العدد 3217 - الثلثاء 28 يونيو 2011م الموافق 26 رجب 1432هـ

جمعة المخدرات!

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

أحمد لوزارة الشئون الإسلامية في المملكة العربية السعودية أنها خصصت الجمعة الماضية للحديث عن خطورة المخدرات، وأعتقد أن جميع خطباء الجمعة فعلوا ذلك، والواقع أن هذا الموضوع لا يهم السعودية وحدها بل يهم جميع دول الخليج خصوصاً، وكل دول العالم عموماً.

إن موضوع المخدرات يشكل خطورة قصوى على أمن الخليج كله؛ الأمن السياسي والاجتماعي والاقتصادي، بل والصحي كذلك، كل ذلك يستدعي نظرة شمولية عن كيفية التعاطي مع هذه الحالة الخطيرة التي فتكت بمجموعة كبيرة من شباب السعودية والخليج ومن كلا الجنسين.

الأرقام التي تنشرها الصحف وكذلك المراكز المتخصصة عن حجم انتشار المخدرات ونوعية متعاطيها، والكميات الهائلة التي يتم منعها من التسويق والقبض على مروجيها، أرقام تستحق أن يقف عندها كل مواطن سعودي وخليجي ليتأمل كم هي مخيفة، ولنفكّر معاً عن الأسلوب الأمثل للتعاطي مع مثل هذه الأرقام ومروجيها والذين يستخدمونها.

الأجهزة الأمنية تقوم بعمل كبير في منع انتشار المخدرات، لكن الإحصاءات التي تصدرها بعض المراكز المتخصصة تقول إن حجم الكميات المصادرة من المخدرات بكل أنواعها لا يزيد على 30 في المئة من حجم الكميات التي يستطيع المروجون والمهربون توزيعها بين الناس! فإذا عرفنا أن السعودية وحدها تقبض سنويّاً على ملايين حبوب الهلوسة والمخدرة، وكذلك أطنان الحشيش والهيروين، ندرك حجم الخطر من جراء توزيع الـ 70 في المئة التي لا يتم الإمساك بها فيتم استخدامها. وأعتقد أن هذه النسبة هي ذاتها أو قريباً منها هي التي توجد في كل دول الخليج.

الشيء الأخطر - وكل ما في المخدرات خطر - أن الإحصاءات تؤكد أن نسبة أعمار متعاطي المخدرات ما بين 12 و35 سنة! أي أن الشباب هم المستهدفون من عمليات الترويج، ومعلوم أن كل أمة تتطلع إلى شبابها لبنائها وحمايتها وتربية الأجيال المقبلة. ولنا أن نتخيل كيف سيكون حال بلادنا إذا كانت نسبة عالية من شبابها مخدرين ويشكلون عبئاً سلبيّاً كبيراً على أسرهم ومجتمعهم.

مرة أخرى الإحصاءات تقول: إن نسبة المتعاطي تشكل حوالي 5 في المئة من نسبة السكان عالميّاً، وربما تكون هي النسبة ذاتها الموجودة في دول الخليج! وهذه النسبة للأسف تتزايد لأسباب عدة لا يتسع هذا المقال لذكرها كلها، وللأسف - مرةً أخرى - إن نسب تعاطي الفتيات يتزايد عاماً بعد آخر، بعد أن كنا نعتقد أنهن بعيدات عن هذه المصيبة!

في ظني أننا جميعاً لا نختلف على خطورة المخدرات، لكننا نود أن نتفق على أفضل الوسائل للتقليل منها.

الفراغ أكثر ما يوقع الشاب في تعاطي المخدرات، ولهذا يقولون: إن المروجين يجدون فرصتهم في الإجازات، ولهذا لابد لكل دولة – خصوصاً دولنا الخليجية – أن تقوم بعمل دورات وما أشبه لكل الشباب من الجنسين، وكذلك إيجاد وسائل ترفيه مشجعة في الصيف في بلادهم. حبذا لو أن وزارات السياحة وأشباهها تشرف على رحلات شبابية تحقق للشاب المتعة والفائدة في وقت واحد.

وزارات الشئون الإسلامية، والتربية، ورعايات الشباب أو الوزارة المختصة، كلها مدعوة إلى إشغال أوقات الشباب بما يفيدهم، وهذا عمل يسهم في تخفيف ظاهرة انتشار المخدرات.

أخيراً... يجب إيقاع العقاب بكل مروجي المخدرات مهما تكن مكانتهم

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 3217 - الثلثاء 28 يونيو 2011م الموافق 26 رجب 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • مواطن مستضعف | 1:47 ص

      المخدرات آفة تنخر بجسد الشعوب و الأمم و يجب القضاء عليها!!

      كما يجب القضاء على الآفات الأخرى كآفة الجوع الفقر و الظلم و القهر و غيرها.

اقرأ ايضاً