قال سكان ونشطاء إن الدبابات السورية قصفت منطقة تلال في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد أمس الأربعاء (29 يونيو/ حزيران 2011) فيما يأتي في إطار حملة عسكرية يتسع نطاقها لقمع الاحتجاجات في المناطق الريفية تسببت في تدفق آلاف اللاجئين على تركيا.
وقال أحد سكان قرية كنصفرة في منطقة جبل الزاوية غربي الطريق السريع الرئيسي الذي يربط مدينتي حماة وحلب «اسمع أصوات انفجارات قوية على بعد 20 كيلومتراً إلى الشمال... حول قريتي راما وأورم الجوز. أقاربي هناك يقولون إن القصف عشوائي». وقال ساكن آخر إن 30 دبابة نقلت يوم الاثنين من قرية بادما على الحدود التركية حيث اقتحمت القوات المنازل وأحرقت المحاصيل في جبل الزاوية.
وقال نشطاء حقوقيون إن الجنود وقوات الأمن ومسلحين موالين للأسد قتلوا أكثر من 1300 مدني منذ تفجرت الانتفاضة للمطالبة بإصلاحات سياسية في سهل حوران الجنوبي في مارس/ آذار بينهم 150 قتلوا في عمليات الأرض المحروقة في ادلب. وهم يقولون إن عشرات من الجنود والشرطة قتلوا أيضاً لرفضهم إطلاق النار على المدنيين.
وقالت السلطات السورية إن أكثر من 250 من الجنود والشرطة قتلوا في اشتباكات مع «جماعات إرهابية مسلحة» يلقون عليها اللوم في مقتل معظم المدنيين. وقالت مستشارة الرئيس بشار الأسد، بثينة شعبان لشبكة تلفزيون «سكاي نيوز»: «نأمل بإجراء الحوار الوطني والتعجيل به وأن نتمكن من عزل أي جماعة متشددة أو عنيفة وأن نعمل مع المجتمع الدولي للتغلب على هذه المشكلة الكبيرة».
وقال رئيس المنظمة السورية لحقوق الانسان عمار القربي إن القصف الأخير يبدو أنه تحضير لاقتحام منطقة جبل الزاوية التي تضم عدة قرى على بعد 35 كيلومتراً إلى الجنوب من الحدود مع تركيا والتي شهدت انتشاراً للاحتجاجات على حكم الرئيس بشار الأسد الذي بدأ قبل 11 عاماً. وقال القربي وهو من ادلب «جبل الزاوية كان من أول المناطق في سورية التي نزل فيها الناس إلى الشوارع مطالبين بسقوط النظام. وهجمات الجيش الآن وصلت إليهم وسوف تؤدي على الأرجح إلى مزيد من أعمال القتل ومزيد من اللاجئين إلى تركيا».
ومن ناحية أخرى قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن باريس تشعر بقلق بالغ لاستمرار العنف في سورية قائلة «الإصلاحات والقمع لا يتفقان». وأضاف فاليرو أن السلطات السورية اتخذت خطوة إيجابية بسماحها بعقد اجتماع يوم الإثنين في دمشق لمثقفين بينهم بعض شخصيات المعارضة. وقال «عقد مثل هذا الاجتماع أمر إيجابي ونأمل أن يكون نقطة الانطلاق نحو حوار سياسي وطني حق يساعد على إيجاد مخرج من الأزمة»
العدد 3218 - الأربعاء 29 يونيو 2011م الموافق 27 رجب 1432هـ