احتفل الزعيم الإفريقي الكبير نيلسون مانديلا واحتفل معه العالم الإثنين الماضي، بعيد ميلاده الثالث والتسعين.
بعض القنوات التلفزيونية ووكالات الأنباء أوردت الخبر مقتضباً، فهو لم يعد رئيس دولة، وقد اعتزل المنصب السياسي قبل عقدٍ من الزمان، لكن اسمه ودوره وشخصيته لم تغب عن ذاكرة الدنيا، وسيظل خالداً في ضمير الأجيال.
كان ابناً لأحد الزعماء المحليين المغمورين، في إحدى القرى النائية التي لم يسمع العالم باسمها (كونو)، التحق بالمدرسة حتى تخرج من الجامعة وتخرج فيها محامياً، وأسس مكتباً للمحاماة، وكانت أغلب القضايا التي يترافع عنها لضحايا سياسة التمييز العنصري بسبب لون بشرتهم. الآن عندما نكتب أو نقرأ هذه الكلمات نشعر بالكثير من الاشمئزاز مما بلغه الانحطاط الإنساني، ولكنه حينها كان يُطبّق تحت سمع ونظر ومباركة القانون، وبتأييد وسائل إعلام لا تعرف الخجل أو الحياء.
التحق في شبابه بالمؤتمر الوطني الإفريقي، وتعرض للملاحقة، وعاش متخفياً في شخصية فلاحٍ لمدة عامٍ كاملٍ في مزرعة، حتى اعتقل في إحدى تنقلاته، وحُكم عليه بالسجن بتهمة السفر إلى دولة إفريقية. كانت بعض الدول الإفريقية المبتلاة بالاستعمار البريطاني والفرنسي والإيطالي والبرتغالي والبلجيكي والهولندي... تساعد السكان الأفارقة أصحاب الأرض في مناهضة أنظمة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وبعض المستعمرات منذ الأربعينيات والخمسينيات.
بعد عامين من سجنه الأول، أعيدت محاكمة مانديلا مرةً أخرى بتهمة الدعوة للكفاح المسلح وإنشاء جناح عسكري للحركة، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة. وعاش مع نخبةٍ من زملائه ظروفاً سيئة، صحياً ونفسياً، حيث كان يُؤذى السجين في طعامه وشرابه، ويُهان بشكل يومي، ويُمنع من لقاء عائلته، وإذا لقيهم بعد سنواتٍ من الحرمان، يكون اللقاء وجبةً من العذاب للسجين وأهله، حيث يتفنن الرقباء في طرق الإهانة والإيذاء.
في مذكراته، يتكلم مانديلا عن تفاصيل تلك المرحلة الطويلة الحزينة من حياته، كانت تراوده خلالها أحياناً أفكاراً سوداء، إلا أنه كان يتماسك ويضع رسالته نصب عينيه: أن تتجاوز جنوب إفريقيا محنتها وتخرج من نظام الفصل العنصري (الابارتهايد).
كان يخرج من زنزانته مع رفاقه صباحاً إلى المحجر حيث يعملون في اقتطاع الصخور، ويعودون بعد الظهر وهم يسبحون في العرق وقد غطتهم طبقةٌ سميكةٌ من الغبار. وكان ممنوعاً عليهم الحديث مع بعضهم، وكانوا يكسرون هذا القانون البربري أحياناً فيتعرضون للعقاب. هكذا كان حالهم سنواتٍ بعد سنوات، في تلك الجزيرة المعزولة وسط المحيط في أقصى جنوب العالم.
استطاع نظام جنوب إفريقيا أن يبني دولة بوليسية قمعية مدجّجة بالسلاح النووي الذي تهدد به الجيران من «دول الطوق» المساعِدة للثوار. واكتسب هذا النظام العنصري سمعةً سيئةً في المحافل الدولية، ولم يبقَ في مطلع الثمانينيات من يتعاطف معه غير الولايات المتحدة (أيام رونالد ريغان) وبريطانيا (أيام مارجريت تاثشر) و «إسرائيل». وكانت القضية الإفريقية العادلة تكسب كل يومٍ أرضاً جديدة بين شعوب العالم، وفي الداخل يلتفّ حولها المواطنون الأحرار الشرفاء من البيض والملونين والهنود، ممن يحملون قلوباً تنبض بالإنسانية والرحمة والإخاء.
في منتصف الثمانينيات عُرض عليه إطلاق السراح مقابل وقف الكفاح المسلح فرفض، ولبث في السجن بضع سنين. وفي مطلع التسعينيات خاض مفاوضاتٍ صعبةً مع رأس النظام آنذاك، فريدريك ديكليرك، (شريكه لاحقاً في جائزة نوبل للسلام) الذي توصّل إلى تسويةٍ تاريخيةٍ قادت إلى نهاية النظام العنصري، وإجراء انتخابات حرة نزيهة يشارك فيها الجميع، بعد أن كانت تقتصر على البيض لأكثر من سبعين عاماً. وتمكّنت الأغلبية الإفريقية من الفوز، وقاد مانديلا البلاد من 1994 حتى 1999، واعتزال العمل السياسي بعد خمس سنوات.
صباح الإثنين الماضي، جلس مانديلا بين أفراد عائلته، للاحتفال بعيد ميلاده الثالث والتسعين، بينما قام عشاقه ومحبوه بتخصيص 67 دقيقة من وقتهم للقيام بأعمال خيرية تفيد المجتمع، في إشارةٍ لعدد السنوات التي قضاها مانديلا في مساعدة شعبه للخلاص من الرقّ والتمييز والهوان.
اُتهم مانديلا بالتخريب والتخطيط لعمل انقلابي ضد حكومة بريتوريا، وكتب عنه الكتّاب العنصريون آلاف المقالات الرديئة لتشويه حركته النضالية وتعرّض للشتم ثلاثين عاماً، أنصفته الأمم المتحدة قبل عامين بتخصيص الثامن عشر من يوليو للاحتفال بـ «يوم مانديلا العالمي» تقديراً لجهوده من أجل الديمقراطية والسلام. ووصفته ميشيل أوباما (زوجة الرئيس الأميركي) بعد زيارته الشهر الماضي بأنه «منارة للعالم أجمع خصوصاً من يقاومون من أجل التغيير والديمقراطية والوفاق».
مثل هذا الرجل حجةٌ من حجج الله على كثيرٍ من عشّاق العبودية والقيود، وكان والدي رحمه الله كلما شاهده في التلفاز يقول بأسى وحب وتعاطف كبير: «هذا مانديلا... لقد سجنوه 27 سنة».
@ تنويه: وقع خطأ في مقال أمس في الشعر:
ويقول داري من يقول وأعبدي ... مهْ! فالعبيد (وليس الديار) لربنا والدار. فالمعذرة لروح المعرّي
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3240 - الخميس 21 يوليو 2011م الموافق 19 شعبان 1432هـ
حكمة منديلا
الموقف وارؤية الحكيم في ادارة دفة الحوار مع سجانية وعنصري بلاده جنبت جنوب افريقيا الماسي واسست دولة عصرية اضحة لها قيمتها في المجتمع الدوليي .....
نيلسون استطاع القضاء على النظام والتفرقه العنصريه بشكل سلمي ... ام محمود
وباسلوب حضاري من خلال حوارات ونقاشات عقلانية مطوله لم يلجأ للسلاح أو الفوضى أو العنف
تعليمه الجامعي المرتفع اكاديميا وثقافته وكفاحه وصبره الطويل أوصله الى الفوز والنجاح واستطاع الوصول لكرسي الرئاسة وقاد البلد لست سنوات وكان حكيم جدا
السجن ليس عيبا لأنه يصقل شخصيه الانسان
ولقد تعرض الى التعذيب والأعمال الشاقه ويمكن الحبس الانفرادي
الزنوج أجسادهم قويه تساعدهم على الحياة الخشنة.
مانديلا كان ذكي جدا في المدرسة
بعكس ابراهام لنكولن الذي كان متعثر دراسيا وداوم 18 شهرا فقط ولكنه تعلم ذاتيا
تصحيح لزائر 3 .................. ام محمود
مقوله الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه (متى أستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا)
-
-
-
من المؤلم أن نرى الوطن العربي وقد تحول الى سجن كبير عالي ومفخخ الأسوار .. والناس وكأنهم واقفين خلف القضبان يتمنون الحرية والهواء الطلق
شكراُ لك
اعتقد هذا هو المقال الواقعي الاصح والصحيح الذي يتماشى مع الفطرة السليمة والقيم الانسانية الربانية والتي تألفة النفس الحرة الشريفة والعقل غير المشوة فشكرا لك ياسيد ونطالبك بالمزيد المزيد من هكذا مقالات التي تبعث علي الامل والمستقبل المشرق، شكرالك
سنبقة عبيد
ستبقى عبيدا ولكن لله وهنا الفرق حين تكون عبدا لله وصالح فانت حرا . واما العبودية البشرية فتلك اذلال وتعارض شرائع السموات والارض ..
تحيا لقلمك ايها العبد الصالح
على درب السلمية ومنديلا سائرون فلن ننحرف للعنف ابدا
مثل هذا الرجل حجةٌ من حجج الله على كثيرٍ من عشّاق العبودية والقيود، وكان والدي رحمه الله كلما شاهده في التلفاز يقول بأسى وحب وتعاطف كبير: «هذا مانديلا... لقد سجنوه 27 سنة».ونقول ياسيد هناك الاسقف توتو الذي حصل على جائزة نوبل للسلام و.......... ياسيد ولاتبخل علينا بهكذا مقالات جميلة فهي ترفع المعنويات والهمم بارك الله فيك وذريتك ياسيد قاسم
نيلسون مانديلا... 93 شمعة
هو قدوتنا سنظل ملتزمين بخط السلمية فهي الرابحة ونقول لك ياسيد لقد بدأت تتحفنا بالمقالات الحلوة يوم امس واليوم وواصل فيها سنجعل البحرين بلد المحبة بعدما نعق فيها ...........ووجب نشر مداخلتي يارقيب انت بعد عليك حسيب اتقشمر معك وشكرا لك مرة واحدة بس
وكتب عنه الكتّاب العنصريون آلاف المقالات الرديئة لتشويه حركته النضالية وتعرّض للشتم ثلاثين عاماً.... ام محمود
الذي معدنه ناصع ولامع كالذهب لن تغيره آلاف المقالات الرديئه والساخره والماجنه
--
لقد وصلت الرسالة سيد قاسم ونقول انه من المعيب لمن حمل رسالة وشرف ومسئولية وأمانة مهنه الصحافة أن يفتقد لبعض أخلاقياتها وقيمها ويكتب مقالات تستهدف فئة معينه من المجتمع أو جمعيه وكتله معينه ورغم الضجيج المدوي لهذه الفرقعات الاعلاميه فانها سرعان ما ستخبو وتنطفيء وتبقى سمعه الصحفي الذي يجتذب ثقة واعجاب القراء لكلماته ( العاليه الجوده )
مثلك سيدنا
أنا تخصصي صحافة ولكن لم أجد الفرصه
للعمل في هذه المهنه الا لأشهر
شكرا مقال جد مفيد
شكرا مقال جد مفيد لمن يقراه بتاني و تمعن
من اقوال جيفارا: ان الطريق مظلم و حالك فاذا لم تحترق انت وانا فمن سينير الطريق ... ام محمود
وقال أيضا
انني أحس على وجهي بألم كل صفعة توجّه إلى مظلوم في هذه الدنيا، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني.
---
صدر أخيرا للرئيس الجنوب إفريقي السابق نيلسون مانديلا كتاب يضم 2000 حكمة وقول له، مرتبة ترتيبا زمنيا، ما يعطي القارئ فكرة حول التطور الفكري والشخصي لمانديلا عبر حياته، والتحولات التي لحقت به ونوعيتها، ويأتي صدور الكتاب تزامنا مع عيد ميلاده الثالث والتسعين و بعد أيام من زيارة سيدة أمريكا الأولي ميشيل أوباما إلي حنوب إفريقيا، والتي حصلت خلالها علي نسخة أولي موقعة من مانديلا نفسه
---
من أقوال نيلسون مانديلا ........... ام محمود
*اننا نقتل أنفسنا عندما نضيّق خياراتنا في الحياة.
*التسامح الحق لا يستلزم نسيان الماضي بالكامل.
*العظمة في هذه الحياة ليست في التعثر ولكن في القيام بعد كل مرة نتعثر فيها
*لا يوجد شيء مثل العودة إلى المكان الذي يبقى بدون تغيير لتجد فيه ما عدلته بنفسك
*ان الانسان الحر كلما صعد جبلاً عظيماً وجد من ورائه جبالاً أخرى يصعدها
*الحرية لا يمكن أن تعطى على جرعات فالمرء إما أن يكون حراً أو لا يكون حراً
*إني أتجول بين عالمين أحدهما ميت والآخر عاجز أن يولد وليس هناك مكان حتى الآن أريح عليه رأسي
عبد علي البصري
يقول الخليفه عمر ابن الخطاب رضى الله عنه :(( كيف تستعبدون الناس وقد خلقهم الله احرار)) هذا هو درب الاحرار .
عبد علي البصري
محمود درويش
من آخر السجن،
طارت كف أشعاري
تشد أيديكم ريحا على نار
أنا هنا و وراء السور أشجاري
تطوع الجبل المغرور أشجاري
مذ جئت
أدفع مهر الحرف
ما ارتفعت غير النجوم
على أسلاك أسواري
أقول للمُحكم الأصفاد حول يدي
هاذي اساوير اشعاري و إصراري
في حجم مجدكم نعلي و قيد يد
في طول عمركم المجدول بالعار
أقول للناس للأحباب نحن هنا
أسرى محبتكم في الموكب الساري
في اليوم أكبر عاما في هوى وطني
فعانقوني عناق الريح للنار
..........
اُتهم مانديلا بالتخريب والتخطيط لعمل انقلابي ضد حكومة بريتوريا، وكتب عنه الكتّاب العنصريون آلاف المقالات الرديئة لتشويه حركته النضالية وتعرّض للشتم ثلاثين عاماً،