كان أمس (الأربعاء)، يوماً لبنانياً طويلاً، تابعه ملايين اللبنانيين في الداخل والخارج، وأضعاف أضعافهم في المحيط العربي... فالحدث اللبناني حدثٌ عربيٌ بالإجماع.
كان البرلمان هو ساحة الحدث، لم تحدث صداماتٌ داميةٌ ولا إطلاق مسيل لدموع ورصاص. مجرد إطلاق مواقف وسجالات سياسية بين أطراف متناقضة كل التناقض في تقييم الأمور.
الجلسات استمرت من الصباح إلى التاسعة والنصف مساءً، على أن تستأنف اليوم، وشهدت الكثير من الخطب والمداخلات، وتخللتها لحظات من الشد والتجاذبات الحادة.
كان هناك فريقٌ نجح بعد خمسة أشهر في تشكيل حكومة جديدة، يقابله فريقٌ أعلن مسبقاً أنه يريد إسقاط الحكومة، وتحريض الدول العربية والغربية على مقاطعتها مهما كلّف ذلك لبنان. فالحكومة من الناس، وجاءت لتخدم الناس، وهذا ما يعلمنا لبنان. فالحكومة المنتخبة ضمن اللعبة الديمقراطية، وليست هرطقة أو كفراً، وإذا طالبت المعارضة بإسقاطها لا يتم اعتقالها وتخوينها وسفك دمها واستباحة كرامتها.
رئيس مجلس النواب نبيه بري كان حازماً صارماً في ضبط هذه الجلسة العاصفة، ورغم كل الشد لم ينسحب من المواجهة، ولم يعلن تعليق الجلسة... فذلك هو فارق الخبرة والوعي والنضج السياسي، فالرجل محامٍ تمده خبرة خمسين عاماً، ولم يكن سمساراً في السوق.
كانت الكاميرات تصطاد اللقطات في هذه الجلسة العامرة، فكانت تتنقل بين رئيس الحكومة السابق السنيورة الذي بدا أكثر الحضور تعرضاً للجلد؛ وبين الرئيس الجديد ميقاتي، الذي ظهر يشمّ وروداً بيضاء صغيرة دون اكتراث وهو يسمع نواباً يطالبون باستقالته.
ستة عشر نائباً على الأقل توالوا على منصة الخطابة، إلا أن أبرزهم وأقواهم حجةً وإقناعاً أمس، وأشدهم خطاباً سياسياً متماسكاً، وأكثرهم تجلياً كان النائب حسن فضل الله.
النائب اعتبر من ميزات نظام لبنان السياسي على ترهله ومشكلاته، «أن يُرى على مقاعد النّواب من كان بالأمس وزيراً، ومن بين المعترضين من كان للحكومة رئيساً، وأن البعض يتجرّع مبدأ تداول السلطة غصصاً وكأنه السم الزعاف! فكيف يتجرأ أحدٌ على منازعته على كرسي؟ فالإمارة ما عادت تصلح في غير لبنان، فكيف في بلد التنوّع وتداول السلطة والنظام البرلماني الديمقراطي»!
فضل الله الشاب انتقد استعداء العالم على لبنان من أجل السلطة، وذكّر بالأساطيل التي هزمت على شواطئ بيروت، والدبابات الإسرائيلية التي فرت مذعورة من شوارع العاصمة، وقال «وإن عادوا عدنا». وذكّر من فضحتهم «الويكيليكس»، وكان بعضهم حاضراً، بما قاموا به من جمع معلومات عن المقاومة التي دافعت عن البلد، أو قدّم خرائط وإحداثيات عن سلاحها، أو حرّض على استمرار الحرب الإسرائيلية... لحسابات خارجية، ولحساب الهيمنة والاستئثار بالسلطة.
فضل الله ذكّر بانتهاكات المال العام، والأرقام المهدورة والمسلوبة، وبمن مدّ يده دون أن يرف له جفن، إلى أموال تعويضات ضحايا الحرب، ممن لم يمدوا أيديهم للقصور طلباً للمعونة لأنهم ببساطة أهل النخوة والعنفوان.
هذا الخطيب المملوء عنفواناً وثقةً وعزّة، يفاخر بانتمائه إلى السلاح المقاوم، فهو من أبناء الحدود المرابطين، مذ سقطت فلسطين بيد الغزاة، فانقلبت صورة الحياة على ضفة الحدود. يتذكر التفاصيل مذ كان طفلاً يلعب على تلال قريته عيناتا، «حيث رائحة الموت في كل مكان، وحرق الحقول والبيوت واحتلال القرى مواجع تتكرر في كل مناسبة... أمّا الحاكمون هنا في بيروت وحيث لا يصل صوت الطائرة والمدفع فنُوّمٌ وهجود»!
من هنا احتمى أبناء الحدود بأرضهم فصارت هي القضية ومهوى السلاح، «فلم تعد قرى عيترون ومارون الرأس مجرد أسماء أو تواريخ، بل صارت جزءاً من هويتنا ودخلت في صلب ثقافتنا، حتى استطاعت المقاومة أن تحرّر الأرض لتنقلب الصورة مرةً أخرى على ضفة الحدود».
يوم لبناني طويل، كان نجمه هذا الخطيب الشاب، المتدفق فصاحةً وبلاغةً، فليس من دافع عن الحق كمن تشبّث بالباطل. ينطق عن مقاومة إسلامية عربية القلب والهوى، مثّلت شرف لبنان وعز العرب، وفرض الصلاة وشتلة التبغ وسنبلة القمح الصامد في وجه العواصف والرعود
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3225 - الأربعاء 06 يوليو 2011م الموافق 04 شعبان 1432هـ
التوتر والحمى المجنونة المستعرة زادت الله يستر من العواقب .... ام محمود
تعرض مراسل الجزيرة في بيروت علي هاشم أمس الأربعاء للضرب من قبل عناصر من الأمن اللبناني في بيروت عندما كان يغطي النقاش الدائر في مجلس النواب بشأن البيان الوزاري لحكومة نجيب ميقاتي.
وقال المراسل إن مسؤولا عن الأمن في مجلس النواب طلب منه مغادرة مقهى يقع في جوار المجلس كانت تعرض فيه كلمات النواب, وحين رفض المراسل المغادرة انهال عليه رجال الأمن بالضرب, وقاموا بطرده من المنطقة.
__
نتساءل لماذا العنف تجاه الصحفيين والاعلاميين ومصادرة حقهم في التغطية؟
لبنان فقد أعصابه خلاص
الأجندات أثمرت حنظلا
ليس فقط اليوم اللبناني الطويل بل اصبحت جميع الآيام العربية طويلة جدا ونازفة ومؤلمة وموجعة .. ام محمود
ما الحل يا ناس ونحن نرى الفتن القاتلة تنتقل من بلد عربي الى آخر يعني نجهز أنفسنا لحدوث المجازر في لبنان بعد أحداث سوريا وهذا ما قصدته عندما كتبت تعليق في الاون لاين بان الأحداث في الشرق الآوسط ستزداد سخونة ..
المشكلة هي المماطلة وعدم الحسم في جميع المآزق والقضايا العربية والتفنن في شق الصف الواحد في كل بلد والنتيجة نراها بان الدول العربية تترنح وشوارعها امتلأت بالدماء قضية مقتل رفيق الحريري تم التلاعب بها واخفاء المجرمين الحقيقيين من الموساد وجاء الآن من يتهم زورا وبهتانا 4 من رجال حزب الله
شكرا لكم
شكرا زائر 1
همسات في أذن صماء
عن أي حوار تتحدث يا سيد؟؟ وعن أي ديموقراطية؟؟ أهي هذه التجاذبات السياسية ببين شخوص تلعب بمستقبل لبنان في حين يموت الشعب كفراً بالسياسة التي أوقفت كل شيء جميل في لبنان منذ 2055؟؟ أيرضيك هذا الجدال وإقرار ميزانية لبنان الختامية لعام 2005 لم تقر بعد ونحن في النصف الثاني من 2011؟؟ هل هذه الديموقراطية التي ستبني؟؟ ونقوى بها؟؟ من الصباح وحتى التاسعة والنصف مساءاً ولم يخرجوا بشيء؟؟ هل هذا ما نريده من لبنان كنموذج قادم؟؟؟!!! قليلاً من الإنصاف يا سيد
حب الكرسي يعمي ويصم
فضحتهم «الويكيليكس»، وكان بعضهم حاضراً، وقد قاموا بجمع معلومات عن المقاومة وقدّموا خرائط وإحداثيات عن سلاحها،و حرّضوا على استمرار الحرب الإسرائيلية... لحسابات خارجية، ولحساب الهيمنة والاستئثار بالسلطة.وبلا حياء يريدون اليوم اسقاط الحكومة الجديدة ويريدون إثارة العرب والعالم ليها ودعوتهم لمقاطعتها. هكذا تفعل السلطة وحب الكرسي.
مهزلة والله
آخرتها يا سيد يتآمرون عليهم ويتهمونهم باغتيال الحريري، وهم يعلمون انهم بريئون من دمه براءة الذئب من دم يوسف. تفعلها اسرائيل وتتهم بها المقاومة. هذه اكبر مهزلة في تاريخ العرب.
اهل العنفوان
فخير الاعمال في هذا الزمان التذكير تماماً كما ذكر فضل الله بانتهاكات المال العام، والأرقام المهدورة والمسلوبة، وبمن مدّ يده دون أن يرف له جفن، إلى أموال تعويضات ضحايا الحرب، ممن لم يمدوا أيديهم للقصور طلباً للمعونة لأنهم ببساطة أهل النخوة والعنفوان.
صباح الخير
عجبتني .. سنبلة القمح
احسنتي يا مواطنه مهمومه
الي ازئره رقم ظ¢شكرا على اتعليق جميل وفي الصميم
موطن مهوم
من هنا احتمى أبناء الحدود بأرضهم فصارت هي القضية والمهوى
من هنا احتمى أبناء الحدود بأرضهم فصارت هي القضية ومهوى السلاح، «فلم تعد قرى عيترون ومارون الرأس مجرد أسماء أو تواريخ، بل صارت جزءاً من هويتنا ودخلت في صلب ثقافتنا، حتى استطاعت المقاومة أن تحرّر الأرض لتنقلب الصورة مرةً أخرى على ضفة الحدود».
احسنت سيد قاسم كلامك درر
اسمح لي اعيد بعض الجمل التي عجبتني (فالحكومة المنتخبة ضمن اللعبة الديمقراطية، وليست هرطقة أو كفراً، وإذا طالبت المعارضة بإسقاطها لا يتم اعتقالها وتخوينها وسفك دمها واستباحة كرامتها.)}} في الصميم
(فذلك هو فارق الخبرة والوعي والنضج السياسي، فالرجل محامٍ تمده خبرة خمسين عاماً، ولم يكن سمساراً في السوق).}}}و لا اروع
الله يحفظك سيدنا
مواطنه مهمومه
غريب الرياض
صباح الخير, سيدنا, بكرة ضروري تغطي ....مقابلات البعثات. ما خصصت له عمود آنفا و خفنا منه, أصبح حقيقة. اي مستقبل للبلاد اذا استمرينا في إحباط الشباب؟