العدد 3230 - الإثنين 11 يوليو 2011م الموافق 09 شعبان 1432هـ

عوداً على بدء

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أبدأ بتنويهٍ واجبٍ، لعرض وجهة نظر المحامية التي أرادت تصحيح العبارة الواردة في مقال أمس، «صحافيات بحرينيات مررن من هنا»: «والأغرب عندما حملت قضيتها لإحدى المحاميات قالت لها: «توقفي عن الكتابة (هنا) وخلّصي نفسك».

تقول المحامية الفاضلة إنها لم تنصح الزميلة مريم الشروقي بعدم الكتابة في «الوسط»، والانتقال للكتابة في صحيفة أخرى للتخلّص من الضغوطات التي تمارس عليها، من باب قانوني، وإنّما من باب النصيحة الأخوية، فليس من حقّها أصلاً أن تطالبها بعدم الكتابة. (أرجو أن أكون دقيقاً في نقل كلمتها شفاهةً كما نقلت كلمة الزميلة الشروقي إعمالاً بالثقة وهي الأصل بين الناس).

المقال تطرق إلى ست زميلات صحافيات وكاتبات، تعرّضن للأذى نتيجة موقف أو تعبير عن رأي، وذلك غيضٌ من فيض، (فهناك زميلاتٌ أخرياتٌ استقلن أو هاجرن في الفترة الأخيرة، طوعاً أو اضطراراً). اثنتان ممن تكلمت عنهن أمس صحافيتان متفرغتان ولهما تجربة مع الكتاب. وأربعٌ منهن يعملن بالمصادفة، أو بغير المصادفة، في وزارة التربية والتعليم، واثنتان منهن لديهما تجربة مع الكتاب أيضاً. هذه كلها حقائقٌ ومعلوماتٌ، نسردها احتراماً للقارئ والحقيقة، وليس فيها انتقادٌ شخصيٌ لأحدٍ، وإنّما تشخيصاً لأوضاعٍ أخذت تلقي بظلالها السلبية على مئات الأسر البحرينية، جرّاء إيقاف الرواتب والفصل التعسفي.

الجهات الرسمية أعلنت إعادة التحقيق في عمليات الفصل قبل أسبوعين، وشُكّلت لجانٌ للتظلم، ومن المتوقع أن يعاد الكثيرون إلى عملهم، خصوصاً مع اكتشاف حجم عامل الوشاية وتصفية الحسابات الشخصية بين بعض زملاء وزميلات العمل كما يحدث عادةً في مختلف مواقع العمل العام والخاص. ولم يكن غريباً أن تنال وزارة التربية والتعليم النصيب الأوفر من ذلك، لاتساع قاعدة منتسبيها (17 ألف موظف وموظفة)، واتساع قاعدة جمهورها (130 ألف طالب وطالبة)، ولتأثرها الكبير بالأحداث الأخيرة. ثم لخصوصية أوضاع هذه الوزارة التي طالما انتقدها الكثيرون لتسليم مقاليدها لبعض الجمعيات الدينية، ما انعكس على سياسة البعثات والترقيات والتقريب والإبعاد.

من حقّ الوزارة أن تردّ على الكتّاب وتفنّد انتقاداتهم، وتعرض وجهة نظرها في كل هذه الأمور. فهناك شكاوى يومية ترد الصحافة تصب في باب التظلمات، وهي حالاتٌ كثيرةٌ تتطلب الإنصاف وتطبيق العدل، بدءًا بتشكيل لجنةٍ محايدةٍ من خارج الوزارة، لكيلا يكون الخصم هو القاضي والحكم. فالوزارة حتى الآن لم تعترف حتى الآن بفصل أكثر من 24 شخصاً، بينما من تم فصلهم من مدرسة الغزالي الإعدادية للبنين فقط قبل ثلاثة أيام بلغوا 13 شخصاً، وهناك من يؤكد أن هذه المدرسة لم تشهد اعتصاماً ولا مظاهرةً أثناء تلك الفترة. ألا يحق للرأي العام أن يسأل: أين هي الحقيقة... إن لم نقل التجاوزات؟

من تعليقات القراء العفوية، كتب أحدهم «هناك الكثير رجالاً ونساءً ممن لا تعرفهم لا شخصياً ولا مهنياً، تعرضوا لنفس الموقف الاضطهادي». وكتب آخر: «لا تبنى الأوطان بالنفاق والتلفيق، بل بكلمة الحق ولو كانت قاسية لتصحح المسير وتطور». وكتب ثالث بالعامية: «جايه على الكاتبات بس، كتاب ومصورين وعمال ومهندسين وتجار...». أما إحدى القارئات فقد أصابت خيطاً رفيعاً في الموضوع: «نتساءل ما موقف جمعية الصحفيين البحرينية مما يحدث».

يخطئ من يتخذ الصحافة عدواً شخصياً له، فليس لدى الكتاب والصحافيين المستقلين عداوةٌ شخصيةٌ مع أحد، والصحافي صاحب القناعة يطرح التساؤلات ويحمل مصباح ديوجين بحثاً عن الحقيقة الضائعة في أزمنة الوقيعة والوشايات

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3230 - الإثنين 11 يوليو 2011م الموافق 09 شعبان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 7:58 ص

      الآتهام الباطل المنافي للحقيقة

      لقد اتهمتني إحداهن بالاعتصام عند الوزارة ولكن لايوجد لديها أي دليل بعدها اتهمتني بالاعتصام داخل المدرسة وهو أمر مضحك جدا لأنني لم أكن أجلس في مكاني أبدا

    • زائر 12 | 4:51 ص

      العيب ليس في الوشاة وحدهم بل ،،،

      لا شك لا يقع اللوم على الوشاة وحدهم وان كانون هم الطرف الأقوى في الموضوع ولكن يقع الذنب على من اعتمد وشايتهم و كأنها قرآن منزل ورتب عليها الأحكام و القرارات الظالمة بحق أناس أبرياء شرفاء فقط لأنهم يختلفون معهم في الرأي و المذهب . وكن حسبنا الله و نعم الوكيل ، نعم المولى و نعم النصير
      تحياتي / أبو سيد حسين

    • زائر 11 | 4:36 ص

      أين هو الدرس والعبرة والعظة ؟

      كلمة نوحهها لكل من كانت له يد في ممارسة الظلم أو الرضا به، (وإنما يحتاج إلى الظلم الضعيف)
      فمع هول ما أوقعه الظلم والظالمين في ممارساتهم ، يبقى المظلوم منتصراً وفق قاعدة نتحدى أي أحد في الإستهزاء بها أو عدم التسليم بها وهي :
      الحديث القدسي: " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً، فلا تظلموا"
      (وما لظطالمين من أنصار) و ( وما للظالمين من نصير)
      ختاماً ليس لنا إلا أن نقول كما قال المولى في محكم كتابه:
      (والعاقبة للمتقين)

    • زائر 10 | 4:32 ص

      بارك الله فيك

      أتحدى من قام بعملية الفصل للمدرسين أن يرد على تساؤلاتكم يا سيد... والأيام بيننا
      أما جمعية الصحفيين، فلا تعلييييييييييييييييق

    • زائر 9 | 4:16 ص

      كلمة الحق ولو كانت قاسية

      شكرا لك على كل ما تكتب .... أعجبتني هذه الحقيقة «لا تبنى الأوطان بالنفاق والتلفيق، بل بكلمة الحق ولو كانت قاسية لتصحح المسير وتطور»

    • زائر 7 | 2:31 ص

      نفتقد مقال الاخت مريم لليوم الثاني ... مع جمعية وعد فيما طرحته من مرئيات الخاصة بتنظيم الصحافة ... ام محمود

      تقدمت «وعد» بمشروع تعديل المرسوم بقانون رقم 47 لسنة 2002 بشأن تنظيم الصحافة والطباعة والنشر، بما يضمن هيمنة حرية التعبير على كل مظاهر الحياة بما يحول بين السلطة وفرض وصايتها على العقل العام، وعدم احتكار السلطة للإعلام وإخضاع الإعلام المرئي واحتكاره لها وحدها، والنص في القانون على عدم جواز حبس الصحافي بسبب نشاطه الإعلامي، وعدم جواز غلق الصحف أو تعليق نشاطها إلا بحكم قضائي، ....
      واعتبرت فصل الصحافي بسبب آرائه ومواقفه الفكرية بما فيها السياسية يعتبر فصلاً تعسفياً
      -
      يبقى الأمل موجود بحدوث التغيير

    • زائر 6 | 2:20 ص

      الصحافة ستظل دائماً وأبداً الصديقة والحبيبة في القلوب مهما حصل ومهما اشتد الزمان ....... ام محمود

      لا نتصور الحياة والعيش بدون وجود صاحبة الفخامة (الصحافة) المبجلة و مقالات واطروحات الكتّاب .. و الصحافة الالكترونية ساهمت كثيرا في احداث طفرة و نقلة نوعية للعلاقات المتينة بين القراء مع بعضهم ومع الصحفيين وتبادل الآراء والأفكار
      وجود قلمك استاذ وقلم باقي المتميزين أمثال الاستاذ عبيدلي ومريم الشروقي ومحمد عبدالله وغيرهم أثرى الساحة الصحفية في البحرين
      و يحز في نفوسنا ما جرى للأخوات الكاتبات ونتمنى أن يرجعن يوما ما ونقرأ كتاباتهن
      --
      دور الصحافي مهم وقت الأزمات التي تعصف بنا
      هو الشمعة التي تنير

    • زائر 5 | 2:02 ص

      بخصوص الوشايات فحدث ولا حرج

      لقد وجد البعض الوضع سائغا لتمرير بعض الأضغان التي في النفوس ويتصرف بتصرف غير مسؤل يسيء من خلال هذا التصرف للدولة نفسها وهؤلا لا تهمهم الدولة
      بقد ما تهمهم مصالحهم الشخصية والفردية
      هؤلاء وجدوا الوضع مواتيا لهم لبث أحقادهم على فئة معينة من الناس وبدوافع تصفية حسابات شخصية
      مع مسؤل في العمل أو مدير طالما تذمر منه

    • زائر 2 | 1:07 ص

      متى كان الظلم عدلا؟؟؟؟

      لو كل وزارة أو شركة أو أي عمل خاص شكل لجنة محايدة من خارج المؤسسة نفسها لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن. لا يعقل أن يكون الخصم هو القاضي وهو الحكم في ذات الوقت ومن ثم نصدر الحكم ونقول إن الحكم صحيح وليس ظالم أو متحيز لأنه صدر عن لجنة مستقلة وليس من الوزير أو المسئول مباشرة. خلط الأوراق فيما بينها يطمس الحقيقة ويظهر الظلم عدلا ، لو وقع الظلم على الجميع لكان عدلا.

    • زائر 1 | 11:16 م

      الصحافة سلطة أخرى

      شكرا لك على كل ما تكتب و توضح .... أعجبتني هذه الحقيقة ( يخطىء من يتخد الصحافة عدواً شخصيا له ............ ) نعم ،الصحفي عين الشارع التي تنير ، و تكتشف الطريق ، و تظهر العيب، وتراقب ، وتوضح الحقائق ، وهو اللسان الذي ينطق عوضا عن الأشخاص الذين قد أخرست ألسنتهم لسبب أو لآخر ........ بارك الله فيك وإلى الأمام ، ودمت سالما....

اقرأ ايضاً