابلة الشخصية تمنح الطالب الفرصة للحصول على البعثات أو المنح التي تناسب تخصصه.

- إنّ وزارة التربية والتعليم قامت بعرض الشواغر في البعثات والمنح في موقعها الرسمي على الإنترنت وفي الصحافة المحلية، وبإمكان أي طالب أن يغيِّر التخصص الحاصل عليه إلى تخصص آخر مدرج على قائمة شواغر البعثات.

- أما بخصوص الطالبة المتفوقة التي حصلت على رغبتها العاشرة في نتائج البعثات، فبإمكانها أن تراجع إدارة العلاقات العامة والإعلام وأن تزوِّد الإدارة بالمعلومات اللازمة لبحث هذه المسألة والتأكد من استيفاء المذكورة للبيانات المطلوبة في استمارة التسجيل وذكر الرغبات بالطريقة السليمة التي تضمن للطالب الحصول على خياراته الأولى قدر الإمكان