العدد 3226 - الخميس 07 يوليو 2011م الموافق 05 شعبان 1432هـ

كعودٍ زاده الإحراق طيبا!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

تقابل في حياتك شخصيات عديدة، منهم الشخصية السوية ومنهم الشخصية المريضة، والناجح هو الذي يعرف كيف يتعامل مع الشخصيات المريضة بحذر أكبر...

وشأن هذا الحديث هو أنّك تتكلّم مع الناس بحسن الظن وبنيّة طيبة، لا تبغي فيها غرضاً إلا حسن المعاملة والخُلق، فأنت من منبت طيب ومن أصل ونسب عظيم، وتتفاجأ عندما تجد تلك الشخصية المريضة التي تستقبل كلامك بخبث وتحرّف فيه بحرفنة، حتى تضعك في شر أعمالها، فأما أن تقع في الفخ، وأما أن تكون أشد حذراً منها وتعد عليها أكل التمر!

للتعامل مع هذه الشخصيات، لابد للإنسان أن يتفهّم أمراً مهمّاً، وهو أنّه لا يستطيع إرضاء الجميع، وجُلّ ما يستطيع فعله هو إرضاء نفسه، حتى ينام قرير العين، مرتاحاً لعدم ظلمه للآخرين.

هناك موضة جديدة لبعض مرضى الشخصيات، إذ إنّهم يقتصون منك عندما يشخصنون قضايا عامة، حتى يهلكونك بمرضهم العقلي، ونفوسهم الخبيثة، الأمّارة بالسوء، ولا يرتاحون أبداً ما دمت أنت مرتاحاً وسعيداً! فهل نستطيع معالجة الخبثاء والشخصيات المريضة؟ وما هي إمكانية الابتعاد عنهم وإن كانوا حولك في حياتك العامة؟

هناك من يستطيع علاج هذه الشخصيات، ولكن يجب أن تكون المعالجة ذاتية، عند الاعتراف بوجود خلل في أنظمتها، وأن تكون قادرة على تقبّل النقد وتعديل السلوك المريض، وللأسف قلّة منهم مَنْ يعترف بوجود خلل عنده في تعامله مع الناس وفي نقل المعلومات بشكل خاطئ أو ناقص.

لا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل على كل من تُسوِّل له نفسه هدم حياة الآخرين، والتلذّذ بهذا الألم، فهو من الأمور الكبيرة التي لا يرضاها لنا ديننا الحنيف، ونحن نشعر بالأسف على هؤلاء الذين لا ينعمون بطعم السعادة الحقيقية، والذين لا يجدون مخرجاً لتطهير قلوبهم المريضة السوداء.

داء القلوب عظيم، والخبث والنميمة وكره الآخر والتصيّد في الماء العكر تُعَدُّ من داء القلوب، وتنظيفه يحتاج من الإنسان استشعار حلاوة الإيمان وحلاوة كف الضر عن الآخرين، ولكن من يسمع هذا الكلام من تلك القلوب المريضة؟!

وإن أصابك مكروه من إحدى تلك الشخصيات المريضة، لا تنسَ بأن تكون كالعود يزيده الإحراق طيباً، وتفوح منه رائحة زكية، فأنت الأفضل وأنت الأنظف وأنت لست مريضاً بداء القلوب السيئ، الذي أُُصيب به البعض. فأنت أعظم من ذلك عندما تقابل السيئة بالإحسان، وفكّر دوماً في منبتك ولا تفكّر في منبت تلك القلوب المريضة. قال تعالى في كتابة الكريم: «وجزاءُ سيئةٍ سيئةٌ مثلُها، فمَنْ عَفَا وأصلحَ فأجرُه على الله» (الشورى: 40). وجمعة مباركة

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3226 - الخميس 07 يوليو 2011م الموافق 05 شعبان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 3:52 ص

      كيف تزرع المحبة

      هناك نباتات يستخرج منها الأدوية وبعضها يستخرج منه الطيب كذلك الناس في هذه الدنيا ناس هي في ذاتها بلسم للجراح وطيب عود ورائحة الزهور وهؤلاء الناس
      حباهم الله بموهبة المحبة للناس واتساع صدرهم لبني جلدتهم وحتى على الحيوانات لهم قلوب رقيقة شفافة
      هذه نعمة من نعم الله على هؤلاء الناس وهم نعمة لهم أيضا لأن محبة الناس لهم من محبة الله حيث معدنهم الطيب وأصلهم النبيل
      يمكن لأي شخص أن يسير بركبهم إذا حاول أن يعوّد نفسه ويمرنها ويضع نصب عينه أن أحب الناس لله أنفعهم لعياله أي لإخوانه من بني البشر

    • زائر 4 | 3:12 ص

      هل اهنت مؤمنا؟

      من كسر قلب مؤمن فعليه جبره قبل يوم القيامة حيث ياخذ العدل سبحانه حق المؤمن من الظالم
      فهل نتادرك ما فات قبل الممات؟

    • زائر 3 | 2:20 ص

      complex

      الانسان ذو شخصية معقدة، ويحب الشر للناس إلا من رحم.

    • زائر 2 | 1:49 ص

      سقط الكثير في التمحيص

      لقد مر مجتمعنا بتمحيص كبير في الاحداث الاخيرة ... فوقع الكثير منهم مع الاسف الشديد في هذه المنزلقات ونسوا وتناسوا العيش والملح ... فستعلوا وتكبروا وكادوا المكايد لأناس بسطاء شرفاء.. الاخت في رد رقم واحد احدى تلك الضحايا.

    • زائر 1 | 11:48 م

      انتهاز الظروف للانتقام

      هناك من انتهز الظروف الحالية التي نمر بها لينتقم من الآخرين في العمل فبالرغم من أنني كنت محايدة جدا إلا أنني لم أسلم من الاتهامات التي لفقت لي كذبا وبهتانا لكن أقول لمن ظلمني حسبي الله ونعم الوكيل

اقرأ ايضاً