قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو يوم الثلاثاء إن الزعيم الليبي معمر القذافي قد يسقط خلال شهرين او ثلاثة بينما حاولت المعارضة البناء على التقدم التدريجي نحو طرابلس. ومورينو اوكامبو الذي اعلن يوم الاثنين عن صدور مذكرة اعتقال للقذافي بتهمة ارتكاب جرائم في حق الإنسانية هو احدث مسؤول دولي يقول ان الزعيم الليبي سيستسلم قريبا لانتفاضة يدعمها حلف شسمال الاطلسي.
وقال مورينو اوكامبو للصحفيين في لاهاي حيث وافقت المحكمة على مذكرات اعتقال القذافي وابنه سيف الاسلام ورئيس المخابرات الليبية عبد الله السنوسي "اليوم هو وقت الاعتقال". وأضاف "إنها مسألة وقت... سيواجه القذافي اتهامات. لا أعتقد أننا سنضطر للانتظار طويلا... سينتهي الأمر في غضون شهرين او ثلاثة" وترفض ليبيا ولاية المحكمة وتنفي استهداف المدنيين قائلة انها اضطرت للتصدي لعصابات اجرامية مسلحة ومتشددين من تنظيم القاعدة. وفي ظل عدم وجود فرصة تذكر لاعتقال القذافي اذا بقي في السلطة انتهز خصومه فرصة امر الاعتقال لتبرير حملة القصف التي يشنها حلف الاطلسي منذ ثلاثة اشهر ولمحاولة حشد الرأي العالمي لدعم العملية. وفي واشنطن ايدت لجنة في مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قرار يجيز رسميا استمرار مشاركة الولايات المتحدة في العملية العسكرية التي يقودها حلف شمال ألأطلسي في ليبيا.
ووبخ اعضاء اللجنة اوباما لعدم سعيه للحصول على موافقة الكونجرس في المقام الاول. وفي تصريحات تجعل فيما يبدو اي تسوية اقل احتمالا قالت المعارضة بعد محادثات في باريس انه حتى المحادثات غير المباشرة مستبعدة الان مشددة من نهجها الذي كان يعترف حتى الان بالمحادثات عن طريق وسطاء. وقال محمد شمام المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي عقب اجتماع في باريس مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إنه لا يعتقد ان هناك أي مجال لاجراء اتصال مباشر أو غير مباشر مع القذافي. وفي معقله في بنغازي بشرق ليبيا استضاف المجلس الانتقالي وزير الخارجية البلغاري الذي انضمت بلاده ورومانيا يوم الثلاثاء إلى قائمة باتت تضم 22 دولة تعترف بالمجلس كممثل للشعب الليبي. ولم تحرز المعارضة سوى تقدم بطيء منذ بدء القصف الغربي قبل ثلاثة اشهر لكنها تقول انها تتقدم اخيرا نحو طرابلس. وحقق مقاتلو المعارضة في منطقة الجبل الغربي الى الجنوب الغربي من طرابلس اكبر تقدم منذ اسابيع بالوصول يوم الأحد الى بلدة بئر الغنم حيث يقاتلون قوات القذافي للسيطرة على البلدة وذلك فق ما ذكره متحدث باسم المقاتلين. وتقدمت قوات المعارضة بذلك 30 كيلومترا شمالا من مواقعها السابقة مقتربة من طرابلس. وقال متحدث باسم المعارضين إن معارك أخرى اندلعت يوم الاثنين. وأضاف "دارت معارك مساء أمس في بئر عياد وبئر الغنم. استخدمت الكتائب (القوات الحكومية) صواريخ جراد. توقف القتال فيما بعد عقب ضربات من حلف الأطلسي".
وقال مصور لرويترز ان المعارضة حاولت انقاذ اسلحة من مستودع سلاح تابع للقذافي على بعد 20 كيلومترا الى الجنوب الشرقي من بلدة زليتن القريبة بعدما تعرض لقصف حلف الاطلسي لكن النار التي شبت في المستودع حالت دون ذلك. وفي جبهات اخرى للقتال قال متحدث باسم المعارضين في مصراتة هاتفيا إن قوات القذافي قصفت أحياء البلدة الساحلية التي تقع على بعد نحو 200 كيلومتر إلى الشرق من طرابلس. ونقل عن مسعفين قولهم ان شخصا قتل واصيب ثلاثة اخرون بجراح. وفي لندن قال وزير بريطاني للصحفيين ان فريقا يخطط لليبيا بعد الصراع اوصى بترك قوات القذافي الامنية دون حل بعد انتصار المعارضة لتجنب خطأ حدث في حرب العراق. وقال وزير التنمية الدولية اندرو ميتشيل "احد الاشياء الاولى التي يجب ان تحدث فور سقوط طرابلس هو ان يتصل احد هاتفيا بالرئيس السابق لشرطة طرابلس ويبلغه انه حصل له على وظيفة وانه يجب عليه ضمان سلامة وامن شعب طرابلس." وسيقدم تقرير الفريق الذي يقوده بريطانيون في الاجتماع المقبل لمجموعة الاتصال بشأن ليبيا يوم 15 من يوليو تموز. واصطحبت الحكومة الليبية صحفيين الى بلدة بني وليد -وهي معقل قبلي على بعد 150 كيلومترا جنوب شرقي طرابلس- لحضور تجمع حاشد مؤيد للقذافي. وقالت مدرسة عمرها 20 عاما وهي واحدة من بين 200 من انصار القذافي اغلبهم نساء "نحن هنا لاظهار ان جميع الشعب الليبي يحب القذافي."