قال عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة: «إن الجمعيات الخيرية في البلاد لها أدوار مهمة في دعم وتشجيع ومساندة أعمال الخير والبر ومساعدة المحتاجين وتركت آثارها الإيجابية على أفراد المجتمع البحريني». مشيداً جلالته بهذه النخبة من رجال البحرين الذين يتولون مسئولية وإدارة هذه الجمعيات التي أخذت على عاتقها القيام بالأعمال الخيرية والإنسانية، مؤكداً جلالته دعمه ومساندته للنشاط الخيري التطوعي في البلاد، منوهاً جلالته بدور أصحاب الأيادي البيضاء وأهل البذل والعطاء في دعم هذه الجمعيات، متمنياً جلالته للجميع كل التوفيق والسداد.
جاء ذلك خلال استقبال جلالته في قصر الصافرية أمس الأربعاء (13 يوليو/ تموز 2011)، أعضاء مجلس إدارة جمعية البحرين الخيرية برئاسة مبارك جاسم كانو، وذلك للسلام على جلالته وإطلاعه على خطط الجمعية وبرامجها المستقبلية، وذلك بحضور الممثل الشخصي لجلالة الملك سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة
وأشاد جلالة الملك بالدور الإنساني الذي تقوم به جمعية البحرين الخيرية، وجهودها الخيرة في دعم الأعمال والبرامج الخيرية والإنسانية، مؤكداً جلالته أن هذا الدور هو موضع تقدير الجميع واعتزازهم. مؤكداً جلالته أن «البحرين كانت ولاتزال لها إسهامات مشرفة في الأعمال الخيرية والإنسانية وأن أهلها ضربوا أروع الأمثلة في التلاحم والترابط والتآخي انطلاقاً من القيم العربية الأصيلة وما يتحلون به من صفات حميدة وأخلاق فاضلة وحب لعمل الخير والعطاء وتمسك بالتكافل الاجتماعي».
وألقى أمين عام جمعية البحرين الخيرية حسن إبراهيم حسن كمال كلمة قال فيها: «إنه لشرف عظيم أن نتشرف اليوم جميعاً بالوقوف بين يدي جلالتكم، وقلوبنا عامرة بالسعادة لهذا اللقاء لنجدد ونؤكد وقفتنا الوطنية مع قيادتنا، فنحن جنودكم الأوفياء الباقون على العهد بيعة وولاء».
وأضاف أن «قلب جلالتكم يسع كل أهل البحرين، تحتوونهم بكل مشاعر الصدق والوفاء والكرم والنبل والشهامة، ومثل ما كنتم ومازلتم جلالتكم قائداً مخلصاً وفياً لشعبكم، فثقوا أن مواطنيكم يكنون لجلالتكم كل المحبة والولاء دونما غرض أو رياء، هذه المحبة هي النتاج الطبيعي لقيادة راسخة واعية عبرت مع شعبها إلى بر الأمان بثبات واستقرار في خضم بحر من التغيرات المحلية والإقليمية والدولية، فأهل البحرين اليوم بتعددهم وتنوعهم واختلاف أطيافهم يلتفون على المحبة والولاء كالبنيان المرصوص، أنتم فيه القلب من الجسد». وتابع أن «شعبكم الوفي يثق في حكمة وحنكة جلالتكم وبهما أصبحت البحرين أكثر أمناً واستقراراً ورخاء كما أدركتم بوعيكم السياسي، وإيمانكم بالإنسان البحريني أن الإصلاح هو الغاية التي يجب أن ينطلق نحوها الجميع كشرط أساسي لمواصلة مسيرة التنمية والتقدم والازدهار، فقد سبق خطابكم الإصلاحي طموحات كل من ينادون بالإصلاح اليوم على المستوى الرسمي والشعبي، ومازلتم تحثون كل أطياف المجتمع على الحوار والتلاقي والتعايش السلمي، وقادت حكمة ووعي جلالتكم إلى فتح أبواب حوار التوافق الوطني لكل البحرينيين بصورة أدهشت العالم وأسكتت الأعداء لكونه حواراً مفتوحاً لكل القضايا لا وصاية فيه على أحد ولا حكر لرأي أحد».
وأشار إلى أن «قرار جلالتكم بتشكيل اللجنة الملكية المستقلة لتقصي الحقائق هو خير برهان على حرص جلالتكم على إحقاق الحق وتبيانه وإظهاره للعالم بأجمعه ولتأكيد أن مملكة البحرين هي دولة الشفافية والعدالة والحق والمساواة، وأشاد العالم بهذه اللجنة، فهي نتاج حكمتكم ورؤيتكم لمجريات الأمور والأحداث ولإسكات كل الأصوات المغرضة ولغلق الباب أمام كل ذي غرض يحاول أن يشكك في نوايا القيادة».
وقال: «إن نبض الشارع البحريني الذي حسم أمره واختار طريقه واستلهم من ضمانتكم السامية للإصلاح روحاً جديدة هو السند القوي الداعم لتوجهات جلالتكم والضمانة الحقيقية لمسيرة الإصلاح التي شقت طريقها بكل صدق وإرادة قوية لا محاباة لأحد ولا انحناءة لجهة وإنما تأكيداً أن هذا النهج فيه المصلحة كل المصلحة للوطن والمواطن. وعلى الصعيد الإنساني والأعمال الخيرية والاجتماعية فإن مكرمات وعطايا جلالتكم تبسط الخير والعطاء في كل ربوع مملكة البحرين، تعين المحتاج وتساعد الفقير المعوز وهذا هو ديدن شعب البحرين الذي عرف وعلى الدوام بتكاتفه وتلاحمه وتراحمه، فشعب أنت مليكه يحق له أن يطأ الأرض ويلامس السماء في عز وشموخ وكبرياء»
العدد 3232 - الأربعاء 13 يوليو 2011م الموافق 11 شعبان 1432هـ