العدد 3226 - الخميس 07 يوليو 2011م الموافق 05 شعبان 1432هـ

براءة بحريني من الاعتداء على عرض فتاة مصابة بتخلف عقلي

قضت المحكمة الكبرى الجنائية ببراءة بحريني من تهمة الاعتداء على عرض فتاة مصابة بتخلف عقلي متوسط الشدة، وأن أقوالها حول وصف المتهم جاءت متناقضة.

وكانت النيابة العامة قد نسبت للمتهم انه اعتدى على عرض المجني عليها التي لم تتم الرابعة عشر، بأن لمس صدرها بيده.

من جهته، تقدم المحامي عبدالرحمن غنيم بمذكرة دفاعية نتجت في نهاية القضية عن براءة موكله، وقد دفع غنيم بعدم توافر أركان جريمة الاعتداء على عرض المجني عليها، حيث إنه من المقرر قانوناً والمستقر عليه قضاءً أنه يجب أن يتوافر في الشاهد شرطان كي يكون أهلاً للشهادة، الشرط الأول أن يكون الشاهد مميزاً وحر الاختيار، والشرط الثاني ألا تلحقه حالة من حالات عدم الصلاحية للشهادة.

وتطبيقاً لذلك لا تقبل شهادة الصغير غير المميز وشهادة المجنون، والمقصود بالجنون في مدلوله الواسع هو كل شخص مريض بمرض عقلي.

واضاف غنيم حيث كان ما تقدم وكان الثابت أن النيابة قد أحالت المتهم بجريمة الاعتداء على عرض المجني عليها، وقد عولت النيابة العامة في أمر الإحالة على أقوال المجني عليها واعتبرتها الشاهد الوحيد على الواقعة، في حين أن الثابت بأوراق القضية ومن مثول المجني عليها أمام المحكمة ومن التقرير الطبي عن حالة المجني عليها ومن أقوال طبيبة، بأن المجني عليها قد عمل اختبار ذكاء لها في العام 2008 وتبين بأن لديها تخلفاً عقلياً متوسط الشدة، وفي العام 2010 تم إعادة الاختبار وكانت النتيجة ذاتها، كما أكدت الطبيبة عند سؤالها أمام المحكمة عن خصائص التخلف العقلي المتوسط الشدة قررت بأن تفكير هؤلاء كطفل ما بين (6- 7 سنوات)، ومفاد ما تقدم أن المجني عليها رغم بلوغها سن الخامسة عشرة إلا أن عقلها هو عقل طفل غير مميز لا يتجاوز عمره ست سنوات وهو الأمر الذي لا يصلح معه التعويل على أقوال المجني عليها باعتبارها متخلفة عقلياً طبقاً للتقارير الطبية المؤكدة على ذلك، كما لا يمكن التعويل على ما قرره والد المجني عليها في هذا الشأن باعتباره قد تلقى ما شهد به عن ابنته ولم يرَ بنفسه واقعة اعتداء المتهم على ابنته.

كما دفع غنيم بأن أقوال المجني عليها جاءت متناقضة غير متزنة، حيث إن المجني عليها وصفت المتهم في إفادتها بمحضر الاستدلال أمام الشرطة بأن المتهم (طويل القامة وأبيض البشرة وشعره طويل أسود وله لحية) في حين أنها وصفت المتهم أمام المحكمة عندما سُئلت (هل شاهدتي المتهم بدون الغترة، أجابت بنعم وشعره خفيف) .

وافاد غنيم أن الشاهدين البالغين الحالفين على القسم القرآني بقول الحق قد قطعا بعدم رؤيتهما للمتهم يقوم بالاعتداء على المجني عليها أو دخولها الكراج وأن المجني عليها ظلت خارج الكراج وأن الوقت والزمان لا يسمحان بإمكانية أن يفكر المتهم وهو رجل عاقل ومتزوج ولديه من الأبناء اثنان أن يقوم بارتكاب مثل هذا الفعل، كما أن حالة المجني عليها العقلية أو الجسدية لا تسمح له بأن يمسها، خاصة أن المجني عليها شبه متواجدة لدى منزل المتهم بحكم الجيرة. وقد أكدت المجني عليها بأن المتهم لم يسبق له أن لمسها.

وتابع غنيم في مذكرته إلى ما تقدم وإلى تناقض وصف المجني عليها للمتهم يؤكد أن ما قررته لأخيها كان مجرد خيال، حيث كونها قد وصفت شكل المتهم بأنه طويل الشعر أبيض البشرة وهو ما يعني أنها كانت تحلم بأن من تفكر فيه في هذا الشأن يتصف بهذه الأوصاف، وهو ما يشكك في صحة رؤيتها، وهو ما يهدر الدليل القائم عليه الاتهام ويقتضي الحكم ببراءة المتهم مما هو منسوب إليه .

وقال غنيم لهذه الأسباب التمسنا براءة المتهم مما هو منسوب إليه، واحتياطياً: بعرض المجني عليها على لجنة طبية مكونة من استشاري الطب النفسي للوقوف على حالة المجني عليها لبيان حالة التخلف العقلي الذي تعاني منه، ومدى إمكانية صحة ما يصدر عنها من رواية تتعلق بالاعتداء الجسدي وما إذا كانت تعيش حالات المراهقة أو التخيلات الجنسية

العدد 3226 - الخميس 07 يوليو 2011م الموافق 05 شعبان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً