نظمت «جمعية الوفاق الوطني الإسلامية» احتفالها الجماهيري السادس في قرية المصلّى، بحضور عشرات الآلاف بحسب وكالة «رويترز» للأنباء.
القرية الصغيرة الواقعة في قلب المحافظة الشمالية المكتظة بأعلى نسبة سكانية في البحرين، استعدت منذ الصباح لاستقبال الضيوف الخامسة مساءً، وعمل أبناؤها المتطوعون على نصب المنصة الرئيسية وإعداد الساحة وتوزيع الكراسي في ذلك الفضاء المفتوح.
بدأت الجموع تصل منذ الرابعة، وبدأ الزحام المروري. سكان المناطق المجاورة (السنابس، البلاد القديم، السهلة، أبوقوة وعذاري...) وصل بعضهم مشياً لتجنب الزحام، فيما امتدت مواقف السيارات من طشّان جنوباً، إلى جدحفص والدّيه شمالاً، ونادي الشباب شرقاً، وجبلة حبشي غرباً.
حضر المهرجان السادس عددٌ من منتسبي الجمعيات السياسية الأخرى، ولم يكن هناك إطلاقٌ لأي موقف جديد، غير التأكيد على المواقف السابقة التي أعلنتها «الوفاق» الأحد الماضي، بعدما أجّله الشيخ علي سلمان في اجتماع الجمعة بالبلاد القديم، فبدأ حينها بعض أفراد الجمهور بالانسحاب في نوعٍ من الاحتجاج الصامت. وكانت الرسالة واضحةً، وما كان لجمعيةٍ شعبية كبيرةٍ مثل «الوفاق» أن تغفلها، فضغط الشارع كان قوياً. ولكونها تمثل هذه الكتلة البشرية الضخمة، ما كان لها إلا الاستجابة لرأي من انتخبوها. هذا هو لب القصة لمن يريد أن يفهم، الشيخ علي سلمان اقتصر على إلقاء كلمةٍ مقتضبةٍ، وسلّم هدايا رمزية لعوائل الشهداء. كتبت الأسبوع الماضي أن هناك خمسة مقالات يومية متخصّص أصحابها في شتم (وليس مجرد انتقاد) علي سلمان شخصياً، بحسبةٍ سريعةٍ لما يُنشر في وسيلةٍ إعلاميةٍ واحدة، أما الآن فأؤكد أن هناك ضعفي ذلك الرقم يومياً (نحو 15 مقالاً)، في بقية الوسائل الأخرى. ومن بين هؤلاء من يفترض أنه يمثّل جمعيةً مهنيةً مستقلة.
الخطاب الرئيسي ألقاه نائب أمين عام «الوفاق» الشيخ حسين الديهي، أكد فيه على مطالب المعارضة، من حكومة منتخبة وبرلمان حر كامل الصلاحيات وقضاء مستقل... مما استقر الآن في نفوس الكثيرين وتحوّل إلى قناعاتٍ سياسيةٍ كمخرجٍ للأزمة. وانتقد رفض البعض لهذه المطالب المحقة والمشروعة، وقال إنه ليس ذنبنا إذا كان البعض يرفض العدالة والإنصاف.
الديهي انتقد التوزيع المجحف للدوائر الانتخابية، إذ يزيد فارق التمثيل على 2000 في المئة، وليس مجرد 100 أو 200 في المئة. وتساءل: «أي عدالة هذه ودائرةٌ واحدةٌ تساوي محافظة بأكملها؟ وأي ظلم فاحش أن يفوز نائبٌ بعشرين ألف صوت ويفوز آخر بمئتين»؟ وكرّر التمسك بمبدأ «صوت لكل مواطن» كما في كل الديمقراطيات الحقيقية.
كان الكأس قد فاض، يقول: «كلما طالبنا بحقوقنا اتهمنا بالخيانة. إذا طالبنا بحكومة منتخبة قلتم عملاء لأميركا! وإذا طالبنا ببرلمان كامل الصلاحيات قلتم عملاء لبريطانيا! وإذا طالبنا بدوائر عادلة قلتم صفويون عملاء لإيران. أيُّ ولاء هذا الذي تفهمون؟». كان خطاباً فائضاً بالشجن.
الجو كان حاراً، فنحن في نهاية شهر يوليو/ تموز المشبع بالرطوبة، ومع ذلك لم يمنع ذلك الآلاف من المجيء إلى هذه الساحة الترابية المكشوفة لأن لديهم قضية عادلة كما يرون. في الطريق تشاهد عجوزاً تجرّه خادمةٌ على كرسي متحرك. وتشاهد شيوخاً يتكئ بعضهم على عكاز، وترى نساء كبيرات سن ملفعات بالحجاب الكامل، ولكن الغالبية العظمى من الشباب، من هذا الجيل الجديد الطالع على الدنيا، يقرأ ويشاهد ويتابع ويتفاعل مع قصص الثورات في الربيع العربي. جيلٌ يتطلع إلى مستقبل أجمل، ووطن معافى من أمراض الطائفية وانتهاك حقوق الإنسان والتمييز بين أبناء الوطن الواحد، تحت سمع الدولة وبصرها، وبمباركة المؤسسات الديمقراطية الحديثة.
هذا الجمهور الشبابي العريض لم يأت لأنه موعودٌ بزيادة راتب، أو علاوة اجتماعية، بل إن بعضهم ربما فُصل من عمله أو حُرم من دراسته في الأشهر الأخيرة. لم يُسمع الصحافيون هنا شعاراً إقصائياً أو كلاماً نابياً، بل شعارات تنم عن وعي سياسي، ودعوة لإصلاح ديمقراطي حقيقي، أولى خطواته تعديل الدوائر الانتخابية، لتبدأ رحلة التصحيح ومعالجة الشعور العميق بالحيف والظلم والاستهداف على الهوية.
مجدداً لاحظ المراقبون أن هذه الحشود كانوا يطالبون بما يرونه حقوقاً، ولم يرفعوا شعاراً فيه تخوينٌ لآخر يخالفهم في الرأي أو الموقف السياسي، أو شتمه أو مطالبة بقطع رزقه. ولم تتردد دعوةٌ للانتقام أو الاستفراد بالخيار السياسي لأنهم يشعرون أنهم من ضحايا الخيارات غير العادلة. فمن تعرّض للحيف لا يقبل أن يحيف على سواه أو يظلمه، فلا يحتاج إلى الظلم إلا الضعيف كما في الحديث الشريف. شعارهم الأجمل والأروع «سلمية... سلمية»، به يأسرون القلوب
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3242 - السبت 23 يوليو 2011م الموافق 22 شعبان 1432هـ
شكرآ لكم يا سيد
منصورين والناصر الله
الى رقم 14
يعني لو كتب رأيه هل سيننشر في ظل هذه الاوضاع المتكهربة؟ الا تلاحظ انه حتى التعليقات التي نكتبها يتم حذف نصفها؟ ام ان قاسم حسين لا يفرق بين المقال السياسي والتقريري؟
باعتقادي احيانا الكاتب المستقل في تفكيره يلجأ إلى اساليب متنوعة لإيصال فكرته، والقارئ الذكي يفهم الرسالة من بين السطور.
لك الله ياعلي سلمان وقلوبنا
في الواقع يوما بعد يوم يزداد الدهب بريقا بمواقف هذا الرجل الذي وضع على كاهله هموم وتطلعات بناء وطنه سنة وشيعة ولا ازيدكم اثباتا لما يدعو اليه الشيخ علي سلمان دائما وباستمرار بأن اللحمة السنية هي اللحمة الشيعية والعكس صحيح واننا ندعو الله ان يحفظ البحرين واهلها بتحقيق مطالب وطنية يدعو اليها اي شريف حر نزية لم تتلطخ يداه من دم او يشوب صدره ضغينة او دخل في حسابة رشوة وحذار من ظلم ذوى القربى والله يحفظ الشيخ علي سلمان وباقي رجالات الحق والدعاه الصادقين .....
تعقيب جميل
سلمت يداك على هذا التعقيب وأصبت في ذلك
رقم 15 بعنوان التعليق كتبت "الى رقم 12 و14"
تعليقك بدأ بثانياً موجه لرقم 14 وربما كما قال رقم 18 حذفوا "أولاً" الموجه لرقم 12 التي هي أنا!!!
ما ذكره 18 قد يكون تفسيراً لقلة التعليقات! يا لهول هل وصلت حالتنا لهذه الدرجة من الرعب والرهبة؟؟؟؟
القراء يا عزيزي موجودون
كم كتب القراء من تعليقات لكنها لا تفعل لماذا لا ندري ؟؟؟؟؟؟؟ أو ندي ولكن ليس باليد حيلة وبات كل شي ممنوع على ............. هذه النقط من عندي وليس قطع الرقيب والله من وراء القصد .
التنوع سر الابداع
اعتقد ان سر هذه الحلاوة والطلاوة التي تتميز بها مقالات السيد قاسم هو التنويع والتنقل بين مختلف الاساليب وعدم الاقتصار على جنس واحد من الكتابة في المقال اليومي.... وهو سر الابداع. فدعني اختلف معك يا رقم 14.
وتبقى مطالبنا عادلة محقة
شكرا على المقال الجميل
قد تستطيع أن تحتمل المسير من أجل هدف معين تؤمن به ، لكن ان تتحمل فوق ذلك سب وشتم من تطالب من أجله وهو من سيستفيد من تلك المطالب ، فتلك من صفات التي قلّما من يتصف بها.
والجميل بذلك كله أن النسق واحد رغم شدة الألم
الى رقم 12 و14
ثانياً: رقم 14. الكاتب الذي تصفه بالمبدع والمبدع يني اتقان الصنعة إلى درجة عالية)، لكنك تدعوه للابتعاد عن الصياغة التقريرية كما تقول. وهي احد انواع الكتابة. ثالثاً: أشعر كقارئ قديم للوسط أن مساحة الرأي تقلصت كثيراً ولم يعد الكتاب قادرين على التعبير كما السابق.. والله يحفظنا ويحفظهم يا أخي.
التعمق في الطرح وعدم الاكتفاء بالسرد الخبري
الشكر الجزيل للكاتب االمبدع السيد قاسم حسين وللقراء وكل من عقب موافقاً او مخالفاً.. عندي ملاحظة لسيدنا الكاتب وهي أن عمود الراي له اصوله وكذلك المقال السياسي وهما يختلفان عن الخبر والتقرير الإخباري وما شابه.. يعني حبذا لو ابتعدت عن الصياغة التقريرية الخبرية في الأعمدة لأننا نحتاج الى قراءة رأي وليس نقلاً خبرياً.. ولك الشكر على هذه الجهود.. مجرد ملاحظة من قاريء محب.
نعم ياسيد لم تحرض تجمعات الوفاق على أحد
لم تحرض تلك التجمعات على أحد لقطع رزقه ولم ترفع يافطة تريد القصاص من أحد رغم جراحها النازفة ، ولم تخبر عن أحد اختلفت معه في الفكر والتوجه ولم توشي بأحد انتقاما وتصفية حسابات ، ولنا في سماحة الشيخ الشاب ( الشيخ علي سلمان ) النموذج في التسامح وحب الآخرين كحبه لمن ينتمي وان تصيد البعض فيه ونبزه ولمزه بل وصرح آخرون بشتمه وجاء ذكره على لسان بعضهم بالسوء لكنه رغم ذلك مترفع عن الرد بالمثل وكذا تابعيه ومريده ومحبيه .
الى الزائر رقم (9)
يامن تسمي نفسك بالآخر...
يا من تدعي انك كنت صامتا واليوم انتفضت...
يامن تدعي انك تُسب وتُشتم....
يامن تدعي انك تسامحت كثيرا...
كل ماقلته(ايها الآخر) هو تهديد صريح لنا فاتقي الله...
اما بالنسبة لتهديدك..... فان ماقاسينا وعانينا منه طوال الفترة الماضية وما سبقها من اضطهاد فاق كل الاحتمالات
ولكننا مازلنا متمسكين بالوحدة الوطنية والانتماء لهذه الارض لاننا ولدنا عليها وترعرعنا بين ربوعها وان منهجنا الديني وهوالاساس يحثنا على ذلك.
وفق الله المخلصين لخدمة هذا الوطن(وطن الجميع)
وينكم يا قراء الوسط؟ هل أصابكم إحباط؟
تكتب يا سيد عن المطالب العادلة ولا نقرأ إلا كم قليل من التعليقات لا يتجاوز أصابع اليدين!!! ويش صار في القراء؟ هل هم محبطون أم ماذا؟
يزداد بريقا
اعتقد ان شخصية مثل الشيخ علي سلمان تشع بريقا كلما ازدادت عليه الشتائم والتخوين فانه كالذهب يزيده لمعان كل ازداد عليه الطرق وهذا ما يغيظ اصحاب النفوس المريضة والضعيفة فنشد على هذا الرجل طالبين من المولى العلي القدير ان يمنحه الصبر والثبات لنصرة القضية العادلة وتحقيق العدالة لكل المواطنين والله ولى التوفيق
اخلاق مدرسة أهل البيت ع أن تحترم الآخر
ليس غريب أن نرى أحد ينتمي لمدرسة أهل البيت ‘ع " يقابل السيئة بالحسنة ويحب للغير ما يحبه لنفسه هكذا علمنا ائمتنا العظام فنتمنى أن نستمر على نهجهم القويم في كل الظروف والأزمان، كما نقول لسماحة الشيخ الكريم أن عاقبة الصبر خير كبير والحياة قصيرة والعفو سيد الأخلاق والعاقبة للمتقين نسأل الله أن يحفظك ياأبا مجتبى ويسدد خطاك ويوفقك على ما فيه خير الدين والوطن.
............
اين التجديد .. فهل انتهت المواضيع والاطروحات؟
اتمنى منكم قبل ان تصفون من لا يتفق معكم "بالاخر"
اتمنى منكم ان تدركوا ان "الاخر" هو يطالب بحقوقه كاملة غير منقوصة.. مثلكم تماما
الاخر هذا يعي تماما انه لا بديل للوطن وارضه وترابه
الاخر هذا انتفض وهب ليسمع صوته بعد ان صدق لعقود عقدة المظلومية التي بانت الان حقيقتها
لا تسبون ولا تشتمون .. ام الكلام المبطن الجارح فهو رقي وحضاري..
لا بد منا الاعتراف بان الاخر تسامح وغفر ... كثيرا
الله يفرجها
تدري اليوم الي ما في لك مقال احس روحها ضايعه وما في شي مفيد وصادق اقراه.
سلمت يدك والله يخليك بعد ما عندنا اقلام عدلة تكتب الحين.
به يأسرون القلوب
شكرا لك هذا ما في قلوبنا وعقولنا الخير للجميع
رغم امتعاضي من بعض المصطلحات التي تتداولها الوفاق ..
إلا أنّني أحضر كل فعاليّات الوفاق لثقتي بوطنيتهم و إلتزامهم الديني. و هذا الشيء لا يتنافى مع رفض أو انتقاد السياسة الوفاقية بشكل عام.
سلمت يا سيد وسلمت يداك
اشكرك يا سيد كل الشكر والتقدير على المقال الرائع وكنا ننتظر مقالاتك يا سيد على احر من الجمر فحفظك وحفظ الأنامل التي خطت هذا المقال وهذه هي أخلاق أتباع مدرسة الأمام الصادق (ع) فالله الناصر والمعين لنا ولكم و إلى الأمام يا سيد ..
هكذا تربينا في مدرسة "الإمام الصادق" عليه السلام..
الحشود كانوا يطالبون بما يرونه حقوقاً، ولم يرفعوا شعاراً فيه تخوينٌ لآخر يخالفهم في الرأي أو الموقف السياسي، أو شتمه أو مطالبة بقطع رزقه. ولم تتردد دعوةٌ للانتقام أو الاستفراد بالخيار السياسي لأنهم يشعرون أنهم من ضحايا الخيارات غير العادلة.
مطالب عادلة لا ريب ولاشك فيها
مجدداً لاحظ المراقبون أن هذه الحشود كانوا يطالبون بما يرونه حقوقاً، ولم يرفعوا شعاراً فيه تخوينٌ لآخر يخالفهم في الرأي أو الموقف السياسي، أو شتمه أو مطالبة بقطع رزقه. ولم تتردد دعوةٌ للانتقام أو الاستفراد بالخيار السياسي لأنهم يشعرون أنهم من ضحايا الخيارات غير العادلة. فمن تعرّض للحيف لا يقبل أن يحيف على سواه أو يظلمه، فلا يحتاج إلى الظلم إلا الضعيف كما في الحديث الشريف. ......
شكرا لكم ... شكرا لكم
سلمت يداك على هذا المقال الرائع , و التغطيه الجميله لمهرجان الوفاق في المصلى .
شكرا لكم ... شكرا لكم
يعرفون الشيخ علي سلمان ويشتموه
هذا الشيخ ينطوي بين جنواحه على نفس كبيرة فرغم السب والشتم الذي يلاقيه إلا أنه يعمل وبجد من أجل الجميع لا فرق في عمله بين سني أو شيعي ولم يقبل في يوم الأيام أن يتلفظ أحد بكلمة نابية أو ينقص من شأن احد ......وليس هذه مجاملة وحب ظهور بما ليس في داخل حنايا هذا الرجل من يعرفه من قريب يعرف أن هذا الرجل ينطوي على نفس لا تعرف الكره والحقد على أحد مهما اختلف معه يحترم آراء الآخرين يستمع ويصغي لهم جيدا يعرف أدب الحديث صريح مع نفسه ومع الآخر ......