هل أزمة البحرين في نسبة الشيعة في مقابل السنة؟ هل نحن في حرب أهلية أو طائفية يستعد فيها فيلقان لخوض المعركة؟ أليس السُّنة والشيعة هم أبناء وطن واحد؟ فلماذا نستمع إلى الأبواق التي لا تريد الخير لهذا البلد؟ لماذا نسمح لمن يفرقنا بأن يلج بيننا ويشتت فكرنا بعيداً عن طرق التلاقي والتوافق والوئام؟
سواء كانت نسبة الشيعة أو السنة 49 في المئة أو 1000 في المئة، ما المشكلة إن سادت حالة السلم الاجتماعي وكان مركب الوطن يسير بسلام؟ هل العبرة في الأكثرية أم في تقديم التضحيات والإنتاج والعمل والإسهام في البناء من أجل رفعة وتقدم الوطن؟
ما أكثرها من أقلام مأزومة تلك التي تحاول أن تزيد الثقوب في جسد اللحمة الوطنية ليغرق المركب بمن فيه، وما أسوأه من ضمير ذلك الذي لا يراقب صاحبه فيتركه يتخبط فلا يسلم من لسانه شيخ كبير أو طفل صغير.
البحرين بخير مادام دعاة الفتنة الطائفية والتشطير الإثني في سبات عميق، أما في صحوتهم فإن الدنيا تموج في مخاض عسير والسماء ملبدة بسواد الغيوم، والأكسجين معدوم فلا هواء نقي ولا أجواء تبعث على الأمل.
والمشكلة أن دعاة الفتنة هم من يقودون النَّاس في هذه الفترة العصيبة من تاريخ وطننا العزيز، وللأسف فإن صوتهم هو المسموع، يصدحون بحروف تقطر سمّاً، ويدعون إلى فرض العقاب الجماعي بلا رحمة أو رأفة لمجرد الشك في النوايا والاعتقاد بتقية الآخرين، فلم تثبت لهم القرون الطويلة مدى إخلاص هؤلاء، ولا وقفاتهم الوطنية ضد الاستعمار البريطاني شفعت لهم، ولا تصويتهم على عروبة البحرين مسح عنهم تهمة العمالة إلى الخارج والولاء لبلد مجاور، فباتوا ممقوتين منبوذين إلى يوم الدين.
ولاء سنة وشيعة البحرين لهذه الأرض بكل ما يتعلق بها من حضارة وتاريخ وحاضر ومستقبل، فلم يرتفع بنيان أو يرتقي عمران إلا بسواعد البحرينيين المسلمين والمسيحيين واليهود، ولو كانت فئة منهم تتبع فقهياً وعقائدياً المرجعية الدينية في العراق وإيران، فإن ذلك لا يعني أنهم خلايا نائمة أو طابور خامس، فولاؤهم السياسي للبحرين أولاً وأخيراً ولو كانوا معول هدم وتدمير لما كانت لهم بصماتهم في الشركات التي يقوم عليها اقتصاد البحرين كشركة «ألبا» و»بابكو» و»بنوكو» وغيرها، على مدى عقود من الزمن حتى الآن.
لا فضل لشيعي أو سني على البحرين، فهي الحاضنة التي رعتهم منذ نعومة أظافرهم، وخيرها عليهم أكثر مما قدموه لها، فالوطن مهما ضحى المرء من أجله، يبقى الملجأ والراعي والحامي لكرامة أبنائه، فبه يرتفع شأنهم وبهم يصعد إلى أعلى عليين.
لا خير في بلد يقوم على جزء من شعبه، فهو بذلك أشبه بالجسد الذي أعياه المرض فأذبل جذوته وخطف طاقته، فلا القسم الأيمن قادر على إعانة الأيسر، ولا الأيسر قادر على تحمل مشقة إسناد الأيمن، فالقسمان يشكلان حالة من التكامل لا يصلح الجسد إلا بهما.
الإخلاص ينبع من القلب لا من المعتقد، والتعامل بين البشر قائم على إنسانيتهم لا على دينهم أو ملتهم، والاحترام للطرف الآخر يقف عند سمو أخلاقه وصلاح ذاته وسريرته، والمواطنة سمة يمكن لصقها بكل من يعمل من أجل صلاح البلاد والعباد، حتى وإن كان أسلوبه في التعبير عن رأيه خاطئاً، وليس كل من نختلف معه علينا نبذه وإقصاؤه وشحنه في أقرب مركب وإرساله إلى المنفى، فليس كل ما نختلف فيه يجب أن نتفق عليه، فالدنيا قائمة بأمر من الخالق على الاختلاف وإلا ما تطورت الأمم ولا قامت حضارات ولا تطورت حياة البشرية
إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"العدد 3225 - الأربعاء 06 يوليو 2011م الموافق 04 شعبان 1432هـ
هل المطلوب التنازل عن الحقوق لإثبات الولاء
أسمع هذه الكلمة تردد كثيرا (الولاء) وأرى من الواقع الذي عشته على مدى 50 سنة أن هذا الشعب ولاءه لهذه الأرض لا غيرها لم أرى ولم أسمع ولم أشاهد احدا يعيش على هذه الأرض وولائه لبلد آخر ودائما نتذكر سنة 1970 والتصويت على عروبة البحرين وأتذكر أيام الميثاق والتصويت الساحق للميثاق وهذان الحدثان الهامان يثبتان أن ولاء هذا الشعب لهذه الأرض ولا مزايدة في ذلك إذا فأين تكمن المشكلة؟ .....
صوت ايجابي
نعم هذه الأصوات التي تخدم الوطن هكذا يريدنا الله أن نكون ايجابيين في مجتمع الأمة وأن نحذر ما يخططه الأعداء لنا . وشكرا للكاتب.
أبو آدم
شكرا لكم
رحم الله والديك على هذا المقال الذي ينم عن روح مسؤولة وحب للوطن وأهله.
بوحمد
نشكرك على هذه المقاله ونظم صوتنا معك مع الكثير من يحب هذا الوطن ولكن وللاسف هائلاء الناس هم معروفين عند .....قبل الناس وبدون حسيب ولارقيب,فماذا باستطاعتنا انفعل.نقول حسبنا الله ........
الغسل ثم الجلاء
غسل النفوس ثم حلاءها مما حصل لها في ظل الأزمة التي مرّت بها البحرين
إنه لأمر غريب أن يقبل الأخ على أخ له عاش معه سنين لم يرى منه إلا كل خير ولمجرد كلمات مع
بعض التطبيل ينقلب الإنسان رأسا على عقب
مالنا ألسنا مسلمين أين تعاليم الإسلام فينا
احمل أخاك على سبعين محمل من الخير
ولا حتى محمل واحد حملنا بعضنا
كلام من ذهب
مقال راقٍ ليت كل من يكتب يقرأ هذا المقال ، بهذه الكلمات تطفأ الفتنة ويقتل الشيطان ، جزال الله خيرا