العدد 3235 - السبت 16 يوليو 2011م الموافق 14 شعبان 1432هـ

لا يحتاج الأمر إلا إلى سواعد أهل البلد!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

المساحة الخضراء تكاد تكون مفقودة من خريطة البحرين، فما أن تصوّب عينيك إلى منطقة ما، حتى لا تكاد ترى فيها إلا صحراء قاحلة، وفي بعض الأحيان شجيرات متناثرة هنا وهناك، وتستاء من عدم وجود تلك الرقعة الخضراء التي كانت تمتاز بها البحرين.

ومع مرورنا بالمشكلات والأزمات، نمر بأزمة عدم وجود الاسترخاء، ومن الحرارة الشديدة والسموم المنبثقة من المصانع، وهذه كلّها أصبحت سمة جوّنا المليء بالغبار، ولكن لو وُجدت المساحات الخضراء، فإننا بلا شك لن نعاني من ظاهرة التصحّر، ولا من هذا الجو السيّئ. كانت البحرين حتى السبعينيات تعج بهذه المساحات وبالنخيل وبالأشجار الكثيفة، وكان جوّنا أجمل وأفضل، ولكن مع التقدّم العمراني وغزو المباني، ودفن البحر، لم نستخلص إلا الغبار والرمل واللون البني. فهل تعود البحرين كما كانت من ناحية الزراعة؟ وما الذي نحتاجه من أجل زيادة الرقعة الخضراء؟ ولماذا لا نصر على وجود المساحات الخضراء التي تجمّل البحرين وتضيف لها رونقاً جديداً؟

لا يختلف أهل البحرين جميعاً على احتياجهم لهذه المساحات الخضراء، وخصوصاً أنّ الجميع منزعج من هذه الحرارة ومن انحسار اللون الأخضر، والأكثر أنّ الشوارع أُحيطت بالأسمنت بدل الحشيش!

لن تعود البحرين كما كانت خضراء، إلا إذا اهتمت الجهات المعنية بالتشجير، وليس في المتنزّهات فقط، بل البيوت والأرصفة والمساحات التي يمكن تشجيرها، وما تتطلبه من دراسة علمية، لاسترجاع المنظر البيئي اللائق بالبحرين. حتى البيوت أصبحت خالية من الأخضر، لعدم وجود الوعي البيئي، وجلّ ما نجد شجرة واحدة عند بعض البيوت!

إن استرجاع المساحات الخضراء يحتاج إلى التزام وجهد كبير، وقد رأينا تجربة إمارة أبوظبي في دولة الإمارات العربية المتّحدة، عندما أصرّ الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله على زيادة الرقعة الخضراء، فأصبحت هذه الإمارة مرسومة رسماً بالمساحات الخضراء، وأصبحت الطبيعة فيها تشكّل تحدّياً تقبّله المواطن من أجل زيادة هذه الرقعة.

لا يحتاج الأمر منا إلا إلى سواعد أهل البلد، فبدل جلب العمالة الأجنبية نتمنى وجود أبناء وطننا، ليزرعوا ويحصدوا ويزيدوا من رقعة المساحة الخضراء في البحرين، فقد يكون هذا المشروع بادرة خير من أجل السلام الذي لا نجده داخل القلوب هذه الأيام، كما يعلّمنا كيف نتأقلم مع الوضع وكيف نعمل للأفضل من أجل البحرين، فاللون الأخضر يريح العين ويجعل الذهن يصفو والقلب يهدأ من القلق والقلاقل المحيطة بنا، فهل يتحقّق للبحريني زيادة الرقعة الخضراء في الوطن؟

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3235 - السبت 16 يوليو 2011م الموافق 14 شعبان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 3:57 ص

      السواعد حاضرة و لكن...!!!

      شكرا لك أختي على هذه اللفته المهمه
      في رأيي أن من يقرأ مقالك يجب عليه أن يتحسر أولاً على البحرين سابقا عندما كانت اليد البحرينية تعمل بلا كلل لزراعة أرضها وبذل كل شيء من أجل هذه الأرض ........... فسلام على الأشجار التي قطعت و سلام على البحار التي دفنت.

    • زائر 4 | 3:10 ص

      من تعتقدون زرع أبوظبي ؟ أهل البلد أم العمالة الاجنبية؟!

      أعمل في أحد الإدارات الحكومية منذ 15 سنة مر علي خلالها مختلف الاشكال من العمالة البحرينية والاجنبية، لم اجد فيها عامل بحريني استمر في عمله او حتى عمل بإخلاص ... الجيل الحالي جيل مدلل لا يمكن الاعتماد عليه في مثل هذه المهن.

    • زائر 3 | 2:57 ص

      الثقافة الخضراء

      للأسف يااخت مريم هذة الثقافة مفقودة في المسؤلين قبل عامة الناس, ماجرى ويجرى لحد الأن من تصحر في هذة الجزيرة وغياب الرقعة الخضراء في كل مكان تولي فيه وجهك يعتبر جريمة لا تغتقر بحق هذة الأرض الطيبة, ما هو مطلوب الأن وضع خطة علمية مدروسة للتشجير واخضرار كل المسحات المتصحرة بمشاركة الجميع من المسؤلين والأهالي كلا حسب مقدرتة , وتفعيل الثقافة الخضراء للطلبة في حميع مدارس الدولة وكما يقال من زر ع حصد.

    • زائر 2 | 1:55 ص

      ...............

      نشرت الوسط في العدد 2451قصة "أم محمد" من قرية بني جمرة، التي قامت بزراعة قطعة أرض عند المدخل الجنوبي من القرية وحولتها لحديقة صغيرة يانعة. وقدم لها محافظ المنطقة الشمالية شكر وتقدير على عملها الطيب ولكن للأسف أيام الأحداث تم إزالتها .......

اقرأ ايضاً