إن كان لنا أن نقرأ بتمعُّن، وبعيداً عن أي انفعال سياسي، محتوى مقابلة رئيس اللجنة التنفيذية لجمعية «وعد» منيرة فخرو المنشورة اليوم في صحيفة «الوسط»، فبوسعنا أن نرى ثلاث رسائل نصية قصيرة، لكنها ذات أبعاد استراتيجية، تبعث بها فخرو إلى كل من يريد أن يفهم «وعد» على حقيقتها، كي يقدر الثمن الباهظ الذي تكبدته أكثر من سواها من القوى السياسية الأخرى، مقابل مواقفها خلال الأحداث الأخيرة، ويستوعب الدور الذي تطمح إليه «وعد»، ولها كل الحق في ذلك، خلال الفترة المقبلة.
رسالة منيرة الأولى تقول بوضوح، إن فرسان «وعد» و «كهنتها» من الجيل القديم قادرون على إدارة دفة السفينة حتى عندما تسوء الأحوال السياسية، وتعلو أمواج الحراك السياسي، ومن ثم فهُمْ - أولئك الفرسان والكهنة - قادرون على أن يرسوا بسفينتهم، وعلى ظهرها حلفاؤهم أيضاً، على شطآن الأمان. لاشك أنهم مضطرون حينها إلى اتباع طرق غير تقليدية تمرسوا عليها خلال فترات قانون أمن الدولة الحالكة، دون أن يعني ذلك أن مهاراتهم في ممارسة العمل السياسي السري تفوق تلك التي يحتاجها ذلك العلني الذي تمارسه « وعد» اليوم.
أما الرسالة النصية الثانية، فهي أن «وعد» عندما أصدرت بيان المطالبة بإزالة الحظر عن حقها في ممارسة عملها السياسي، نزع الشمع الأحمر من على أبواب مقارها، إنما قامت بذلك بقناعة تامة، ووعي ناضج، قادر على قراءة الأوضاع السياسية بشكل سليم، بعيداً عن أية طفولة يسارية، وبدون دفع فواتير مجحفة تمس كرامة «وعد» أو تاريخها النضالي. ومن ثم فلم تطرأ أية انعكاسات سلبية جدية لم يكن في الوسع استيعابها. لكن، وهذا دليل على حيوية «وعد»، لم يصدر البيان بشكل فوقي أبوي، بعيداً عن حوارات عميقة قام بها الكادر المتقدم في «وعد»، وتوقف عند كل جزئية في ذلك البيان. هذه العلاقة الجلية المرنة هي التي، كما تقول فخرو، نشطت هرمون قدرة «وعد» على التعافي السريع من صدمتها، والعودة الواثقة من النفس إلى ممارسة دورها السياسي، في فترة قصيرة نسبياً، عندما تؤخذ الظروف المحيطة بـ «وعد» في الحسبان.
وتأتي الرسالة الثالثة كي تتحدث عن المستقبل، بعد أن شرحت الرسالتان الأولى والثانية التاريخ. تقول هذه الرسالة إن «وعد» دخلت الحوار التوافقي من منطلق استراتيجي، ومن ثم فهي تعتبر نفسها مسئولة، مع قوى المعارضة الأخرى، عن إنجاحه، مع استدراك ذكي يلمح إلى أن التواجد ليس طقساً طوباوياً مطلقاً غير قابل للتغيير، فيما لو تغيرت الظروف المحيطة بالحوار.
هذه الرسائل الثلاث تضع على عاتق «وعد» مسئولية تاريخية يثق الجميع أنها قادرة على حملها، وتلك هي التأسيس، بالتعاون مع جمعيتي «المنبر التقدمي» و «التجمع القومي»، لتيار وطني ديمقراطي يتولى قيادة الشارع السياسي المعارض خلال الفترة المقبلة. ربما تبدو الدعوة مبكرة، وقد يرى فيها البعض نوعاً من النرجسية السياسية المغرقة في التفاؤل. لكن نجاح الثورات والتغييرات الجذرية، غالباً ما يبدأ بحلم يراه أحد الأفراد، ربما يكون من بين صفوف شيوخ السياسة وليس فتيانها
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 3235 - السبت 16 يوليو 2011م الموافق 14 شعبان 1432هـ
المسامحة استاذي العزيز
فخرو: نتمنى قيادة ولي العهد لمرحلة ثانية للحوار بين «السلطة» و «المعارضة» انا اعتقد انها الرسالة الأولي
ناجي
نعم ياأستاذ العبيدلي هذه وعد وكما سوف تبقى على هذا الخط الوطني كى زميلاتهاء في المعترك
السياسي,............
عشت لرسالتك اخ العبيدلي
ولعل الدرس ينتفع به من الاقلية اهم من الثرثرات على الثري والبكاء على الثريا والعبرة فيما وصل لا فيما لم يصل بعد! الله يشفي اخونا ابوامل وعشتي يا وعد
وماذا عن من أحرق مقارها
وعد قدمت وضحت وتنازلت وأرسلت الرسائل الإيجابية ولكن من وقف في معها عندما تمت مهاجمتها من قبل ...هل تم تقديم أحد للمحاكمة أو تم توقيف أحد رغم أن العمل الإجرامي بحقها تم شاهر ظاهر
طينة الإنسان الشريف وحبه لوطنه
منيرة فخروا مثال للوطنية الحقة الشريفة والتي لا تساوم على حب الوطن والعمل على مصلحته والتي أخذت مكانها في نفوس الشرفاء
عبد علي البصري
الموضوع حسن وأحسن ما فيه آخر ما فيه من عباره . وأضيف انا ايضا : كل حركه محتارجه للرويه والخبره (( ألرأي قبل شجاعه الشجعان هي اولا وهو المحل الثاني)) ولاكن في الفتوه الاقدام والتضحيه وهم وقود كل الحركات الفتوه هي كالسيف ((السيف اصدق انباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب))