قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل «إن القوات السعودية ستعود من البحرين بمجرد انتهاء مهمتها هناك»، لافتاً إلى أن «وجودها ليس تدخلاً في شئون البحرين».
وأضاف الفيصل خلال لقائه في جدة أمس الثلثاء (5 يوليو/ تموز 2011) بنظيره البريطاني وليام هيغ «محادثتنا عكست ارتياحاً إلى الأمن والاستقرار في البحرين والترحيب بإطلاق الحوار الوطني، وإنشاء لجنة تحقيق في الأحداث التي شهدتها البحرين». وأكد الفيصل «رفض أي تدخل أو مغامرات خارجية بشأن البحرين أو أي محاولة للعبث بأمن دول الخليج».
جدة - أ ف ب
شملت المحاثات بين وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ونظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في جدة أمس الثلثاء (5 يوليو/ تموز 2011) أزمات المنطقة من اليمن إلى ليبيا مرورا بلبنان وسورية والبحرين وإيران فضلاً عن العلاقات الثنائية التي تسعى لندن إلى تحويلها «شراكة استراتيجية».
وقال الفيصل خلال مؤتمر صحافي مشترك «أجرينا مباحثات معمقة بشأن الأزمات التي تشهدها المنطقة وتطوراتها وناقشنا دعم بريطانيا لمبادرة وجهود مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة اليمنية حفاظاً على وحدة اليمن واستقراره وتجنبه مخاطر الانزلاق إلى حرب أهلية».
وأضاف أن «المبادرة الخليجية لاتزال قائمة (...) وصحة الرئيس علي عبدالله صالح جيدة عموما». وأشار إلى أن «محادثتنا عكست ارتياحاً إلى الأمن والاستقرار في البحرين والترحيب بإطلاق الحوار الوطني وإنشاء لجنة تحقيق بالأحداث التي شهدتها» البحرين.
وأكد الفيصل «رفض أي تدخل أو مغامرات خارجية بشأن البحرين أو أي محاولة للعبث بأمن دول الخليج». وقال رداً على سؤال ان «القوات السعودية ستعود من البحرين بمجرد انتهاء مهمتها هناك ووجودها ليس تدخلاً في شئون البحرين».
وفي إشارة إلى سورية دون أن يذكرها بالاسم، قال الفيصل إن المملكة حريصة على عدم التدخل في شئون الآخرين لكننا لا نستطيع إلا أن نشعر بالأسى والحزن لسقوط العديد من الضحايا المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال جراء الأزمات القائمة». وتابع «ندعو الجميع إلى تغليب صوت الحكمة والعقل وعدم إراقة المزيد من الدماء واللجوء إلى الإصلاحات الجادة».
وبالنسبة للبنان، أوضح وزير الخارجية السعودي «بحثنا تطورات الأوضاع، وتدعو المملكة جميع الفرقاء في لبنان إلى التعامل مع قرار المحكمة الدولية بكل هدوء وعقلانية بعيداً عن التشنج وتجنب أي تصعيد».
وأضاف «مع صدور قرار المحكمة نتمنى على المجموعات أن تسعى إلى تحقيق العدالة وتحكيم العقل وألا تترك هذه الحادثة تعيد عدم الاستقرار إلى لبنان خصوصاً وان الجميع قد صوتوا لصالح إنشاء المحكمة من ضمنهم الفئات السياسية التي تعارض نتيجة المحكمة الآن».
وتابع «نأمل تحكيم العقل والسير أمام حرية العدالة في هذه الجريمة الشنعاء حتى يستطيع لبنان أن يخرج أقوى مما كان عليه».
وبشأن ايران، أوضح الفيصل انه لدى دول مجلس التعاون الخليجي استراتيجية لحفظ أمنها، إيران دولة جارة كبيرة لها دور تلعبه لكن لكي يكون مقبولاً يجب أن يكون له إطار يضمن مصالح الدول الخليجية».
وأضاف «إذا كانت إيران تريد ممارسة دور قيادي في المنطقة، فيجب أن تأخذ في الاعتبار مصالح دول المنطقة وليس مصالحها فقط».
بدوره، قال هيغ «نعمل سوياً في فترة التغيير الكبير في المنطقة ونتعاون في سورية واليمن والبحرين (...) نطالب بشراكة أكبر للشارع والمزيد من حقوق الإنسان».
وأضاف «نشاطر السعودية القلق تجاه اليمن وندعم مبادرة مجلس التعاون الخليجي ونرحب بجهود السعودية في البحرين، حيث اعتقد انه تم تخفيض عديد القوات السعودية هناك».
وتابع وزير الخارجية البريطاني «بحثنا الأوضاع في سورية وأهمية أن تقوم السلطات فورا وبأسرع وقت ممكن بوقف العنف والبدء بإصلاحات». وبالنسبة لإيران، أوضح «سنبذل جهودا كبيرة لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية».
وبشأن ليبيا، قال إن «العملية مستمرة لوقت طويل هناك وسنواصل ضغوطنا الاقتصادية والدبلوماسية كما سيتكثف الضغط العسكري خلال الأسابيع المقبلة». وأوضح رداً على سؤال «هناك فرق بين سورية وليبيا فما نفعله في ليبيا يأتي استجابة لطلب جامعة الدول العربية. أما في سورية، فليس هناك طلب مماثل من الجامعة. ونحاول تمرير قرار في مجلس الأمن يدين العنف». وقد أوضح بيان بريطاني أن هيغ «سيشدد على الأهمية التي توليها المملكة المتحدة لعلاقاتها الثنائية» مع السعودية، وهي عازمة على تطويرها إلى «شراكة استراتيجية كاملة» تكون على مستوى الشراكة بين بريطانيا والقوى الكبرى الحليفة لها.
ونقل بيان عن هيغ قوله قبل مغادرته لندن انه «في لحظة التغيير التي لا سابق لها وهي مهمة جدا، هناك حاجة ماسة لتبادل الأفكار بشأن التطورات الإقليمية الراهنة، بما في ذلك كيفية العمل معا في هذه المنطقة المهمة استراتيجياً».
واعتبر أن «الأحداث أثبتت أن الحكومات بحاجة للاستجابة للدعوات المشروعة لمزيد من الحرية عبر الإصلاحات وليس القمع. وستتم مناقشة أهمية ذلك وتبادل الآراء بشأن الفرص والتحديات التي يمثلها الربيع العربي، فضلا عن مجموعة من القضايا الثنائية الأخرى»
العدد 3224 - الثلثاء 05 يوليو 2011م الموافق 03 شعبان 1432هـ