رأى إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، أن مسئولية إنجاح حوار التوافق الوطني، تقع على عاتق جميع المتحاورين والمشاركين في الحوار، مؤكداً على ضرورة أن يحدد المشاركون الأهداف من الحوار والنتائج التي يتوقعها الجميع منه.
وأكد القطان في خطبته أمس الجمعة (1 يوليو/ تموز 2011)، على أن: «هناك استعداد من الدولة ورغبة جامحة في إنجاح هذا الحوار، وجلالة الملك هو أول الحريصين على ذلك، وبالتالي لابد من استثمار هذه الرغبة الصادقة من خلال طرح ما هو ممكن وما هو حق من حقوق المواطنين في حياتهم ومعاشهم وأوضاعهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية، طالما أن فرص الاستجابة له عالية وممكنة. فاغتنموا هذه الفرصة، وسجلوا للوطن نقطة مضيئة يتذكركم بها التاريخ، والجيل القادم».
ودعا القطان المشاركين والمتحاورين في حوار التوافق الوطني، إلى «أن يبتعدوا عن إثارة الطائفية والفئوية، وأن يحرصوا على مصلحة وطنهم ومواطنيهم، وأن يحافظوا على وحدتهم الوطنية، ويتمسكوا بثوابتهم ومكتسباتهم التي تحققت في السنوات الماضية».
وأضاف: «على المتحاورين أن يجددوا البيعة والحب والولاء لقادتهم الشرعيين لهذه البلاد وهم آل خليفة الكرام، ويدعموا خطوات ومبادرات جلالة الملك حمد بن عيسى نحو الإصلاح والرقي والتقدم، وسيادة القانون بمملكتنا الغالية البحرين في ظل المشروع الإصلاحي الكبير، الذي طرحه جلالته وأرسى قواعده منذ فجر توليه مقاليد الحكم بالبحرين».
واعتبر القطان أن «حوار التوافق الوطني يمثل فرصة ثمينة، يجب استغلالها لتحقيق التوافق بين مختلف شرائح المجتمع، وأطيافه واتجاهاته السياسية، وتأكيد صدق نوايا الإصلاح والارتقاء بالوطن وتقدمه وازدهاره»، مخاطباً المتحاورين بقوله: «اجتماعكم للحوار يجب أن يكون متجرداً من كل المصالح والأطماع والرؤى الشخصية والعاطفية والطائفية، مبتعداً عن الاختلافات في الآراء، وموجهاً تركيزه إلى عودة أهل البحرين إلى لحمتهم الوطنية المعروفة والمتميزة، بعيداً عن أي تدخل خارجي أو تأثير من أطراف خارجية على بعض الأطراف المتحاورة. قائماً على أسس ومبادئ ثابتة تضع في أولوياتها أمن الوطن وأمان المواطن والإصلاح الشامل والثوابت الوطنية وإيمان المتحاورين بها».
وأكد القطان على أنه «بالحوار الوطني التوافقي، نستطيع أن نعالج جراحنا، ونحل جميع مشكلاتنا، ونتجاوز معضلاتنا، ونعيد إصلاح أحوالنا وأوضاعنا، واختيار أهدافنا، ونزرع الثقة من جديد بين أبناء وطننا الغالي».
ودعا القطان: «جميع قطاعات ورجالات البحرين، للوقوف صفاً واحداً لإنجاح مسيرة الحوار الوطني الشامل، وليتقدم هذه المسيرة الحكماء والعقلاء من العلماء والمثقفين ونواب الشعب وأهل الفكر والقلم والجمعيات السياسية والحقوقية وغيرهم من مكونات شعب البحرين الكريم».
وأشار إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي إلى أن: «إننا اليوم بحاجة ماسة إلى وقفة جادة وحازمة وصادقة، لنتجاوز الأزمة والمحنة التي مرت وعصفت بالبلاد، نتجاوزها بقلوب مؤمنة بأن البحرين لأهلها جميعاً، وأنه لا غنى لأهلها عن بعضهم بعضاً، سنة وشيعة وغيرهم من مكونات هذا الشعب الكريم، فلنكن جميعاً مفاتيح للخير والصلاح، مغاليق للشر والفساد، دعاة للحق والعدل والسلام، ميسرين له لا معسرين، ومتعاونين لا مختلفين، ومتطاوعين لا متنافرين، وطالب القطان: «ولنقف جميعاً خلف قادتنا وولاة أمورنا بعزم وقوة وثبات، ولنكن معاً كما كنا من قبل، ولنبقى للبحرين وتبقى لنا شامخة عزيزة قوية بفضل الله تعالى، ثم بفضل وَحْدَتِنَا وأُخُوَّتِنَا وأُلْفَتِنَا وتَمَاسُكِنَا، وطاعَتِنَا لَوْلِيِّ أمرنا وتعاوُنِنا فيما بَيْنَنَا، وليكن الحوار الهادف منهجاً لنا، نستخدمه في حل مشكلاتنا، وإدارة شئوننا، ولنغلب مصلحة الوطن على أي مصالح أخرى شخصية كانت أو طائفية أو فئوية»
العدد 3220 - الجمعة 01 يوليو 2011م الموافق 29 رجب 1432هـ