العدد 3223 - الإثنين 04 يوليو 2011م الموافق 02 شعبان 1432هـ

عام على رحيل فضل الله

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

قبل عام، وفي عصر الرابع من يوليو/ تموز، كان السيد عبدالله الغريفي، يتلو بيان نعي العلامة السيدمحمد حسين فضل الله، وفي عصر اليوم نفسه هذا العام، كانت بيروت تحتفل بالذكرى الأولى للرحيل. كان محفلاً جامعاً للطيف اللبناني، حافلاً بالبلاغة والرؤى، كما عهدناها في لبنان. بدأه نجله السيد علي فضل الله، الذي ذكّر بوصيته الدائمة بإكمال المسيرة.

ممثل البطريرك بشارة الراعي صاحب شعار «شراكة ومحبة»، ذكّر بما سلكه مع المسيحيين من سبيل المحبة والتسامح والحوار، على أساس فهمٍ عميقٍ للعلاقة بين المسيحية والإسلام، والتفاعل الإيجابي بين الحضارات والأديان، بما يمكن أن يغني لبنان والشرق.

ممثل المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب أكّد على أن يفتح المسلمون قلوبهم لبعضهم بعضاً، حتى لو اختلفوا في بعض المذاهب والأفكار، فإذا تنازعنا في شيء من أمور الشريعة والعقيدة، فعلى الجميع أن يرجعوا الأمر إلى الله.

مسئول العلاقات الخارجية في حركة حماس قال إن السيد كان واضحاً في أولوياته وأخلاقياته، فالمسلم لا يُكنُّ الحقد والبغضاء، ويبقى دائماً نقي القلب والسيرة والسريرة. وكان كثيراً ما يوصي أبناء الصحوة الإسلامية ألا ينسوا أنهم أصحاب قضية رسالية، سواء كانوا يعملون في مجال السياسة أو المال والأعمال أو الإعلام، وأن قضيتهم نشر قيم الحق والخير بين الناس. وأكد أن الوحدة كانت لدى السيد قضية أساسية وسلوكاً دائماً ووصيته الدائمة، إيماناً بأن الأمة الموحّدة لن تُهزَم، وما أسهل هزيمتها إذا تفرقت أيدي سبأ.

تحدّث في الحفل أيضاً وزير التعليم والبحث العالي في العراق علي الأديب، ومفتي طرابلس مالك الشعار، الذي أشار إلى متابعته منذ زمن بعيد لفتاوى ومواقف السيد فضل الله. أما نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، فقد أكد أن الإثارة المذهبية والتحريض الطائفي إنما يخدمان أميركا و «إسرائيل». وإن الخلافات يجب أن تبقى سياسية ولا يتم نقلها للإطار الطائفي كما تفعل السياسات الفاشلة. وذكّر بإشادة فضل الله باللقاءات بين أصحاب المذاهب الإسلامية ودعوته إلى احترام الاختلافات بين المذاهب وضمن المذهب الواحد؛ وما تعرّض له من محاولة اغتيال إرهابية في 1985 على يد الـ «سي آي ايه» لمعارضته مشروع التدخل الأميركي في المنطقة.

رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يمثل قامة لبنانية كبيرة، ذكّر بما يرسم للبنان والمنطقة من مخططات لتصعيد التوترات الطائفية، لاستبدال عدو الأمة التاريخي (إسرائيل) بعدوٍّ موهوم، استكمالاً لحروب الاستتباع الأهلية. وأيّد وثيقة شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب بشأن تحركات الشعوب العربية الحالية من أجل التغيير.

بعد نصف عام من رحيل فضل الله، تفجّر «الربيع العربي» في عدد من بلدان المشرق والمغرب، من أجل الحرية والكرامة واحترام إنسانية الإنسان الذي لا يحيا بالخبز وحده، مبشّراً بفتح صفحة جديدة واعدة من التاريخ. بعد عام من رحيل فضل الله، شهدت الساحة الكثير من التغيّرات التي كان يحلم بها. الأميركان بدأوا انسحابهم من العراق، وعلى أبواب الانسحاب من أفغانستان. فلسطين المحتلة التي كان يحلم بتحرّرها بدأ أبناؤها مشوار المصالحة الوطنية بلقاء فتح وحماس.

رحل فضل الله وترك فراغاً كبيراً لا يسده إلا رجلٌ من حجمه، إنسانٌ متجاوز للطوائف والمذاهب والأوطان. ترك إرثاً فكرياً وفقهياً وسياسياً، وترك تجربةً غنيةً في مجال «المبرات الخيرية»، بمؤسساتها الصحية والتربوية لرعاية المرضى والطلاب والمعوقين والأيتام

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3223 - الإثنين 04 يوليو 2011م الموافق 02 شعبان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 10:21 ص

      هذا السيد الأصيل وانت كذلك

      رحمك الله يافضل الله كنت روح الأنسانيه لاتفرق بين سني او شيعي كنت مسلم عربي اصيل لاتنحاز .... ....

    • زائر 8 | 8:49 ص

      المبرات الخيرية مدرسة ونموذج

      إن من أهم انجازت هذا السيد الشريف اهتمامه بالمؤسسات الخيرية والصحية والتعليمية وماعهد المعوقين الخاصة بالصم والمكفوفين. كان رائداً في هذ المجال فعلاً. تجربة المبرات الخيرية من أهم التجارب التي يجب الاستفادة منها في حياتنا المعاصرة.

    • زائر 7 | 8:46 ص

      العالم والفقيه والشاعر والأديب ورجل الدين والمثقف السيد محمد حسين فضل الله رحل وترك لنا ارثاً كبيرا .... ام محمود

      مقتطفات من مقال له بعنوان (الحوار في الإسلام)
      **للحوار في الإسلام معنى الإيمان في حركيته في انتماء الذات، فلا إيمان، في عمق الفكر وامتداده، من دون حوار، حتّى كأنّ الإسلام كله حركة حوار.
      **إذا كان الإسلام يشدد على الحوار الذاتي، على أساس أن يكون العقل قاعدة الإيمان، من حيث هو الذي يحدّد الحجة ويقيم البرهان، فإن من الطبيعي أن يشدد على الحوار مع الإنسان الآخر الذي يحمل الفكر المضادّ باعتبار أن ذلك يمثل التفكير بصوت مسموع.
      **إن الحوار يرتكز على الحرية الفكرية في الساحة الحوارية.

    • زائر 6 | 3:02 ص

      كل فتاويه جواهر في علم الاجتهاد

      مشكوووووووور يا ابن العم،
      كنا نخشى أن تنسى البحرين مناسبة رحيل هذا المرجع الكبير في خضم الأحداث المتلاطمة التي ما زالت تلطمنا على رؤوسنا في هذه الجزيرة الصغيرة بحجمها الكبيرة بناسها الأطياب أمثالكم يا سيد يا طيب يا ابن الأطياب.

    • زائر 5 | 2:08 ص

      فضل الله إمام الدعوة إلى الله

      هذا رجل عظيم أوقف نفسه للإسلام وكان إمام الدعوة إلى الله تعالى
      قدس الله نفسه الشريفة

    • زائر 4 | 1:46 ص

      فضل الله

      رحمه الله فقد كان نقي القلب طاهر السريرة يبادل من يؤذونه محبةً، كان رجل متقدما على عصره بأجيال في الفكر والروح، تعلمنا منه جميعا معنى المحبة حين قال اني أحبكم جميعا ونحن نحبك جميعا يا فضل الله علينا.

    • زائر 3 | 1:44 ص

      ما احوجنا الى وجود هذا العملاق

      تحليلات السيد فضل الله كانت تقارب الحقيقه و الواقع و كنا نستنبر بارائه في كل الحوادث ليرسم الخطوط العريضه لاي تحرك.
      يكفي هذا العملاق تصديه لالراء الشيطانيه للعدو الصهيوني و امريكا ليصبح المرشد الروحي للحركاة السلاميه التي هزمة و بكل فخر هذين الشيطانين. فرحمك الله و في الخالدين يا فضل الللللله

    • زائر 2 | 12:26 ص

      رحمك الله ايها المرجع المجاهد

      رحل فضل الله وترك فراغاً كبيراً لا يسده إلا رجلٌ من حجمه، إنسانٌ متجاوز للطوائف والمذاهب والأوطان. ترك إرثاً فكرياً وفقهياً وسياسياً، وترك تجربةً غنيةً في مجال «المبرات الخيرية»، بمؤسساتها الصحية والتربوية لرعاية المرضى والطلاب والمعوقين والأيتام.
      سلمت يداك سيدنا على الكتابة وجعلها في ميزان حسناتك يوم القيامة

    • زائر 1 | 12:14 ص

      رحمك الله

      رحمك الله يا فضل الله
      كنت خير سند للمسلمين كافة

اقرأ ايضاً