اكد رئيس هيئة شؤون الاعلام الشيخ فواز بن محمد ال خليفة أن ما نعيشه في مملكة البحرين من مشروع إصلاحي مستمر منذ أكثر من عشر سنوات بدأه ووضع أسسه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين حفظه الله ورعاه, وساعده في تنفيذه صاحب السمو الملكي الأميـر خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر و صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين قد افرز ميثاق العمل الوطني والدستور والتعددية
السياسية والإعلامية بجانب الانفتاح الاقتصادي الذي جعل البحرين محط أنظار العالم, كل ذلك قد فرض تحديا مهنيا وسياسيا على أجهزتنا الإعلامية كي تساير هذا الانفتاح وتلك الإصلاحات .
وقال في كلمة له في افتتاح ورشة عمل " دور الإذاعات والتلفزيونات في التعاطي مع الأزمات " التي انعقدت تحت رعاية معاليه وبالتعاون مع جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج إن إنعقاد هذه الورشة في مملكة البحرين في هذا التوقيت يعد برهانا على الدور الثقافي والإعلامي لمملكة البحرين ويؤكد عودة الحياة الطبيعية في المملكة في كافة المجالات خاصة وانه يتزامن مع مؤتمر "حوار التوافق الوطني" ذلك المؤتمر التاريخي الذي دعا إليه عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه ويشارك فيه كافة القوي الوطنية والذي يعد نقطة مفصلية في تاريخنا الحديث.
وقال معاليه إن انعقاد هذه الورشة في مملكة البحرين تأتي في إطار إستراتيجية أكبر تستهدف تفعيل دور الإعلام في دول المجلس وقيامه بدور اكبـر في التوحيد بين أبناء الأمة من ناحية وجعل إعلامُنا مؤهلاً للتعامل مع الأزمات في مواجهة "إعلام الأخر"من ناحية أخرى, بما يعكس التنسيق الإعلامي بين دول المجلس وإذاعاته ومحطات التليفزيون الرسمية فيها .
واضاف أن فلسفة إعلام الأزمة تؤكد لنا أنه من الصعب أن نتصور وجود جماعة بلا اختلاف وتعدد في الخطابات و المطروحات , كما أن الابتلاءات والمحن هي التي تحفز الإعلاميين على الثبات والوقوف بقوة وإرادة وتصميم كي يتغلبون عليها و ينجون بمجتمعاتهم بعيدا عن هذه المحن.
وبين انه إذا كانت الأزمات تحتاج إلى أداء إعلامي خاص ومتميز ,فمن ناحية أخرى فان التحديث والتطور الذي شهدته مجتمعاتنا الخليجية في كافة المجالات في السنوات الماضية تفرض علينا هي الأخرى أداءً إعلاميا متميـزا, كي نساير تلك النهضة البشرية والعمرانية غير المسبوقة في تاريخ مجتمعاتنا .
وتطرق الشيخ فواز بن محمد ال خليفة الى التطورات الإعلامية الحاصلة في العالم الان مشيرا الى بروز الإنترنت كوسيلة اتصالية كونية فرضت تحديات عديدة ذلك لأنها نقلت الإعلام من الهرمية إلى الشبكية وجمعت ما بين الاتصال الجماهيـري والشخصي والاتصال عبر الحاسبات وأوجدت التحول من مفهوم الإعلام إلى مفهوم الاتصال و أصبحت عملية تناقل المعلومات عملية تبادل واشتـراك في الأدوار بين المرسل والمستقبل وأصبحنا أمام جمهور أكثـر نشاطاً وقدرة على الاختيار.
وقال إن كل ذلك قد فرض تحديات كبيرة على الإذاعات ومحطات التلفزيون ليست الرسمية فقد بل والخاصة أيضا, وأصبح مفهوم "القرية الالكترونية" أكثر تطورا في وقتنا الراهن حيث برز ما يعرف "بالاتصال المندمج" الذي أوجد كل وسائل الاتصال في وسيط واحد يستطيع الإنسان حمله والتنقل به بسهولة .
واستطرد يقول انه بجانب هذه التحديات فإن الإعلام الرسمي في مجتمعاتنا عليه مسئوليات كبيرة لعل من أبرزها تأكيد الحفاظ على وحدة المجتمع والذود عنه في مواجهة المؤامرات الخارجية التي تستهدف كيانه وسلامته .بجانب تعزيز المواطنة والهوية الوطنية وتحقيق التآلف والانسجام بين أبناء المجتمع مهما تنوعت أصولهم الثقافية والاجتماعية ومصالحهم السياسية والاقتصادية مؤكدا أن الخطاب الإعلامي في الوسائل الرسمية يجب أن يستمر في وظيفته الأساسية كحلقة وصل أساسية أمينة بين رؤى السياسيين والجماهير , كما يجب أن يتسم بالهدوء وتوصيل المعلومات بأمانة ونزاهة, مستفيدا مما قدمته التقنيات الحديثة .
وقال إن ما مرّت به المنطقة العربية في هذه الآونة من أزمات ، يجعل لهذه الورشة أهمية كبيرة، خاصة وإنها تجمع نخبة من المفكرين والمتخصصين من كافة دول مجلس التعاون الذين يتناولون بالتحليل والنقاش دورَ الإذاعةِ والتلفزيون الرسمي في التعاطي مع الأزمات، ليلقون الضوءَ على محاورَ ذاتِ أهميةٍ بالغة في هذا المجال ، وصولا إلى رسمِ الاستراتيجياتِ الإعلاميةِ للتعاملِ معها والمساهمة في حلها, بحيث تفيد كافة أجهزة الإعلام في دول مجلس التعاون الخليجي.
واعرب الشيخ فواز بن محمد في ختام كلمته عن تثمينه للجهودَ الكبيرةَ التي بُذلت في سبيلِ انعقادِ هذه الورشة وعلى وجه الخصوص جهود جهازَ إذاعةِ وتلفزيونِ الخليج .
ثم القى سعادة السيد خالد الغساني الأمين العام المساعد للشئون الثقافية والإعلامية بالأمانة العامة لمجلس التعاون كلمة اكد فيها ان انعقاد هذه الورشة يأتي تفاعلا مع ماتشهده المنطقة من احداث ما يلقي بدور كبير على عاتق الإذاعات والتلفزيونات للتعاطي مع الأزمات بمزيد من الشفافية والنزاهة والمهنية مشيرا الى ان انعقاد هذه الورشة يتزامن ايضا مع انطلاق حوار التوافق الوطني في مملكة البحرين ليؤكد بشكل قاطع أن لغة الحوار هي اللغة المطلوبة في التعامل مع الأزمات معربا عن الدعوات الصادقة باسم الامانة العامة لمجلس التعاون الى جلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة ملك مملكة البحرين بالتوفيق لكل ما يحقق الوحدة الوطنية ويحفظ اللحمة الوطنية ويديم الامن والاستقرار على مملكة البحرين .
بعد ذلك القى مدير عام جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج عبدالله سعيد ابوراس كلمة في الافتتاح نوه فيها الى ان الهدف من تنظيم الورشة لايعني بأي شأن أو أزمة في اي دولة وانما هو موضوع مهني بحت كما ان ليس من اهداف الورشة التطرق الى دولة معينة خلال الحوار انما الهدف هو تحفيز اجهزة الإعلام على التعاطي مع الأحداث بنزاهة وشفافية ومهنية داعيا المشاركين التركيز على الإطار العلمي في الورشة .
وناقشت الورشة الرؤى حول اهمية وحدود الدور الذي تلعبه هذه الوسائل بين مؤيديها ومعارضيها من حيث دورها في تفاقم الأزمات أو المساهمة في حلها بالتحليل والشرح والتفسير وكافة إشكال التغطيات، كما تضمنت عددا من المشاركات حيث ناقش المحور الأول دور الإذاعات والتلفزيونات الرسمية في التعاطي مع الأزمات السياسية حيث تحدث الدكتور عمر عبدالعزيز حول قراءة وتحليل الأزمات السياسية في الإذاعات والتلفزيونات الرسمية والمعالجة الإخبارية للازمات السياسية العربية في الإذاعات والتلفزيونات العربية الرسمية، فيما تناول الدكتور عادل عبدا لكريم دور الإذاعات والتلفزيونات الرسمية في مواجهة التضليل الإعلامي والاعتماد على المقاطع المصورة من قبل العامة .
كما تناول المحور الثاني دور الإذاعات والتلفزيونات الرسمية في التعاطي مع الأزمات الاقتصادية حيث تطرق الدكتور زكريا تجرس لدور الإذاعة والتلفزيون أثناء الأزمات الاقتصادية فيما تحدث الأستاذ محمد كركوتي عن التأثيرات الاقتصادية للتغطية الإعلامية أثناء الأزمات الاقتصادية ودور الإذاعات والتلفزيونات الرسمية في معالجة تضخم وغلاء الأسعار .
وتناول المحور الثالث من ورشة العمل دور الإذاعات والتلفزيونات الرسمية في التعاطي مع الأزمات الاجتماعية حيث تحدثت الدكتورة بدرية الشحي عن تفاعل الإذاعات والتلفزيونات الرسمية مع مواقع التواصل الاجتماعي ( الفيسبوك , التويتر وغيرهما ) فيما تناول الدكتور حمود القشعان دور الإذاعة والتلفزيون تجاه القضايا الاجتماعية والكوارث الطبيعية , المخدرات , العنوسة وغيرها.