وكما سمعنا جميعاً فإن المحكمة التي حاكمت الهولندي المتطرف وعضو البرلمان الهولندي، حكمت ببراءته من جميع التهم التي وجهت إليه، فخرج من المحكمة قذراً كيوم ولدته أمه!
بطبيعة الحال علل القاضي هذه البراءة بأن «فيلدرز» لم يسئ للمسلمين أبداً وإنما أساء للإسلام فقط! والقاضي بذكائه يدرك أن هناك فرقاً هائلاً بين الحالتين؛ فالإسلام شيء والمسلمون شيء آخر! لكن القاضي أقر بأن من حكم ببراءته كان له تصريحات «وقحة ومهينة في بعض الأحيان وكان يجب أن تكون أفضل وعلى ما يرام»، لكنه – فض الله فاه - أدرك بذكائه أن هذه التصريحات يمكن إدراجها ضمن التصريحات السياسية التي لا يعاقب عليها القانون، لأن من حق كل أحد في هولندا أن يقول ما يشاء... طبعاً هذا كذب معلوم!
لست أدري كيف تكون إساءة ذلك الوقح ضد رسول الله (ص) لا تسيء لكل مسلم على وجه الأرض؟ ولست أدري كيف لا يكون تهجمه على الدين الإسلامي الذي يؤمن به كل مسلم ويراه أهم شيء في حياته ليس مسيئاً لكل مسلم؟
ثم إن ذلك المخلوق عرف بحقده على الإسلام والمسلمين قولاً وعملاً؛ فقد عمل على إنتاج فيلم مسيئ جداً لرسولنا الكريم أسماه «الفتنة»، وصف فيه الإسلام بأنه دين إرهابي، وهذا الفيلم يحمل في طباعه تحريضاً كبيراً على المسلمين باعتبارهم يتبعون ديناً إرهابياً فهم بالتالي إرهابيون بامتياز!
هل كل تلك التهم ليس فيها ما يمكن أن يدين هذا المتطرف؟ أليست فيها إساءة مباشرة لكل مسلم في هولندا؟ أليست دعوة للتطرف والإرهاب بكل أنواعه؟ للأسف القاضي أغمض عينيه عن كل تلك الجرائم لأنها ببساطة، ضد الإسلام وضد المسلمين. وأجزم أن بعضها لو قيل في معتقدات الصهاينة لتغير حكم القاضي ولنسي كل تبريراته الفاسدة لأنه يخشى الصهاينة ولا يخشى المسلمين، وهكذا هي حكومته التي تلقى رئيسها هذا الحكم بارتياح شديد!
على أية حال إساءات المتطرف «فيلدرز» للإسلام لم تتوقف، وأعتقد أن هذا الحكم سيعطيه دفعة قوية للاستمرار في إساءاته لكل المسلمين، وعندها يبقى دور المسلمين أنفسهم لأن الدفاع عن دينهم مسئوليتهم أولاً وقبل كل شيء.
المسلمون في هولندا ساءهم هذا الحكم، ووعدوا باللجوء إلى لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، كما أن المحامين الذين تولوا الدفاع عن المسلمين ساءهم هذا الحكم واعتبروه مجانباً لكل القوانين، ووعدوا باللجوء إلى الأمم المتحدة من أجل إنصاف المسلمين.
الأهم أن على كل مسلم أن يقاطع كل المنتجات الهولندية، وعلى علماء المسلمين جميعاً أن يكون لهم موقف واضح من هذه القضية، وأن يعيدوا فكرة المقاطعة كما كانت عند بداية الإساءة لرسولنا الكريم.
ومع المقاطعة لابد من العمل على إظهار محاسن ديننا – قولاً وعملاً – ليكون كل مسلم قدوة للآخرين، وأمام المسلمين فرص كبيرة للحد من قرارات كل من يسيء إلى معتقداتهم بما يكون من عقول وأموال وقرارات. ومن دون ذلك سيبقى هذا المتطرف وكل المتطرفين الآخرين يسيئون للمسلمين وبتشجيع حكوماتهم
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 3237 - الإثنين 18 يوليو 2011م الموافق 16 شعبان 1432هـ
اتحدو
الشعوب المسلمة وحكامها وسفاراتها كلها مسؤلة عما يحدث للمسلمين من مشاكل متعددة
وينهم
وين دور الحكومات وليش ساكتين على الاساءة لدينهم
بوركتَ يا أستاذي الفاضل العزيز
و لا بورك ذاك الأثيم الزنيم عدوّ الله و رسوله ... أكبّه الله على وجهه في سقر و بئس المُستقر.
مشكور
مقال هادف وواقعى وشكرا لك
العقاب
السكوت على السخرية بالرسول جريمة بحق كل مسلم ولا بد من عمل شيء لاسكاتهم على الاقل مقاطعتهم في كل شيء
صبر
يااخوان من امن العقوبة اساء الادب ماأحد عاقبهم فاستمرو في غيهم