حسناً تفعل جمعية الوفاق بدخولها «حوار التوافق الوطني»، وهي بذلك تمد يدها مرّة أخرى أملاً في الخروج من الأزمة التي دخلت بها البحرين بعد أحداث 14 فبراير، وما دخولها اليوم إلا نتيجة دافع واحد هو «الوطن... أمنه واستقراره ومستقبله».
نعتقد بأنّ ما تريده «الوفاق» من حوار التوافق الوطني يصب في نفس الطموح الذي يريده البعض داخل هذا الحوار، ألا وهو إيجاد حلول سياسية حقيقية، تصب في مصلحة الوطن والمواطن، بحيث ننتهي من الأزمة في الدخول إلى مشاريع تنموية تعالج قضايا الهيكل الأساسي في البحرين، التي تأثرت كثيراً بعد أحداث 14 فبراير، وخصوصاً الهيكل الاجتماعي.
لاشك أن الطريق صعب هذه الأيّام على «الوفاق» بالذات من أجل إنجاح الحوار، وليس من المعقول عدم وجود تحدّيات أو مشكلات تتخلّل المرحلة المقبلة، ولكن لصناعة التاريخ لابد لنا من أن نؤرّخه بصورة صحيحة، حتى لا ينتهي بنا المطاف بأيدٍ خاوية.
البعض يظنّ أن الحوار شكلي وغير جدّي، ولكننا نستبشر فيه خيراً، فهو بداية الخلاص الحقيقي مما نحن فيه، وأهل البحرين هم من سيُنجحون الحوار، وليس غير ذلك، فهم الذي مدّوا أيديهم مطالبين، من الدوار إلى الفاتح، وهم من يترقّبون ما سيحدث بعد ذلك. ولن يستفيد أحد خارج دائرة البحرين من حوارنا ومن مطالبنا الشرعية.
هناك ملفّات ساخنة ستنفتح خلال حوار التوافق الوطني، وملفّات أكثر سخونة ستكون موجودة على الطاولة، وعلى القائمين محاولة الوصول إلى قرارات حكيمة ستنهي أزمتنا وتعدّل وضعنا، وترجع أمورنا إلى ما كانت عليه أو أفضل.
والحقيقة هي ذاتها بأنّ الحلول السياسية الحقيقية فقط، هي التي ستُنجح الحوار، وهي التي ستعالج القضايا، ويكفينا هدراً للوقت، فإن كنّا فعلاً نحب وطننا الغالي البحرين، لابد لنا من استشعار ألمه، وما يريده المواطن البسيط يكون أولوية تُقدّم على ما يريده السياسي والاقتصادي والعالِم.
ها نحن نسحب المعلومة عمّا يدور في طاولة الحوار، من هنا ومن هناك، وبالطبع ما نريده اليوم هو الشفافية التامة من أجل وصول المعلومة إلى كل بيت، وإلى كل من طالب وإلى كل من اتّفق أو اختلف. فالموقف السياسي مستعر، والجميع يترقّب مناوشات ومناقشات وجدال، ولكننا نترقّب في النهاية الحلول التي ستخرج من هذا الحوار، الذي طالب به ولي العهد سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة قبل كل شيء.
لا تنسوا أنّنا نحن من ننجح الحوار ونحن من نفشله، وما اتّحادنا إلا قوّة لنا في حوار التوافق الوطني، ولسنا في بطولة من يكسب، بل في من يحافظ على وطنه، الذي ترخص له الروح والأفئدة.
فلندعُ الله أن يوفّق الجميع لهذا الحوار، وأن تمر الأيّام، ونخرج بنتيجة حقيقية وبحلول سياسية متينة الأطر، بحيث لا نرجع بعد ذلك كلّه بـ «خُفّي حنين»، ونعود إلى الخسارة مرّة أخرى
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 3221 - السبت 02 يوليو 2011م الموافق 30 رجب 1432هـ
مجرد رأي...!
ما يعاب على بعض الكتاب وكذلك البعض من عموم القراء أنه إذا كان موقف الآخر يتوافق مع ما أراه أنا وأرتضيه حينها أصفق له، ولكن متى ما ختلف عن رأيي فأنا وكل ما أستطيع أن أجيشهم نشنع عليه !
نعم نحن البحرينيون
نحن من سينجح الحوار بارادتنا ومسؤوليتنا تجاه الاجيال القادمه .بارك الله بك استاذه مريم
متي يعود المفصلوين !!!!
..........
لن يُنشر التعليق ... فلا جدوى إذاً من كتابته!!
مع وافر التحية
صح لسانك يا بنت البحرين
وشكراً على الكلام المتزن