أفصح الوكيل المساعد لشئون المستشفيات بوزارة الصحة، أمين الساعاتي، عن أن عدد مرضى السكلر الذين يرتادون مركز إبراهيم خليل كانو يوميّاً، يتراوح ما بين 140 و150 مريضاً.
وأكد الساعاتي أن وزارة الصحة ملتزمة بعلاج جميع المرضى في البحرين، بمن فيهم مرضى السكلر، معتبراً أن الأخيرين «مرضى عزيزون علينا، ولسنا أعداءً لهم، وليسوا أعداءً لنا».
ودعا الساعاتي مرضى السكلر إلى زيارة المراكز الصحية التابعة لهم، لتلقي العلاج في حالة إصابتهم بنوبة السكلر، وذلك قبل التوجه إلى مركز كانو أو مجمع السلمانية الطبي، مؤكداً أن المراكز يوجد بها بروتوكول علاجي لمرضى السكلر.
وأشار ، إلى أن هناك عدداً من المرضى يسيئون استخدام الأدوية والمسكنات التي تعطى لهم، رافضاً في الوقت نفسه التدخل في شئون العلاج.
وقال: «لا نسمح بالتدخل في شئون العلاج، فهذا أمر يخصنا نحن في وزارة الصحة، وهناك أنظمة وقوانين يجب التزام الجميع بها، وندعو جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر، أن تتعاون معنا في الجانب الاجتماعي للمرضى».
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده الساعاتي ظهر أمس الأربعاء (6 يوليو/ تموز 2011)، بحضور عدد من المسئولين في الوزارة، من بينهم مسئولة مركز إبراهيم خليل كانو، منى المحمود.
ونفى الساعاتي أن يكون هناك أية قرارات تصدر بصورة فردية، مؤكداً في الوقت نفسه أن القرارات التي تصدر تكون بعد عدة مشاورات واجتماعات مطولة.
وذكر أن أي مريض يدخل إلى المستشفى يكون محط رعاية واهتمام من قبل الكوادر الطبية، ونعتبر مرضى السكلر أبناءنا وإخواننا، ونتعامل معهم كأسرة واحدة، لافتاً إلى وجود مساعٍ لإنشاء قاعدة بيانات، تضم معلومات عن جميع مرضى السكلر.
وردّاً على سؤال عن منع جلب الأطعمة من خارج المركز، أوضح الساعاتي أن «هناك لائحة أنظمة وإجراءات لمرضى السكلر في مركز إبراهيم خليل كانو، من بينها عدم جلب الأطعمة من الخارج»، منوّهاً بأنه يتم السماح للأطعمة المحضرة في المنزل، خلال وقت الزيارة المسموح به.
وأكد أن هذا الإجراء يأتي حفاظاً على سلامة المرضى، وخصوصاً أن الكثير منهم يقومون بطلب الوجبات السريعة من المطاعم الخارجية، وهذا يعرضهم للتسمم أو تدهور حالتهم الصحية.
وقال الساعاتي: «للأسف الشديد، فإن هناك مجموعة بسيطة من المرضى، تشوّه صورة مرضى السكلر، ويقومون بأعمال وممارسات غير صحية، ومنافية للأنظمة المعمول بها في المركز، من قبيل التدخين داخل دورات المياه، أو في أروقة المركز، إلى جانب السهر طوال الليل مع ترك جهاز التلفاز يعمل وبصوت مرتفع».
وبيّن الساعاتي: «نحن لا نريد أن نتراشق مع مرضى السكلر، بل نسعى دائماً لتقديم أفضل الخدمات لهم، ونحن من خلال تواصلنا مع جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر، وخصوصاً رئيس الجمعية زكريا الكاظم، نطلعهم على جميع الأمور ونوضح لهم المسائل والموضوعات العالقة».
وفي تعليقه على نية بعض مرضى السكلر الإضراب عن الطعام، اعتبر أن «هذا الأمر غير صحيح وخاطئ، ويعرض حياة المرضى للخطر، ولم نعهد مسبقاً أن المرضى يضربون عن الطعام!».
كما نفى الساعاتي الكلام المتداول عن رفض المراكز الصحية علاج مرضى السكلر، بحجة عدم وجود الأدوية المطلوبة، موضحاً «صحيح أنه كان في السابق بعض المراكز لا يتوافر فيها علاج مرضى السكلر، إلا أننا تداركنا الأمر، وزوّدنا جميع المراكز بأدوية علاج نوبات السكلر الخفيفة والمتوسطة».
ولفت إلى أن: «أي مريض يحتاج إلى نقل إلى مجمع السلمانية الطبي، ينقل على الفور بواسطة سيارة الإسعاف».
من جانبها، ذكرت مسئولة مركز إبراهيم خليل كانو الصحي والاجتماعي منى المحمود، أن كل مريض سكلر يدخل إلى المستشفى، يوقع على لائحة أنظمة وإجراءات متبعة في المركز، إلا أن بعض المرضى، وهم معدودون ومعروفون، لا يلتزمون بهذه الإجراءات، على رغم إقرارهم وتوقيعهم عليها.
وأوضحت المحمود، أن هناك فئة معينة من المرضى، تسيء استخدام الأدوية ومرافق المركز، وبالتالي يشوّهون صورة جميع المرضى، ويضطروننا إلى اتخاذ بعض الإجراءات تجاههم.
وعن منع علاج مريض السكلر مرتين في اليوم الواحد، بيّنت المحمود أن بعض المرضى يتدخلون في طريقة علاجهم، ويحددون نوعية وكمية الدواء الذي يريدونه، وهذا أمر غير معقول، وهو من اختصاص الطاقم الطبي في المركز، مشيرة إلى أن بعض المرضى يزورون المركز من أجل أخذ الأدوية المخدرة فقط، بل ويريدون مغادرة المركز على الفور، وقيادة سياراتهم الخاصة، وهو ما قد يعرض حياتهم وحياة الآخرين للخطر.
وزادت المحمود بالقول: «بعض المرضى عندما لا يحصلون على الدواء الذي هم يريدونه، وخصوصاً الأدوية المخدرة، يغادرون المستشفى، وكأنهم ليسوا مرضى، ولم يتعرضوا لنوبة السكلر، وهو الذي جعلنا نشدد على دخول المرضى للمركز مرتين يوميّاً». وأفادت بأن: «نظام تسجيل المرضى في المركز، مرتبط إلكترونيّاً بأنظمة تسجيل المرضى في كل المراكز الصحية، وكذلك مجمع السلمانية الطبي، وبالتالي نحن نعرف بيانات كل مريض، والأوقات التي دخل فيها للمركز الصحي، ونوعية الدواء الذي أخذه في العلاج».
وفي السياق نفسه، نوّهت المحمود إلى أنه تم استبدال حارسي أمن من المركز، بعد أن تبيّن عدم مقدرتهما على التعامل مع مرضى السكلر. وقالت مسئولة مركز إبراهيم خليل كانو الصحي والاجتماعي، إن هناك طاقماً طبيّاً وعلاجيّاً متكاملاً في المركز، يضم أطباء نفسيين ووعاظ دين، واختصاصيي الإقلاع عن التدخين، ومريض السكلر يحصل على جميع هذه الخدمات العلاجية في المركز.
وأفصحت المحمود عن أن وزارة الصحة أنفقت نحو 300 ألف دينار، لتجهيز المركز بصورة أكبر مما كانت عليه سابقاً، في سبيل تقديم أفضل الخدمات العلاجية لمرضى السكلر، معتبرة أن المركز يسجل بذلك قصة نجاح يشاد بها. وذكرت أن عدد المرضى الذين استفادوا من خدمات المركز منذ افتتاحه لمرضى السكلر في منتصف شهر يناير/ كانون الثاني الماضي (2011)، وحتى نهاية شهر مايو/ أيار الماضي، بلغ نحو 300 مريض.
وفي حين أشادت المحمود بالجهود التي تبذلها جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر، رفضت أن تتدخل الجمعية في طرق علاج مرضى السكلر، مبينة أن الجمعية عليها الدور الاجتماعي والتثقيفي، وكذلك إقامة ورش العمل والندوات، بيد أن طرق العلاج ونوعية العلاج تكون من مسئولية الطاقم الطبي.
وأشارت المحمود وجود حالات اعتداء لفظية من قبل بعض المرضى، على الطاقم الطبي والعلاجي في المركز، وخصوصاً من أولئك المرضى الذين يريدون أن يحددوا نوعية العلاج وكمية الدواء.
إلى ذلك، أكد رئيس دائرة الحوادث والطوارئ بمجمع السلمانية الطبي جاسم المهزع، أنه لا توجد أية مشكلات مع مرضى السكلر الفعليين، بل المشكلات مع مجموعة بسيطة من المرضى الذين يستغلون المرض في الحصول على الأدوية المخدرة، بل ويصرون على الحصول عليها. وأشار المهزع إلى أن دائرة الحوادث والطوارئ تستقبل يومياً ما بين 120 و130 مريض سكر، ويتم علاجهم وفق حالتهم الصحية. وفي سياق حديثه، ذكر المهزع أن لجنة الوفيات والمضاعفات المركزية، تقوم بالتحقيق في كل حالة بالسكلر أو مضاعفاته، وقبل أن يطلب أهالي المريض ذلك
العدد 3225 - الأربعاء 06 يوليو 2011م الموافق 04 شعبان 1432هـ