دعت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية في رؤيتها بشأن السلطة القضائية ضمن المحور الحقوقي في حوار التوافق الوطني، إلى أن تكون السلطة القضائية مستقلة عن القرار السياسي، وتضمن آلياتها كفاءة أعضائها واستقلالهم.
كما دعت إلى أن يكون هناك مجلس أعلى للقضاء يهيمن على كافة أمور السلطة القضائية، بما في ذلك الشئون الوظيفية لرجال القضاء والنيابة العامة وأعوان القضاء من موظفين وخبراء والإشراف على شئون المحامين، والشئون المالية والإدارية للسلطة القضائية بحيث يتماثل وضعه مع وضع ودور مجلس الوزراء بالنسبة للسلطة التنفيذية ووضع ودور رئيس المجلس ومكتب المجلس بالنسبة للسلطة التشريعية، مع حفظ الوضع الخاص للمحكمة الدستورية والقضاء العسكري والجهة المعنية بالافتاء القانوني وإعداد التشريعات.
وتقترح الوفاق أن يُشكل المجلس الأعلى من رؤساء جميع محاكم القضاء العادي والنائب العام ورئيس محكمة التمييز العسكرية والنائب العام العسكري وممثلاً عن المحكمة الدستورية تختاره الجمعية العمومية من دون أن يخل ذلك بخصوصيتها كهيئة مستقلة تهيمن على شئونها، إلى جانب أربعة من العاملين في الشئون القانونية المشهود لهم بالاستقلال والمهنية، تشترك السلطتان التنفيذية والتشريعية، مع تأكيد هذه الهيمنة من خلال عدم جعل الملك رئيساً لهذا المجلس، وذلك لكونه رأس جميع السلطات، وإنما يمارس دوراً إشرافياً عليها، من دون أن يخل ذلك بأن يكون تعيين القضاة بأوامر ملكية بناء على ترشيحات تتم وفق إجراءات معينة.
كما تمثلت مرئيات الجمعية بأن يكون وزير العدل حلقة الوصل بين المجلس الأعلى للقضاء والسلطات الأخرى، على أن يكون تعيينها بناء على ترشيح من قبل رئيس مجلس الوزراء وموافقة المجلس الأعلى عليها.
كما دعت المرئيات إلى أن يكون لكل محكمة من محاكم القضاء العادي جمعية عامة تنتخب رئيس المحكمة وعدداً من الوكلاء من بين أقدم قضاتها كل عامين، ويكون تعيين أعضاء المحاكم العسكرية بموافقة المجلس الأعلى، وتخضع المحاكم لإشرافه فنياً، ويجوز لها أن تقرر عزل أعضائها على ذات النحو المقرر بالنسبة لقضاة القضاء العادي.
وطالبت الجمعية في مرئياتها بحظر الجمع بين منصب القضاء وأي منصب إداري أو سياسي، أو أن يتولى القاضي أياً منها إلا بعد ترك القضاء بعام على الأقل، وحظر عزل كل من يتولى منصباً ذا طبيعة قضائية إلا إذا ثبت من خلال التفتيش عدم كفاءته أو استقلاليته أو حياديته.
كما اقترحت الجمعية إنشاء جهاز تابع للمجلس الأعلى يعين أعضاؤه بقرار مشترك بين المجلس والمجلس التشريعي، يقوم بأعمال الرقابة والتفتيش على من يتولى منصباً ذا طبيعة قضائية، والنظر في الشكاوى المقدمة ضدهم، وتقديم التقارير للمجلس.
ودعت الجمعية إلى أن يكون القضاء الإداري على نمط غرفة يبين القانون نظامها وكيفية ممارستها للقضاء الإداري شاملاً ولاية الإلغاء وولاية التعويض بالنسبة للقرارات الإدارية المخالفة للقانون، ووضع نظام قانوني ينظم كيفية ممارسة القضاء الإداري لرقابته على ملاءمة ومناسبة القرارات الإدارية لتحقيق أفضل الغايات.
أما القضاء الدستوري، فاقترحت الوفاق أن يكون من خلال محكمة دستورية يعين أعضاؤها بأمر ملكي بناءً على موافقة ثلثي أعضاء المجلس التشريعي المنتخب، وأن يضمن الدستور حق الطعن المباشر للأفراد، وفقاً لشروط تكفل جدية الطعن، وكذلك لعدد من أعضاء مجلس النواب لا الأغلبية، حفظاً لحقوق الأقلية في إثارة مسألة الدستورية، ووفقاً لتعسف الأغلبية التي قد تقر قانوناً يتضمن أحكاماً غير دستورية، وتقرير أن يكون الأصل أن يرتد إلغاء القانون أو اللائحة المتضمن حكماً غير دستوري إلى تاريخ إصداره، ما لم تقرر المحكمة غير ذلك بالنسبة للنصوص غير المتعلقة بموضوعات جنائية، وكذلك تقرير إضافة اختصاص تفسير الدستور إلى المحكمة الدستورية، إذا نشأ اختلاف بين السلطتين التشريعية والتنفيذية بشأن نص من نصوصه.
طالب عدد من القضاة بمحاكم البحرين في مرئياتهم بشأن السلطة القضائية ضمن المحور الحقوقي في حوار التوافق الوطني باستقلالية السلطة القضائية من خلال مجلس منتخب من القضاة تتحقق فيه جميع اشتراطات يتولى عضويته أقدم القضاة خبرة وكفاءة واقتدارا، وليس كما هو الحال الآن بتعيين شخصين لا ينتسبان للجسم القضائي- وهما رئيس الشئون القانونية – والمحامي العام بالنيابة العامة – وذلك لحساسية المسائل المطروحة على المجلس والمتعلقة بالقضاة من ناحية ترقيتهم وتأديبهم وخلافه.
كما دعا القضاة إلى ضرورة استقلالية موازنة المجلس الأعلى، وإلى احترام أقدمية القضاة باعتبارهم الأجدر بتولي المناصب القيادية داخل المجلس الأعلى للقضاء، ومراقبة القضاة الجدد والتفتيش عليهم، باعتبار أن ذلك يجب أن يقوم على الكفاءة لا المحسوبية الصرفة والقبلية.
وطالب القضاة في مرئياتهم بتعيين القضاة البحرينيين من محكمة التمييز، وربط ترقية أعضاء النيابة مع القضاة، والحد من صلاحيات الوزير وتدخله في شئون القضاة وخصوصا من ناحية اختيار عدد من القضاة للمشاركات الخارجية وتعيينهم في لجان الانتخابات والانتدابات.
كما دعا القضاة إلى تعديل كادر القضاة وتمييزهم عن اعضاء النيابة والشئون القانونية، وألا تتم عملية توزيع الحوافز على أساس العلاقات والمحسوبيات وإنما على أساس التميز والكفاءة، مؤكدين في الوقت نفسه إلى إيجاد وسيلة اتصال بين القضاة والملك من أجل تذليل الصعاب لهم وليس كما هو الحال الآن عندما تصل شكواهم إلى الديوان الملكي لا يسأل عنهم ولا يجدون حلاً.
وأكد القضاة على أهمية تقوية السلطة القضائية لتكون في مصاف السلطة التشريعية والتنفيذية، وأن تأتمر السلطة التنفيذية بالأحكام والأوامر التي تصدر من القضاة وتقوم بتنفيذها على اكمل وجه.
وختم القضاة مرئياتهم بالإشارة إلى أن أسباب التأخير في تنفيذ الأحكام يعود إلى عدم وجود آلية من قبل السلطة التنفيذية تابعة مباشرة للسلطة القضائية، وهي ما اعتبروها أهم معوقات تنفيذ الأحكام القضائية التي تلقى باللوم على القضاة
العدد 3228 - السبت 09 يوليو 2011م الموافق 07 شعبان 1432هـ