أكد عالم الدين السيدعبدالله الغريفي، الحاجة إلى تنشيط اللقاءات والحوارات الجادَّة والهادفة إلى تعزيز العلاقات والتواصلات بين أطياف وانتماءات ومكوِّنات الشعب، وإلى إزالة كلِّ أشكال التأزُّم والتوتُّر والتشنُّج والخلاف والصِّراع، وذلك لمواجهة مشروع التأزيم الطائفي.
كما أكد الغريفي، خلال حديثه الأسبوعي مساء يوم أمس الأول (الخميس)، على الحاجة إلى نوايا صادقة، وعزائم قويّة، وحكمةٍ وبصيرة، وصبرٍ وإصرارٍ وتحمّل.
وأوضح الغريفي: «نتحدَّث عن لقاءاتٍ وحواراتٍ شعبيَّة غير محكومة لأمزجة السلطة، ورهانات النِّظام، فكلّما كانت هذه اللقاءات والحوارات تعبيرات شعبيّة متحرِّرة من الضغوطات الرسميَّة والسِّياسية، كانت أقدر على إنتاج علاقاتٍ حقيقيَّة بين أطياف هذا الشعب».
وفي السياق نفسه حمّل الغريفي السلطة، المسئولية الأكبر في مواجهة مشروع التأزيم الطائفي، وقال «تتحمَّل السلطة الحاكمة أكبر المسئوليات في مواجهة حالات التأزيم الطائفي، وذلك من خلال إنهاءِ كلِّ أشكال التمييز»، مبيناً أنه: «بمقدار ما تنجح السلطة في إلغاء سياسات التمييز بين مكوِّنات الشعب، تكون قد وفَّرت الأجواء الصالحة لازدهار الأخوَّة، والألفة والمحبَّة بين المواطنين».
وحذّر الغريفي: «أمّا إذا مارست السلطة التمييز بكلِّ أشكاله الفاضحة، فقد هيَّأت الظروف لنمو المشاحنات، والخلافات والصِّراعات بين أبناء الوطن الواحد»، منوّهاً إلى «خطورة أن تتبنَّى وسائل الإعلام الرسميَّة كالتلفاز والإذاعة والصحافة لغة التأزيم الطائفي، متخلِّية عن مسئوليَّتها الوطنيَّة في صنع التلاحم بين مكوِّنات الشعب».
وطرح الغريفي سؤالاً حول كيفية مواجهة مشروع التأزيم الطائفي، وأجاب عنه بالقول: «يجب أن ننمِّي وعي الانتماء، فلا يعني الانتماء إلغاء وشطب الآخر، ومواجهة وعداوة الآخر، من حقِّي أن أؤسِّس انتمائي وفق قناعاتي، ومن حقِّي أن أناقش كلَّ ما يتنافى مع قناعاتي، معتمدًا أسس النقاش العلمي، ولكن ليس من حقِّي أن أصادر حقَّ الآخر في اختيار قناعاته وإن كانت تخالفني، وليس من حقِّي أن أشطب الآخر».
وبيّن الغريفي: «حينما نملك وعي الانتماء لن يتحوّل هذا الانتماء إلى عقدةٍ تجاه الانتماءات الأخرى، ولن يتحوَّل إلى أزمة في التعاطي مع القناعات الأخرى»، مشيراً إلى أنه: «من قال إنَّني أملك الحقيقة المطلقة، وغيري يملك الباطل المطلق، حتى لو حدث هذا، فمبدأ الحوار يفرض عليَّ أن أتجرَّد كلّ التجرّد، وأضع نفسي مساويًا مع الآخر في مشوار البحث عن الحقيقة، وهذا ما فعله نبي الإسلام (ص)، في حواره مع المشركين، فرغم أنّه يحمل الهدى كلّ الهدى وهم يحملون الضَّلال كلّ الضَّلال إلا أنّه خاطبهم في موقع الحوار والدعوة».
وواصل الغريفي عرضه لسبل مواجهة التأزيم الطائفي، وذكر أنه: «لابد وأن نعالج مشكلة التعصّب، هذه المشكلة الخطيرة التي تهدِّد الأواصر والروابط والعلاقات، وتوتِّر الأجواء الدينيَّة والثقافيَّة والاجتماعيَّة والسِّياسيَّة».
واعتبر أن: «التعصُّب هو إطلاق العنان للغريزة العمياء التي لا ترى إلاّ (الأنا المذهبي)، أو (الأنا الثقافي)، أو (الأنا السِّياسي)، ليبقى الآخر بشكلٍ مطلقٍ خارج دائرة الدِّين، وخارج دائرة الحقِّ، وخارج دائرة الخير، وفي جو هذا (الانسان المتعصّب)، تنمو الدعوات المتشدِّدة، المتطرِّفة، وقد كلَّفت المواقف المتعصبة المتطرِّفة الأوطانَ أثمانًا باهضةً جدًا مِن صراعاتٍ ومواجهاتٍ، وأرواح، ودماء».
وشدد عالم الدين الغريفي على أن «نحرِّك بقوَّةٍ، خطاب الوحدة والتقارب، والمحبَّة والتسامح، في مواجهة خطابات الفرقة والقطيعة، والكراهية والشَّحن، والتحريض والفتنة».
ولفت الغريفي أنه: «هنا تبرز مسئولية علماء الدِّين السُّنة والشِّيعة، في محاصرة كلِّ أشكال التأزيم الطائفي، من خلال تجذير الخطاب العاقل، الهادف إلى إنتاج المحبَّة والأخوَّة بين أبناء الوطن الواحد، مهما تعدَّدت الانتماءات المذهبيَّة والثقافيَّة والسِّياسيَّة».
ورأى أن: «التعدّد والتنوع يشكِّل غنى وقوَّة حينما تُرسَم له أجواؤه الصحيَّة، وحينما يرعاه خطابٌ عاقلٌ حكيمٌ بصير، وكم هي الكارثة على الوطن حينما يتبنَّى علماء دينٍ مشروعاتِ التأزيم الطائفي. وإن مسئوليَّة هذا الفصيل من النَّاسِ مسئولية خطيرة جدًا، فليتَّقوا الله في إسلامهم، وفي أوطانهم، وفي شعوبهم».
وقال الغريفي: «الانتماء إلى طائفةٍ، مذهبٍ، حزبٍ، جماعةٍ أمرٌ طبيعي ومشروع، كونه يعبِّر عن حريَّة التفكير، وحريَّة الانتماء، فتعدّد الانتماءات والقناعات الدينيَّة والثقافيَّة والسِّياسيَّة لا يشكِّل عامل تناقضٍ وتباينٍ وتنافٍ مادام محكومًا لحساباتٍ موضوعيَّةٍ مدروسة».
واعتبر أن «الخطر كلُّ الخطر حينما تتحوَّل هذه الانتماءات إلى مشروعات تجزئة وتشظّ، وشتاتٍ وخلافٍ، وصراعٍ وعداوةٍ، مِن خلال الانسان في داخل الانتماء، فيما يعنيه من انغلاقٍ اتِّجاه أيّ انتماءٍ آخر، ممَّا يعقِّد العلاقات، وممَّا يؤدِّي إلى توتّراتٍ، وتشنّجاتٍ، وخلافاتٍ وربّما تعدّى الأمر إلى مواجهاتٍ وصداماتٍ داميةٍ حينما تنفلت العواطف والانفعالات».
وعرّف الغريفي التأزّم الطائفي، على أنه: «تصاعد وتيرة الخلاف بين الانتماءات الطائفيَّة، بحيث يتحوَّل هذا الخلاف إلى تأزُّمٍ يُعقِّد العلاقات ويوتِّر الأجواء، ممَّا ينذر بمآلاتٍ خطيرةٍ من العنف والمواجهة، الأمر الذي يهدِّد أمن الأوطان، ويدمِّرها ويحرقها»
العدد 3241 - الجمعة 22 يوليو 2011م الموافق 20 شعبان 1432هـ
التأزيم الطائفي
وكم هي الكارثة على الوطن حينما يتبنَّى علماء دينٍ مشروعاتِ التأزيم الطائفي. وإن مسئوليَّة هذا الفصيل من النَّاسِ مسئولية خطيرة جدًا، فليتَّقوا الله في إسلامهم، وفي أوطانهم، وفي شعوبهم».
عبد علي البصري ( كلمات مقتضبه )
(( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)) {إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}
وقائل: الانسان مخبوء تحت طي لسانه . وقول امير المؤمنين علي : مازلت اهاب الرجل حتى يتكلم . (( أن كل الادبيات التي اطلقت في الآونه الاخيره والتي لم يعبأ بما فيها من الكلام وتهييج العواطف الشعوبيه الطائفيه لهي مكتوبه في كراس يوم لا يغني مولا عن مولا شيئا . أمسامحه سيد الكلام مو عليك ؟ وأنما اليك اعني واسمعي يا جاره.