العدد 3231 - الثلثاء 12 يوليو 2011م الموافق 10 شعبان 1432هـ

حرية المشانق

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ليس غريباً أو مستغرباً أن يطرح في حوار التوافق الوطني بصورته الحالية مسألة حرية التعبير، وضروريات تعزيز الساحة الإعلامية والصحافية البحرينية بمساحة أكبر من الحريات العامة في الانتقاد من أجل الصالح العالم.

ليس غريباً أن تكون حرية التعبير من أهم محاور الحوار الوطني الجاد والحقيقي، إذ لا ديمقراطية حقيقية بلا إعلام وحرية تعبير يمكن من خلالها فضح التجاوزات والسرقات والضغط من أجل محاسبة المقصرين وتسليط الضوء على مختلف القضايا الحساسة التي يجدها الرأي العام مهمة يجب الاهتمام بها.

ليس غريباً أن ترتفع الأصوات نحو إعلام حر ومسئول... إلا أن الغريب أن تكون هناك أصواتٌ كثيرةٌ تنادي بتقييد الإعلام، ومحاسبة الصحافيين، بل يذهب بعضهم للقول بضرورة عدم السكوت عنهم (في إشارة للصحافيين)، فيما يذهب قيادي إعلامي إلى ضرورة تأسيس مجلس أعلى للصحافة وهي فكرة جيدة، إلا أن الغريب فيها أن يكون هذا المجلس مشكلاً من قضاة ورجال النيابة العامة وضباط الداخلية!

ماذا يريد هذا القيادي الإعلامي، فهل يريد مجلسا «استخباراتياً» أم «صحافيا!»؟

غريب أمرك أيها الحوار الوطني، فقد نشدوك لتحسين الأوضاع وتطويرها والتقدم بها، فإذا بمن هم فيك يريدون التقييد، والتأزيم، والتراجع، وفرض كل ما هو مقيد حتى على حرية التعبير.

غريب أمرك يا حوار عندما فتحت الباب لكل «من هب ودب» يناقش في كل شيء، ويقترح ويحدد محاور ومعايير، حتى وإن كانت رجعية متخلفة لا تؤدي بالبلد إلى التقدم بل تزيده تراجعاً وتأخراً وتخلفاً.

في فبراير/ شباط 2010 طالب أحد النواب في مجلس النواب خلال مناقشة قانون الصحافة بشنق وإعدام وجلد وحبس وعقاب كل من تسول له نفسه الأمارة بالسوء المساس بالعوائل والقبائل العربية. وليس غريباً أن تعتلي أصوات نشاز في مجلس النواب تطالب بقمع الحريات وكبتها لأسباب وحجج أوهى من بيت العنكبوت، كما ليس غريباً أن ترتفع الأصوات من جديد على طاولة الحوار.

إنه ليس غريباً جداً أن يكون هناك جهل وقصور في فهم معنى كلمة صحافة وصحافيين، لمن يرى أن واجبهم لا يتعدى في الصحافة سوى المدح، وأن عملهم المهني لم يكن يوماً من الأيام جزءًا من فنون العمل الصحافي.

غريبٌ أمركم يا من فهمتم الصحافة مقلوبة. فالصحافة ليست لإرضاء الآخرين، وليست لمدح المسئولين، ولا لترويج مشاريع وهمية، ولا لخلق حروب طائفية، وليست لبث الكراهية. إن الصحافة مهنة راقية، وسلطة رقابية رابعة.

في العام 2010 كانت هناك مطالبات بشنق الصحافيين، وفي 2011 لم تختلف اللغة كثيراً، فخرجت الأصوات من جديد لتقييد وفرض الرقابة على كل شيء حتى الفضاء الإلكتروني.

في مجلس النواب، وعلى طاولة الحوار مازال هناك من يؤمنون بحرية التعبير ولكن على طريقتهم الخاصة، ألا وهي «حرية المشانق»، لكل من لا يتفقون معهم في فكرهم، فالحرية لديهم يجب أن تسير مع رأيهم... وإلا فالمشنقة تنتظرهم

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3231 - الثلثاء 12 يوليو 2011م الموافق 10 شعبان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 1:49 م

      اقتراح لمسناه من بعد الأحداث .......... ام محمود

      أنا أرى ان الجمعيات المهنية مثل جمعية المعلمين وجمعية الأطباء و جمعية الصحفيين البحرينيية صلاحياتها محدودة ولا تستطيع مساعدة أصحاب المهنة في مشاكلهم مثلا والسبب ان الوزارات التي يتبعونها جعلوها هامشية وأدوارها شكلية لذا أقترح ان يكون هناك مجلس أعلى تابع لوزارة التربية والتعليم يمثل جميع المدرسين والمدرسات في البحرين ويرجعون اليه في أي وقت لمساعدتهم في القضايا التي تعرقلهم وتضايقهم نفس الشيء للأطباء والصحفيين وباقي المهن
      ولا نريد للطائفية ان تتدخل مره بعد مره من أجل افشال المهام المرتقبة

    • زائر 11 | 1:11 م

      غريبٌ أمركم يا من فهمتم الصحافة مقلوبة. فالصحافة ليست لإرضاء الآخرين ... ام محمود

      بعد فضيحة صحيفة نيوز اوف ذا وورلد في بريطانيا وغلقها بشكل كامل والانعكاسات السلبية لها على الراي العام يجب على جميع من يعمل في مهنة الصحافة الشريفة أخذ الدرس والعبرة وليعلم ان القراء هم على درجة كبيرة من الرقي وبالتالي الصحف يجب ان تحترم العقول وتكون راقية في الطرح ولا تستخدم أساليب الفتنة أو المقالات المنحطة لتحقيق غايات وأهداف قد تندم عليها فيما بعد أو تنشر تقارير مشبوهه
      نسأل لو تم اكتشاف فضيحة التصنت لأي جريدة في بلد عربي هل سيتم معاقبتها أو مباركتها وتكريمها لأنها قامت بجهد تُشكر عليه

    • زائر 9 | 6:08 ص

      في كل مكان وفي كل زمان

      هناك أناس وقفوا أنفسهم لأجندة الحقد على المخالف لهم وأعطوا أنفسهم الحق في الحكم على ضلالة من يخالفهم والأدهى أنهم لا يرون حقا في العيش لما غايرهم ومن هو ليس على شاكلتهم
      لذلك يجد العالم نفسه في صعوبة مع التعامل مع هذه
      النوعية التي لا ترى حقا لأحد في العيش ما لم يكن على شاكلتهم

    • زائر 8 | 5:49 ص

      جميل العنوان ، حرية المشانق !!

      قالها السيد عبدالله الغريفي إذا فشل الحوار سوف تكون هناك نتائج كارثية!! والستار الله

    • زائر 7 | 4:31 ص

      المسئولية الوطنية

      لا يجب أن يكون الحوار الوطني مجال للتنفيس عن العقد وزرع العقبات أمام التطور الحضاري ومسيرة التغير التي يقودها جلالة ألمللك ، كما يجب أن يكون المشارك في هذا الحوار على مستوى المسئولية الوطنية والكفاءة والنزاهة ، ومن الأفضل أن يكون للمشارك رصيد سياسي ومهني واجتماعي كحد أدنى ......مع التحية ..الدلموني

    • زائر 5 | 3:10 ص

      ........

      كلمة للإمام علي ع الرئاسة سعة الصدر ومن يريد تصدر امور الناس فعليه أن يعرف كيفية التعامل معهم
      على مدى اختلاف مذاهبهم ومشاربهم فالله جبل الناس على الإختلاف وأكثر الناس جذارة هو القادر
      على التعامل مع مختلف أنواع البشر كل حسب
      نوعه ومعتقده ولا يحق لإحد إلغاء احد فقط لأنه يخالفه في الفكر والمعتقد ولم يأت دين بذلك أبدا كما قال الله
      تعالى (لا إكراه في الدين) وحتى الجدال والنقاش رسم له الإسلام الأسلوب الأمثل فقال (وجادلهم باللتي هي أحسن) ولكن مشكلتنا لا نعرف من الدين إلا القشور

    • زائر 4 | 2:49 ص

      العالم يتطور ونحن نتخلف

      لو ترك الحبل لبعض الأشخاص لأرجعو الأمة كلها للعصور الوسطى فهؤلا بطبيعتهم لا يتطورون ولا يتقدمون ولا يرتضون للعالم من حولهم ان يتطور ويتحضر ويتقدم هؤلاء يريدون الوقوف أمام الإرادة الإلهية
      التي شاءت للعالم ان يصل إلى ما وصل إليه لحكمة
      إلهية حتى يبلغ الإنسان مبلغه ثم يظهر عاجزا
      أمام القدرة الإلهية

    • زائر 2 | 11:20 م

      ... (( ليكحلها فعماها ))

      .... كثيرة هي الامثال التي تنطبق على من يرغبون في جر مسيرة الحوار إلى التفاهات ، والعصبية ، ...............

    • زائر 1 | 11:07 م

      اصبت

      أصبت في ذلك!

اقرأ ايضاً