العدد 3241 - الجمعة 22 يوليو 2011م الموافق 20 شعبان 1432هـ

المحمود: الشرق الأوسط الجديد يقوم على الحروب الطائفية بين أبناء البلد الواحد

رأى إمام وخطيب جامع عائشة أم المؤمنين الشيخ عبداللطيف المحمود، أن مشروع الشرق الأوسط الجديد، أو ما يسمى بـ «الفوضى الخلاقة»، يراد به «تقسيم المقسم وتجزيء المجزأ، والوسيلة لتحقيقه إثارة النعرات الدينية والطائفية والعرقية والقبلية وإيقاع الحروب الطائفية والدينية والعرقية والقبلية بين أبناء البلد الواحد».

وأوضح المحمود، في خطبته يوم أمس الجمعة (22 يوليو/ تموز 2011)، أن «الهدف الاستراتيجي لهذا المخطط حماية الدولة الصهيونية الإسرائيلية أولا، والسيطرة على ثروات هذه البلاد ثانيا، وحماية المصالح الاقتصادية للدول الكبرى ثالثا»، مشيراً إلى أنه: «قد حققوا بعض المكاسب كما في فصل شمال السودان عن جنوبه، وكما يسيرون فيه في العراق لتقسيمه إلى ثلاث دول شيعية وسنية وكردية، ومثل ذلك في البلاد العربية والإسلامية، كما يريدون ذلك في الجزيرة العربية ومصر والمغرب العربي وإيران وأفغانستان وباكستان».

وقال المحمود: «لذلك نرى العجب العجاب من أولئك الذين يدعون الوطنية والإصلاح، في خيانتهم لأوطانهم عندما يتعاونون مع أعداء الإسلام والمسلمين والعرب، في الداخل والخارج، للوصول إلى مآربهم وأطماعهم الخاصة على حساب بلدانهم وشعوبهم».

واعتبر أنهم: «يريدون أن يعيدوا إلى التاريخ ما فعله ملوك الطوائف في أخريات حكم المسلمين بالأندلس، حينما ارتضوا أن يتقاسموا الدولة الإسلامية الموحدة، إلى ممالك ويكون لكل واحد منها ملك، ثم يتصارعون بينهم ويستعينون بأعدائهم على بعضهم البعض، فأعانوهم ثم أتوا على آخرهم فقضوا عليه، وسلمت غرناطة وهي آخر الممالك الإسلامية في الأندلس إلى أعداء الإسلام والمسلمين في العام 1492، وذهبت دولة المسلمين في الأندلس وطرد المسلمون منها فيما بعد شر طردة، ليبوءوا بالخزي والعار إلى قيام الساعة، وما عند الله أكبر من ذلك».

وتساءل المحمود: «هل يظن أولئك الذين يخونون أوطانهم اليوم، ويتعاونون مع أعداء الأمتين الإسلامية والعربية، أنهم سيكونون بمنأى عن ذات المصير، وهل يظنون أن أعداء العرب والمسلمين يريدون أن ينتصروا لمن يخون وطنه، تحت أي مسمى لمصلحة هؤلاء الخائنين، أو أنهم سيستطيعون الاعتماد على أنفسهم والدفاع عن أنفسهم وقد سلموها لأعدائهم؟».

وأسف المحمود على هؤلاء بقوله: «يا حسرة على هؤلاء الذين يخونون أوطانهم، ويتعاونون مع الأعداء عندما يرون أنفسهم وهم أذلة في كل العالم، وأول من يخذلهم ويحتقرهم أولئك الذين يتعاونون معهم».

وفي سياق متصل من خطبته، ذكر المحمود أنواع الخيانة، وقال إنها: «خيانة لله تعالى، وخيانة للرسول (ص)، وخيانة للأمانات».

وأوضح المحمود: «الخيانة لله تعالى تتمثل في عدم الالتزام بأحكامه، وفي تغيير الأحكام عن مواضعها، أما الخيانة للرسول (ص)، فتتمثل في عدم طاعته، وفي عدم الالتزام بالأحكام التي بلغها عن ربه عزّ وجلّ من الأوامر والنواهي».

وبيّن إمام وخطيب جامع عائشة أم المؤمنين أن خيانة الأمانات شاملة لكل أمانة، ومنها كل من خان مسئولية تحمّلها أو حمّلت عليه، والأمانات كثيرة، مثل الأمانة على الدين، والأمانة على النفس، والأمانة على العرض، والأمانة على العقل، والأمانة على المال، وهي المقاصد الخمسة لكل الأديان».

وأشار إلى أن «من الأمانات العظمى، الأمانة على بلاد المسلمين بالمحافظة عليها وحمايتها، وحماية أهلها والدفاع عنها وعن أهلها، وعدم تسليمها أو تسليمهم لأعداء الإسلام والمسلمين».

وأفاد بأن أسباب الخيانات لله ولرسوله وللأمانات: «مرجعها إلى حظ النفوس التي تظهر في حب الأموال وحب الأولاد، ومثل ذلك كل ما يكون محبوبا، فمقصود الحصول على الأموال وعلى الأولاد للناس، هو حب الملكية والاختصاص، فيقول الإنسان: هذا مالي وهذا ولدي، ويستطيل بذلك على غيره، ويعادي غيره بسببهم لحظ نفسه»

العدد 3241 - الجمعة 22 يوليو 2011م الموافق 20 شعبان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 10:14 ص

      مسلم

      لقد اصبت كبد الحقيقه يا شيخ جزاك الله خيرا

    • زائر 11 | 8:23 ص

      الطائفية

      الطائفية لا توجد في البحرين لأننا منذ القدم متعايشون مع بعضنا البعض .....

    • زائر 4 | 2:45 ص

      نتفق معك في كل كلمة قلتها لسنا مختلفين

      وتساءل المحمود: «هل يظن أولئك الذين يخونون أوطانهم اليوم، ويتعاونون مع أعداء الأمتين الإسلامية والعربية، أنهم سيكونون بمنأى عن ذات المصير، وهل يظنون أن أعداء العرب والمسلمين يريدون أن ينتصروا لمن يخون وطنه، تحت أي مسمى لمصلحة هؤلاء الخائنين، أو أنهم سيستطيعون الاعتماد على أنفسهم والدفاع عن أنفسهم وقد سلموها لأعدائهم؟».
      مقتبس كاملا من خطبة المحمود

    • زائر 2 | 2:38 ص

      المحمود: الشرق الأوسط الجديد يقوم على الحروب الطائفية بين أبناء البلد الواحد

      وأفاد بأن أسباب الخيانات لله ولرسوله وللأمانات: «مرجعها إلى حظ النفوس التي تظهر في حب الأموال وحب الأولاد، ومثل ذلك كل ما يكون محبوبا، فمقصود الحصول على الأموال وعلى الأولاد للناس، هو حب الملكية والاختصاص، فيقول الإنسان: هذا مالي وهذا ولدي، ويستطيل بذلك على غيره، ويعادي غيره بسببهم لحظ نفسه» مقتبس من خطبة الشيخ المحمود كاملا وفعلا ماذكرته من وجهة نظرنا ينطبق على ماذكرته شكرا لك لتبين الحقيقة للناس؟؟؟

اقرأ ايضاً