العدد 3229 - الأحد 10 يوليو 2011م الموافق 08 شعبان 1432هـ

كاتبات بحرينيات مررن من هنا

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

نشرت الزميلة مريم الشروقي مقالاً أمس (الأحد) كنفثة مصدور، توضح معاناتها من بعض الأطراف في وزارة التربية والتعليم حيث تعمل، وانتهت بالتحقيق معها الأسبوع الماضي، وفوجِئتْ كما فوجئنا بتوجيه تهمةٍ من العيار الثقيل إليها، وهو التحريض على كراهية النظام!

الزميلة من عائلةٍ بحرينيةٍ معروفةٍ في منطقة الحد بجزيرة المحرق، ولم تشفع لها دعوتها لتأليف القلوب ونشر المحبة بين أبناء المجتمع الواحد... من الاستهداف والوقيعة. والأغرب عندما حملت قضيتها لإحدى المحاميات قالت لها: «توقفي عن الكتابة (هنا) وخلّصي نفسك». فهكذا تفكّر المحامية الموقرة في التخلّص من الأذى بأقصر الطرق، بعيداً عن الدفاع عن مبدأ المواطنة وحقوق الإنسان وفي مقدمتها حرية التعبير عن الرأي الوارد في قوانين ودساتير كل الدول والبلدان!

كلام المحامية إقرارٌ وتسليمٌ بالأمر الواقع، وهو أبلغ تفنيدٍ لمن يدّعي بوجود حرية تعبير لم تمس.

لم تكن مريم وحدها، ففي العشرين من أبريل/ نيسان، وصلتني رسالة هاتفية من الزميلة السابقة بالصفحة سكينة العكري، تقول: «تم إيقافي عن العمل بدءاً من يوم غد». وهي من أول ضحايا حرب التصفيات في وزارة التربية والتعليم، حيث تعرّضت للتحقيق بسبب موقفها السياسي الذي لم تتنصل أو تتبرأ منه، كونها عضواً في جمعية «الوفاق»، وكانت تكتب مقالاً أسبوعياً أو أكثر على بعد بضعة سنتيمترات.

في هذه الصفحة رافقتنا الزميلة ندى الوادي لسنوات، حيث التحقت بـ «الوسط» بداية صدورها وهي خريجة جديدة من جامعة الكويت، وواصلت دراسة الماجستير في جامعة ماليزية، ثم أكملت بعض الدراسات العليا في الولايات المتحدة، وهي في كلّ ذلك لم تبتعد عن عشقها الأول: الكتابة والإعلام. ولها كتابٌ عن «القوى الصاعدة» في برلمان 2004، كان حصيلة تحقيقاتها الجادّة المنشورة بالصحيفة. وفي الأحداث الأخيرة تعرّضت للتحقيق وطُلب منها عدم الكتابة وأقيلت من عملها الجديد بمؤسسة حكومية، فضاق بها الأمر حتى خرجت من البلد، وهناك مُنحت «وسام جيمس لوسون للإنجاز اللاعنفي»، باسم رفيق داعية الحقوق المدنية الشهير مارتن لوثر كنغ، فاعتبرت ذلك مسحةً لدموعها، ومكافأةً لها على جهدها وتغطياتها المهنية التي لم تكافأ إلا بالحرمان.

في الفترة نفسها تعرّضت الزميلة أماني المسقطي للتحقيق أيضاً، وهي صحافيةٌ مهنيةٌ جادةٌ، ولها كتابٌ عن «ملف حقوق الإنسان في البحرين». وتم إيقاف الزميلة رملة عبدالحميد من عملها بوزارة التربية والتعليم، وهي من خريجات جامعة الكويت ومتخصّصة في التاريخ، ورسالتها للماجستير عن (تاريخ البحرين في الفترة من 1918 - 1938) وهي فترة ما بين الحربين العالميتين، حيث شهدت البحرين الكثير من الأحداث ووُضعت أسس الدولة الحديثة أيام الاستعمار البريطاني.

في الرابع عشر من يونيو/ حزيران الماضي، تلقيت رسالة هاتفية من الزميلة منى فضل، وهي من زميلاتنا في هذه الصفحة أيضاً، بشأن إيقافها عن العمل بوزارة التربية. وهي من خريجات الكويت أيضاً، ومهتمة بالشأن العام والنسوي خصوصاً، ولها كتابٌ مسحيٌ عن «استخدامات النساء البحرينيات للبطاقة الائتمانية».

خمسٌ من الزميلات الكاتبات والصحافيات الجادات، من تيارات ومواقع مختلفة، لم يكتبن كلمةً نابيةً قط، ولم يشتمن أحداً، أو يدعِين إلى عنف... خطاياهن الوحيدة اتخاذ موقفٍ حرٍّ في زمن الوشايات الرخيصة أو التعبير المستقل عن الرأي

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3229 - الأحد 10 يوليو 2011م الموافق 08 شعبان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 45 | 5:39 ص

      توضيح

      ثق ايها الكاتب العزيز أن وزارة التربية و التعليم بالأخص ودون التعميم لم توقف و لم تفصل جزافا و لا اشتباها فلجانها دقيقه و لا تقبل الا اليقين.

    • زائر 44 | 1:35 ص

      نسيت صحفيات الصحف الاخرى اللاتي فصلن من عملهن !!

      نسيت ذكر الصحفيات اللاتي فصلن من عملهن في الصحف الاخرى غير الوسط.. الوسط لم تفصل صحفياتها ولكن للاسف الصحف الاخرى فصلت صحفيات ...........

    • زائر 43 | 2:09 م

      مقال متميز

      مقال اكثر من رائع سيدنا سلمت يداك وادام الله قلمك الراقي

    • زائر 40 | 8:04 ص

      مطالب شعبية

      هدا الوضع لن يدوم وسوف تتغير الامور الى الاحسن .........

    • زائر 39 | 7:23 ص

      صباح الخير

      صباح جديد ومقال رائع آخر
      ربما يأتي يوم ونقول كنا هنا يوما

    • زائر 38 | 7:07 ص

      الحرية مكفولة للصحفيين

      الحرية مكفولة للصحفيين بشرطها وشروطها :
      1. عدم الكتابة في الموضوعات التي تثير الطائفية من قريب أو من بعيد أو حتى التلميح .
      2.التركيز على الوحدة الوطنية والدعوة لها بالطرق والأساليب التي كفلها الدستور والميثاق .
      3. عدم التلميع والتطبيل لأي كان وايكون .
      4. النزاهة في العمل الصحفي .
      ها تقدرون على هذي الشروط

    • زائر 36 | 7:01 ص

      قائمة الممنوعين

      والأغرب عندما حملت قضيتها لإحدى المحاميات قالت لها: «توقفي عن الكتابة (هنا) وخلّصي نفسك».أقول:
      حضرت أمسية أدبية هذا الاسبوع فقال أحد الحاضرين أنه أراد دعوة لواحد من أحد جهات اللإعلام الرسمية لتغطية الأمسية فامتنع عن التغطية بحجة أن لديهم تعميما بقائمة اسماء يمنع التغطيات لهم.

    • زائر 35 | 6:25 ص

      مريم مثال لتلاحم الأسرة الواحدة

      هناك الكثير من أمثال مريم عشنا وعاشوا معنا إخوان متحابين متآزرين يتحسسون آلامنا ونتحسس آلامهم نشارك بعضنا البعض في الحلوة والمرّة لا يرضوا علينا ولا نرضى عليهم كل منا يحترم معتقد الآخر فمالذي جرى يا جماعة؟ كيف رضينا بدخول الشيطان فيما بيننا؟ ..........

    • زائر 34 | 6:11 ص

      الكاتب الحر

      هلووووو عجييييب المقال استادي العزيز و اخي قاسم

    • زائر 32 | 5:47 ص

      لن امدحك

      القلم الحر والانسان الحر والكلمه الحره تساعد على الشنق والقتل والاعتقال
      والطريق المعبد بالورود لا ياتي الا بعد طريق مفخخ بالاشواك
      لهذا لن امدحك ابدا لاني اعرفك وتعرفني وانته جدك علي والحسين
      وانا اعرف عائلة الشروقي عن قرب لهذا لن امدح الاستاذه مريم لانها من عائله مجاهده وصاحبت مواقف وهذا يكفي

    • زائر 31 | 5:43 ص

      الي ازوار المتعاطفين

      كا اللي صار وشايات كان مصار شئ

    • زائر 29 | 5:41 ص

      أف له من زمن ترتفع في سمائه أدخنة السمادة

      كلكم أحرار يا صحفيي "الوسط" تملكون أقلام حرة ولا تنطقون إلا الكلمات الحقة الشافية لما نعانيه من ضيم واحباط، لذلك نحملتم كل ما أصابكم بصبر وأناة.

    • زائر 28 | 5:40 ص

      اهل المحرق

      شكرا يابطل اهل المحرق

    • زائر 27 | 5:20 ص

      كلنا مريم الشروقي

      كالعادة مبدع أنت ياسيد
      اختاه مريم أتمنى أن نرى ابداعاتك
      ونرى قلمك الجميل الصادق
      وكلنا مريم

    • زائر 26 | 4:56 ص

      تذكير

      نسيت ما قلت بعد يا سيدي ان جريدة الوسط بعد كادت تنصك لكن في آخر لحظة الله يسر الأمور

    • زائر 24 | 4:43 ص

      صدقت يا استاذ ....... تتمة ............. ام محمود

      من مقال سابق للأخت رملة:
      ادى الى ازدياد الاحتقان الديني ومنها تزايد النزاع الطائفي مما يجعل اعادة الهوية على اساس المواطنة من الجهود الأكثر صعوبة.
      *الطائفية ملجأ وملاذ للاحتماء حين يفرز الوطن بحسبها
      و حين توزع الاستحقاقات على أساسها إذ ليس من الصعب تحقيق التوازن بين حقوق المواطنين وبين حقوق الطوائف , بين متطلبات المواطنة وبين التعددية الطائفية.
      --
      نتساءل ما موقف جمعية الصحفيين البحرينية مما يحدث؟
      و متى ترجع الامور الى ما كانت عليه ؟

    • زائر 23 | 4:37 ص

      نسيت تذكر الصحفية النزيهة

      استاذنا لقد نسيت ذكر الصحفية النزيهة نزيهة سعيد ........

    • زائر 21 | 4:22 ص

      الحرب على الصحافة النزيهة ستترك أثراُ وجروحاً غائرة ........ ام محمود

      لقد تفاجأنا بالأمس ببعض التعليقات على مقال الاستاذة مريم الشروقي والتي تفتقد الاحترام واللباقة والذوق أحدها كان بعنوان ( لا يوجد دخان من دون نار ) وأحدهم قال لها انظري الى تصرفاتكِ .. في الحقيقة الاخت مريم تعكس الأخلاق البحرينية الأصيلة وكل طيبة أهل الحد وهي من الصحفيات القديرات على توصيل الكلمة الهادفة والنصح ومشاعرها فياضة في احتواء جميع هموم المواطنين ويحزننا ان التحقيق يطالها وان تتعرض لمضايقات
      نتمنى من القائمين على الحوار الوطني ايجاد حل لارجاع المفصولين وتطييب خواطر من تعرضوا لمساءلة

    • زائر 20 | 4:12 ص

      مكانة الصحفيين غير محفوظة في البحرين و لايوجد تقدير لجهودهم وكفاءتهم المهنية .... ام محمود

      وحالهم مثل حال المئات من الموظفين المتميزين والأطباء والطبيبات والمعلمين والمعلمات والمسئولين واصحاب الأعمال الذين تضرروا بشكل مباشر من الأزمة وأصابهم ما أصابهم من ظلم ووشاية وتحريض واتهامات غير صحيحة ... أعرف اناس كثيرون كانوا يستلمون رواتب مجزية تصل الى 3 آلاف دينار في الشهر والآن يمدون يدهم الى الأهل والأصدقاء طلبا للمال وللصرف على العيال
      -
      مقالك اليوم يتعارض مع مقال الاستاذ عبيدلي
      نحن في البحرين يؤلمنا الحملة التي شنت على الصحفيات وتسريحهن وهذا يرجعنا عشرات الأعوام الى الخلف ..خسارة

    • زائر 18 | 3:55 ص

      يا خوفي نقول شعب بحريني مر من هنا

      هيه جايه على الكاتبات بس، كتاب و مصورين و عمال و مهندسين و تجار و و و

    • زائر 17 | 3:31 ص

      حرية الصحافة مكفولة

      ......... الاقلام التي تدعوا للمحبة والتسامح والأخوة في ظل وطن الجميع لا مكان لها في صحافتنا الحرة...................ختاماً لاتبنى الأوطان بالنفاق والتفيق بل بكلمة الحق ولو كانت قاسية لتصحح المسير وتطور.

    • زائر 13 | 2:17 ص

      .............

      الناس في سنة 2011 ميلادية و 1432 هجرية و ناس عايشين في سنة ال ...

    • زائر 12 | 2:11 ص

      الأقلاح الحرّة هي أكسجين الصحافة

      إيقاف الأقلام الحرّة عن الكتابة يعني إيقاف الأكسجين المعذي للصحافة وبعدها تصبح الصحافة بلا طعم وتختنق شيئا فشيئا حتى تموت وإذا ماتت الصحافة أصبحت البلد تمشي على إيقاع الملل والإحباط
      والإحتقان داخل النفوس ويحاول الناس إيجاد متنفس
      آخر لهم ليعبروا ويكتبوا وبذلك توجد مشكلة أخرى
      لذلك لا بد للأمم الطامحة والطموحة أن تفسح
      المجال لأصحاب الفكر النير للكتابة والتعبير عن ما بداخلهم لأن الأمم التي تقصي هؤلاء هي تقصي العلم والتطور وبذلك تتقهقر للوراء بينما العالم يتطور بسرعة رهيبة

    • زائر 0 | 1:26 ص

      غيض من فيض أيها الهاشمي

      وللكلمة الحرة ثمن كما للكلمة غير الحرة ثمن ، .......... الكاتبات المحترمات لهن مكانه في نفوسنا لا تقدر بثمن  

    • زائر 9 | 1:09 ص

      إلى مريم الشروقي

      نرجو أن لا يكون غياب مقال مريم الشروقي اليوم هو بداية الانقطاع والاستسلام ..............، نتمنى أن نرى مريم وغيرها من الكاتبات اللواتي لا يخافون في الله لومة لائم متواجدات ينيرن دروبا يسودها الظلام، ما دامتي يا مريم على حق ومقتنعة بما تكتبين وهو ما يمليه عليك ضميرك فثقي إن الله سيكون معك قبل أن يكون الناس. نتمنى أن نرى عمودك غد وكل يوم.

    • زائر 8 | 1:00 ص

      وما خفي كان أعظم

      وما خفي كان أعظم ،هناك الكثير رجالا ونساءا ممن لا تعرفهم لا شخصيا ولا مهنيا، تعرضوا لنفس الموقف الاضطهادي ...........

    • زائر 7 | 12:58 ص

      صباح الخير سيد قاسم

      موضوع جميل و مميز كالعاده, ولكن اين اسم الاستاذه ريم خليفه فلقد اشثقنا الى مقالاتها وحسها الوطني الصادق... اتمنى لكم لتوفيق.
      مواطنه مهمومه

    • زائر 6 | 12:55 ص

      لم يبقى أحد

      لم يبقى لنا أحد نقرأ له سوى كم شخص لا يكملون عدد أصابع اليد الواحدة جراء التعسف الذي أصابهم ، ................. انشروا عن خاطري لأن بضع تلك الكلمات هي ما يمكن أن ينفس عن ما نحن فيه .

    • زائر 5 | 12:47 ص

      منصف

      تسقط الوشايات وتحيا الوسط شامخة صامدة وستحصد ما زرعت من خير بإذن الله

    • زائر 3 | 12:27 ص

      لاتنس ..

      سيدنا العزيز لا تنس اننا في البحرين ..

    • زائر 2 | 12:22 ص

      ولاء المصالح

      الوشايات الرخيصة والانتهازيه اقرب للوصول الى الهدف الدنيوي .....................نفوسهم مريضة ودعاؤنا لهم بالشفاء العاجل وشكرا لهذا الاسلوب الراقي قي الطرح. تحباتي محب البحرين

    • زائر 1 | 11:49 م

      أعوذ بالله ......

      هذا الكلام وهذا الفصل التعسفي للعفيفات الشريفات صاحبات القلم النزيه الحر ..... ايصير في البحرين بلد الأمان ،ليس من المعقول ... ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل....

اقرأ ايضاً