لجأ مرضى السكلر بمركز كانو الصحي والاجتماعي الواقع بمنطقة السلمانية إلى تنفيذ إضراب عن الطعام بدءاً من يوم الجمعة (1 يوليو/ تموز 2011)، بسبب ما أسموه «استمرار تلقيهم المضايقات والإهانات من بعض حراس أمن المركز، إلى جانب القرارات والإجراءات التعسفية التي يلاقيها المرضى من قبل إدارة المركز من دون أية أسباب تذكر طوال فترة شهرين تقريباً».
ووصف بعض المرضى بالمركز الوضع هناك بأنه «أشبه بالعيش في سجن، لأن المريض أصبح ممنوعاً من التجوال أو المشي في ممرات المركز حتى وإن اقتضت حالته الصحية ذلك، فضلاً عن عدم إمكانية تلقيه العلاج لمرتين في اليوم الواحد إلا في حال رغب حارس الأمن الذي يبدو أن كامل الصلاحية متوافرة لديه بالمركز علاوة على كونه حارس أمن فقط». وذكر المرضى الذين فضلوا عدم ذكر أسمائهم، أنهم «لجأوا إلى خطوة الإضراب عن الطعام بعد فشل كل المحاولات مع إدارة المركز ضمن خطابات وطلب لقاءات مع المسئولين لتلافي المشكلات الواردة أو حلها تدريجيّاً»، مشيرين إلى أنهم «تلقوا تهديداً من أحد حراس الأمن بالمركز مضمونه أنهم سيطردون في حال أصروا على الإضراب عن الطعام». واستعرض المرضى جملة من المشكلات التي يواجهونها في المركز طوال فترة الشهرين تقريباً بحسب ما أدلوا به، مفيدين بأن «المرضى ممنوعون من المشي أو التجوال قليلاً في ممرات المركز حتى وان اقتضت حالتهم الصحية ذلك، إذ يصر أمن المركز على ضرورة البقاء في الغرفة والتزام السرير حتى وإن أثر ذلك على الحالة الصحية، وذلك في إطار تعامل سيئ يشوبه الكثير من الإهانة والتعدي على شخوص المرضى. بالإضافة إلى عدم إمكانية جلب أية أطعمة من خارج المركز، وفي حال الموافقة على ذلك، فإنه يتعرض للتفتيش الدقيق الذي قد لا يصلح بعده للأكل أصلاً، مع العلم أن الكثير من الأطعمة تم رفض إدخالها وفقاً لأمن المركز». وتابعوا في هذا الإطار «بعض المسئولين والأطباء في المركز الصحي يتعاملون مع المرضى، وخصوصاً مرضى السكلر منهم، بصورة مهينة بلغت إلى وصفهم بالمدمنين وليس المرضى، وهو ما يؤثر كثيراً على نفسياتهم ووضعهم الصحي في الوقت الذي يستغربون هذا التعامل المبني على توجهات سياسية وطائفية بحتة. فضلاً عن عدم إمكانية ركن مرضى السكلر تحديداً سياراتهم في المواقف الخاصة بالمركز بسبب عدم سماح الأمن هناك ببقائها وطلب إجلائها فوراً في حال اضطر المريض إلى أن يرقد». واختتم المرضى حديثهم مبينين أنهم طلبوا عدة مرات التقاء المسئولين في المركز، فضلاً عن خطابات وجهت إلى الإدارة تتضمن ما يعانيه مرضى السكلر تحديداً من مشكلات منذ شهرين تقريباً، إلا أنه لم ترد أي أمور إيجابية على غرار ذلك. منوهين إلى أن عدد المرضى في المركز يبلغ نحو 45 مريضاً، بالإضافة إلى قسم الطوارئ والحالات الحرجة.
يأتي ذلك، عقب تصريح ورد خلال الأسبوع الماضي لرئيس جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر، زكريا الكاظم، مفاده أن «أحد الحراس بمركز إبراهيم خليل كانو الصحي والاجتماعي، اعتدى بالضرب على مريض سكلر، وقام بقذفه وطرده من المستشفى».
وأوضح الكاظم لـ «الوسط» حينها، أن هذا «الحارس وهو تابع لشركة خاصة تقدم خدماتها لوزارة الصحة، قام بالاعتداء على أحد مرضى السكلر، من دون أسباب واضحة، مشيراً إلى أن رجل الأمن نفسه، قدمنا عليه بعض الملاحظات في وقت سابق، لإدارة المركز، إلا أنه لم يتخذ أي إجراء بحقه». وذكر أن «هذا الحارس قام بفصل كل أجهزة التلفاز من المركز، وكأنما عاقب جميع مرضى السكلر الموجودين في المركز، بسبب قيام مريض واحد فقط، بتركيب محوّل كهربائي مكان محوّل الكهرباء الخاص بالتلفاز». واعتبر الكاظم أن «هذه التصرفات غير مسئولة، ولا تمت إلى وزارة الصحة بصلة»، لافتاً إلى التقائهم «مسئولة المركز، ونقلنا لها امتعاضنا مما يحدث لمرضى السكلر، ومن المقرر أن تشكل لجنة تحقيق، ويحضر فيها جميع الأطراف المعنيين بما حدث لمريض السكلر من اعتداء وإهانة»
العدد 3221 - السبت 02 يوليو 2011م الموافق 30 رجب 1432هـ