أول قطرات سيل توجيهات جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء بإعادة النظر في قرارات الفصل والتوقيف العشوائية، كان إشعار مجموعة من الأطباء الاستشاريين بحقهم في العودة لممارسة عملهم من عياداتهم الخاصة. بطبيعة الحال، لايزال أولئك الأطباء ومجموعة أخرى معهم، بانتظار استكمال القائمة، كي تستعاد الأوضاع الطبيعية ويرجع الجميع إلى عملهم الصباحي في الوزارة، والمسائي في العيادات الخاصة.
فئة أخرى نالتها موجة الفصل تلك هي أساتذة جامعة البحرين، ومن بينهم بعض الإداريين من أمثال د. حميدة جاسم عبدالله، والذين مازالوا في انتظار تنفيذ توجيهات القيادة، كي يتمكنوا من العودة إلى مواقعهم، بين أبنائهم الطلبة.
ليس الغرض هنا مناقشة التهم، أو ارتداء عباءة المحاماة للدفاع عن الأساتذة «المعاقبين»، فذلك من اختصاص ذوي العلاقة، هذا في حال توافر الأدلة التي تبيح الإدانة. لذلك فالأهم من كل ذلك هو التوقف عند الظاهرة في حد ذاتها، وهو قرار الفصل. إذ ينبغي اليوم، وبعد توجيهات القيادة الواضحة غير القابلة للتأويل، بعودة المفصولين، تجاوز حواجز تهم من نمط «الذهاب إلى الدوار»، و»المشاركة في هذه المسيرة أو تلك»، والخروج من دوامة الانتقامات الفردية التي لم تحقق سوى تأزيم الوضع السياسي، وتصعيد الاحتقانات الطائفية، نحو فضاء أكثر رحابة يسعى إلى فتح صفحة جديدة تؤسس لعلاقات مجتمعية بناءة تمحو مخلفات «دوار اللؤلؤ»، وتداعياتها. وأول خطوة على هذه الطريق المستقيمة البناءة، هي إعادة النظر في المفصولين من أعمالهم، وفي المقدمة منهم أساتذة جامعة البحرين.
قد ينبري من يرفع صوته بالاستفسار: لماذا فئة الأساتذة؟ وما الذي يميّزهم عن الفئات الأخرى؟ نتفق مع هذا التساؤل، فليس هناك من تقسيم طبقي يبيح الدفاع عن فئة وإهمال أخرى، فالمطلوب، وكما قالت القيادة: «إعادة جميع المفصولين». لكن هذا لا يمنع من التقيد الذاتي ببعض الأولويات، ومن بينها المناشدة بإيلاء قضية أساتذة جامعة البحرين شيئاً من الاهتمام والأولوية، مراعاة للخصوصيات الآتية:
1. وجود طرف آخر متضرر هو الجسم الطلابي، والذي ليس له أي ذنب فيما اقترفه الأستاذ، هذا في حال ثبوت التهمة على الأستاذ، في أمس الحاجة لعودة هؤلاء الأساتذة المفصولين.
2. قدسية الحرم الجامعي، وحساسية الرأي العام العالمي من أي إجراء، مهما كان طفيفاً، يمس الجسم الأكاديمي، والتأثيرات السلبية المحتملة، التي من الطبيعي أن تشوه صورة البحرين في نظر العالم، وعلى وجه الخصوص في المحافل التربوية.
3. فتح الباب على مصراعيه لتجيير القضية سياسياً، واستغلالها إعلامياً، وتوجيهها في مسارات بعيدة عن القضية الأكاديمية.
لقد عيل صبر الأساتذة المفصولين في انتظار البت في قضيتهم، لكنهم مازالوا يتعشمون خيراً في توجيهات القيادة، واستجابة الجهات ذات العلاقة، كي تسارع تلك الجهات إلى إعادة الأمور إلى نصابها، كي يعود الأساتذة إلى طلابهم، ويؤموا فصولهم. وتطوى صفحات سوداء في كتاب التاريخ المعاصر للتعليم في البحرين
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 3228 - السبت 09 يوليو 2011م الموافق 07 شعبان 1432هـ
إهانة قامات العلم السامقة
التحقيقات التي أجريت للطاقم الاكاديمي والإداري في جامعة البحرين، وتوقيف وفصل البعض، حفر عميقا في مسيرة الجامعة، وترك جرحا في قلوب الطلبة والاساتذة والموظفين، ليت الذي جرى لم يجري لهذه النخبة في المجتمع. سرعة إرجاعهم قد تخفف الأثر ولكن لا تمحيه... ...........
زمن انقلاب الموازين
تفاجأت أن التعليق في هذه الجريدة قد عاد من جديد بعد توقف ليس بالقصير، عموما ما قرأته في المقال وأغلب الردود تدعونا لمكافئة المسيء ومجازاة المحسن وهو المبدأ الذي يعتمده من أراد تضييع البلد في الحداث الخيرة وما زال مصرا على ذلك فاتقوا الله في أنفسكم وفي بلدكم
سؤال
استاذ هل تؤمن وهل تبارك بان المخطئ لا يجازئ فقط لكي كما تقول تطوى صفحات سوداء في كتاب التاريخ المعاصر
شكرا لك
اشكرك على طرح الموضوعات التي تبني الوطن وتقويه وشكرا مرة اخرى على هذا الحس الوطني ودعاؤنا للجميع بالعودة الى اعمالهم والتعويض
مجاسبة المحطئ
يجب محاسبة كل من امر ونفذ امر فصل الموظفين والعمال
اساتذة الجامعة و المدارس ايضا
نعم اصبت فيما قلت فالجامعة تنتظر الاساتذة بفارغ الصبر . ايضا موضوع المدرسين و المدرسات الذين بدأ فصلهم بمجرد توقف العام الدراسي وهو قمة في اللانسانية و اللا مهنية فان كانوا مذنبين فكيف يأمن على الطلبة طوال اشهر ثلاثة و لكنه دواعي الانتقام و التشفي
تعليقات راقية
يعجني مستوى القراء والتعليقات بجريدة الوسط، نعم هكذا ابناء البحرين لا يغلطون على احد حتى وإن غلط عليهم الاخرون وشمتموهم.
دكتورة حميدة
كطالبة متفوقة لم يأخذ بيدي سوى تلك الدكتورة المجدة المخلصة في عملها و حقيقة لاأرى أي داعي لتوقيفها أو فصلها فلم يبدر منها إلا بما هو في مصلحة الطالب بغض النظر عن مذهبه و طائفته فكلنا كنا سواسية كأسنان مشط
حمى الله البحرين وأهلها من كل سوء
هذا الخطاب وهذا التوجه لهو دلالة واضحة على شناعة وفظاعة ما تم ارتكابه من تجاوزات، لذلك ندعو بكل صدق ونرفع أصواتنا بالنظر والتحقيق في كل ما يتعلق بهذا الملف الخطير الذي جعل البحرين تدخل طريق لم تعهده. فما حدث كان ضرب بالحائط لكل الأعراف الدولية ، وانتهاك لحقوق الإنسان لا يقبل به اي أنسان سوي لأي كائن من كان ، فالظلم ظلم وقع على من أو ما رسه من فهو في نهاية المطاف أسلوب الضعف و وسيلة القاصر. حمى الله البحرين وأهلها من كل سوء
التصدي للطرح الطائفى
الاستاذ العزيز...متى سوف يتصدى المثقفون و القيادات المجتمعية للطرح الطائفي من قبل كل الجمعيات السياسية التي تستتر خلف الدفاع عن الطائفة , كل يجب ان يتخذ موقف الآن ام اننا سننتظر إلا ان تقع الكارثة , ..........
كلنا دكتورة حميدة
بوركت استاذي العزيز ، كل المهن مهمة لبناء المجتمع القوي بتلاحم أبنائه ، ويبقى الاستاذ اللبنه الأساسية في بناء جميع المهن ، الاستاذة حميدة يشهد لها الجميع بإخلاصها الكبير مع زملائها في وضع كلية الأعمال في صفوف الكليات العالمية وتوقيفها أو اعطاء الغير حقها هو خسارة لأبنائها الطلبه وخسارة للوطن الذي تشهد مؤسساته بنتاج تخرج الطلبة من كلية د. حميدة عميدتها
بوحمد
ياأستاذ العبيدلي,اليوم اصبحنا نعيش في عالم الغاب لانه في كل صباح نقراء ماتكتبه انت والاخرين ولكن مانشاهده على ارض الواقع يختلف تماما لانه وحتى هذهي الحظه لم يعاد احدا الى عمله وبلعكس في كل يوم يتم فصل الموظفين من اعمالهم لان عمليه الانتقام جاريه على قدما وساق ومن الواضح كل التصريحات ........ هو مجرد للاعلام الخارجي فقط لاغير والسلام عليكم.
حين يعود الاساتذة
حين يعود اساتذة الجامعة فهي بداية الحقيقة المخفية يا استاذنا الكبير