باتت ظاهرة الأسواق المتنقلة سمة بارزة في إنعاش الحركة في مختلف قرى ومناطق البحرين التي تحط هذه الأسواق الرحال فيها، وأخذت هذه الأسواق في الاتساع منذ بروزها في البحرين قبل عدة سنوات، كما أخذت في التطور وأصبحت اليوم تجتذب الكثير من الزبائن، فيما يلحظ المراقب أن غالبيتهم من النساء، إذ استطاعت هذه الأسواق أن تشدّهم للتسوق فيها، وخصوصاً أنها باتت تعرض منتوجات متنوعة وبعضها يحمل أسماء ماركات عالمية.

هذه الأسواق المتنقلة باتت تشكلُ طابعاً يميز الحياة في القرى، كما أنها نجحت في أن يكون لها حضوراً لافتاً في المناطق البحرينية، وذلك لأنها سهّلت على أهالي القرى في توفير احتياجاتهم من دون الحاجة إلى التوجه إلى المجمعات التجارية أو الأسواق المتناثرة في المناطق الأخرى، والجميل في الأمر أنها تتنقل بشكل يومي من منطقة إلى أخرى وفق جدولٍ بات معروفاً لدى الباعة الذين يحرصون على الحضور قبل ساعات من موعد بدء السوق من أجل تجهيز البضاعة والتفنن في عرضها لاجتذاب أكبر قدر ممكن من الزبائن.

إلى ذلك، أفاد البائع في الأسواق المتنقلة عاطف مهدي أن الحركة في هذه الأسواق تشهد إقبالاً متوسطاً من قبل الزبائن، وأشار إلى أن معظم الباعة الجائلين يواجهون صعوبة في السفر إلى دول الخليج لجلب البضائع وذلك بسبب منع السفر عن طريق جسر الملك فهد.

وأضاف «حاولت عدة مرات الخروج من جسر الملك فهد من أجل الذهاب إلى المملكة العربية السعودية أو دولة الإمارات العربية المتحدة لاستيراد بعض الملابس والحاجيات والبضائع للسوق، إلا أن ذلك لم يجد نفعاً»، منوهاً إلى أن السفر عن طريق الطيران مكلف ولا يجني البائع جراء ما يبيعه إلا النزر القليل.

وذكر مهدي أنه يعمد في الوقت الحالي على الشراء من المحلات التجارية الكبرى المتواجدة في البحرين، إذ يحصل على البضائع بأسعار الجملة، وذلك على اعتبار أن جسر الملك فهد مغلق أمام البحرينيين ولا نستطيع الخروج إلى الدول الأخرى، وأشار إلى أن بعض الباعة يستوردون بضاعتهم من تايلند والصين أو التعامل عبر الإنترنت، إذ يحصلون على البضائع بأسعار مخفضة.

وبين مهدي أن الأسواق المتنقلة تعمل طوال أيام الأسبوع، إذ تكون في كل يوم في منطقة وتكون على فترات صباحية ومسائية، لافتاً إلى أنه يعتمد على هذه المهنة كمصدر رئيسي لإعالة عائلته وتوفير متطلبات الحياة اليومية. وفيما يتعلق بالأسعار وما إذا كانت مشابهة لما هو معروض في الأسواق العادية، قال إن أسعار بضاعتنا أرخص من الأسواق العادية وتنافسية، مشيراً إلى أن هناك ماركات معروفة (تقليد) يتم عرضها في هذه الأسواق، وهذه الماركات تلقى رواجاً كبيراً بين زبائن الأسواق المتنقلة.

أما البائع حسن علي، فقال إن الحركة في السوق متوسطة وتعتمد على المواسم إذ يزداد إقبال الزبائن على الشراء وخصوصاً مع تسلم الرواتب، وأشار إلى أنه يستورد بضاعته من الصين وتايلند والإمارات.

ولفت إلى أن هناك مصانع متخصصة في الخارج لتصنيع الملابس التي تحمل ماركات عالمية معروفة، منوهاً إلى أن أسعار البضائع المعروضة في الأسواق المتنقلة في متناول الطبقة الفقيرة والمتوسطة في مملكة البحرين.

وذكر علي أنه يعتمد على هذه المهنة كمصدر رئيسي في الدخل، على اعتبار أنها توفر له المبلغ الذي يساعده في توفير احتياجات عائلته.

من جانب آخر، أفاد أحد الباعة أن الحركة في السوق معتدلة وهناك إقبال كبير من شرائح المجتمع البحريني والأسر متوسطة الدخل وذلك بسبب رخص السلع والبضائع المعروضة التي تناسب موازنتها.

وأشار إلى أن غالبية الباعة يستوردون بضائعهم من التجار المحليين والإمارات، اندنوسيا، الصين، وتايلند، لافتاً إلى أنه لا يعتمد على مدخول هذه المهنة كمصدر رئيسي بسبب أن مدخولها ليس مستقراً ومحدوداً.

فيما قال بائع آخر إن الحركة تشهد انتعاشاً مع قدوم موسم الصيف، إذ كانت الحركة قبل ثلاثة الأشهر الماضية متوقفة نوعاً ما بسبب الأحداث التي مرت بالبحرين إلا أن هذه الأسواق انتعشت مرة أخرى.

ولفت إلى أن هناك باعة يعتمدون على هذه المهنة كمصدر رئيسي وهناك من يعتبرها مهنة مساعدة، إذ يوجد هناك باعة موظفون في القطاع العام والخاص.

وفي الأسواق المتنقلة لا يقتصر الأمر على باعة من الرجال، بل إن النساء لهنّ حضورهنّ في هذه الأسواق، من خلال منافسة الرجال في عملية البيع، إذ تشهد السوق محاولات نسائية للبيع أسوة بالرجال، كما تسعى النساء لإثبات قدرتهن على النجاح في هذا المجال، الذي لا يخلو من مشقة نقل البضائع بشكل يومي من منطقة لأخرى