في مؤتمرها الصحافي الأخير، أعلنت وزيرة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية عن «تغطية البحرين غالبية الاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، وتعمل على الالتزام بكل ما جاء فيها، بما فيها مكافحة الاتجار بالأفراد وذوي الاحتياجات الخاصة والطفولة والمسنين».
في المؤتمر كشفت الوزيرة عن قضيتين مهمتين: محاولة فتح قنوات تواصل مع المنظمات الدولية باعتبارها ثغرة قديمة يجب ردمها؛ وتخصيص ملحق لحقوق الإنسان في عدد من السفارات البحرينية في الخارج، بدءاً بجنيف ونيويورك، البابين القذرين اللذين يأتي منهما الريح.
ما فهمه الرأي العام من خلال المؤتمر الصحافي، أن هناك اعترافاً ضمنياً بأن بعض الجمعيات الحقوقية التي شُكّلت قبل سنوات، والتي تصنف دولياً ضمن منظمات «الغونغو»، لم تقم بواجبها المناط بها، على رغم ما صُرف عليها من موازنات.
المؤتمر الصحافي أثبت وجود تنسيق وتبادل في الأدوار، بين الوزارة وهذه المنظمات، ما أسمته الوزيرة بأنه تكميل لبعضهما، ما ينفي وبشدة استقلاليتها. وهو ما تم التشنيع بسببه طوال سنوات على منظمات حقوقية أهلية أخرى مستقلة، كانت تُتهم بالخلط بين السياسي والحقوقي، والتبعية للجمعيات والتيارات السياسية.
الوزارة تدرك الآن حدود اللعبة بعد أن انخرطت فيها. ولعلها تدرك قريباً أن المسألة ليست في تشكيل الهياكل التنظيمية ونقل الكوادر من هذه الوزارة لتلك. القضية قضية وقائع وحقائق على الأرض، بالإضافة إلى «الالتزام بما وقّعت عليه البحرين من اتفاقات ومواثيق دولية» كما قالت الوزيرة.
التجربة التي مر بها الجميع، أثبتت للجميع أن العالم الخارجي يبحث عن المعلومات والحقائق والتفاصيل الجارية على الأرض. والمنظمات الرسمية أو شبه الرسمية لا يمكن معاملتها كبقية المؤسسات الحقوقية المستقلة، لافتقارها ببساطة إلى الاستقلالية والصدقية والثقة. والدليل أن وفداً أرسلته إحدى الدول العربية قبل ثلاث سنوات إلى جنيف للتشويش على عمل المؤسسات الحقوقية الحقيقية، فطُرد من حضور الجلسات.
هذه العقدة ستبقى تلاحق الجمعيات والمنظمات التابعة في مختلف البلدان العربية، نظراً لضعف صدقيتها وتدني معدل الثقة بها في المحافل الدولية. فلا يكفي تحطيم مؤسسات المجتمع المدني وتشويه سمعة أعضائها والتضييق على كوادرها الناشطة، وخصوصاً أن البديل الذي تقدّمه أكثر هشاشةً من الزجاج. كما أن النشاط الحقوقي ليس رصد موازنات وعرض منجزات، وإنّما هي فضاء مفتوح في عالمٍ يراقب ما يجري من ممارسات على الأرض، فتكفي صورةٌ مأساويةٌ واحدةٌ لدحض كل العروض الأخرى المغايرة.
ثم إن حقوق الإنسان مبادئ وقيمٌ واحترامٌ للإنسان كجوهر. كقيمة. كبشر. كروح. كاعترافٍ بحق جارك في العدل والمساواة والعيش بحرية وكرامة. كإدراك لمشاعر أمهات الشهداء وأحاسيس زوجات السجناء. كعدم تحوّل المثقف أو الموظف إلى مخبرٍ مرتشٍ يوقع بمنافسه في المهنة أو رفيقه في العمل.
حقوق الإنسان ليست مادةً للمساومات السياسية والمماحكات الطائفية والبرامج التلفزيونية غير الناجحة بمقاييس الوحدة والغيرة الوطنية. حقوق الإنسان أخيراً... ثقافة تخبرنا أين وصلت الدول والشعوب على مدارج الحضارة والرقي واحترام الذات
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3217 - الثلثاء 28 يونيو 2011م الموافق 26 رجب 1432هـ
شكرا لكم
الله يعطيك الف عافيه عل المقال.. صراحه صدق قلت قراءتي للوسط لكنها ما تسوى بدونك.. شكرا شكرا شكرا لك ولقلمك الحر :)
حقوق فقط
ليس هناك أقوى من الحقيقة اعلاميا ورسالة
حقوق الإنسان ليست مادةً للمساومات السياسية والمماحكات الطائفية والبرامج التلفزيونية غير الناجحة.... ام محمود
أبدعت اليوم في مقالك استاذ قاسم وأي ابداع وأي بلاغة ما شاء الله عليك . نتمنى في مملكة البحرين بمناسبة انشاء الوزارة الجديدة .. وزارة حقوق الإنسان التي كنا نترقبها من زمان أن نرى تقدما كبيرا في هذا المجال الانساني البحت ..و أن تتم معالجة الأخطاء والتجاوزات و مد الجسور المقطوعة
النقطة الثانية يجب أن لا نسمع كل الأصوات الناشزة الآتية من الخارج التي تحرض لاغراض غير شريفة والتي تحاول خلق جو متوتر ومتكهرب علينا التفكير في المصلحة العامة وسلامة البلد من الانفلاتات
ثالثا حقوق الانسان أسمى ثقافة
أبسط تعريف لحقوق الانسان هو الاسئثار بالحق السياسي والاجتماعي والمدني ......... ام محمود
نقدر نقول ان زماننا أهدر الكرامة الانسانية واوصلها الى الحضيض وحقوق الانسان ودعناها وداع أخير بعد حروب الابادات الجماعية المفزعة وتزايد الاعتقال والتعذيب في جميع أقطار الدول العربية تقريبا حتى المرأة والطفل لم يسلما
حقوق الانسان أصبح شعار ينادون به وكلمات رنانة يرددونها مثل الببغاء بدون فهم وبدون تطبيق .... ان ما حصل في الشهور الاخيرة في كل من اليمن - سوريا - ليبيا (وغيرها ) هو أكبر وصمة عار على جبين البشرية جمعاء تكاد تتفطر السموات وتنشق الأرض من هول ما حدث على الانسان
الدم أغرق الكون
الصالحي
مقالك عجيب لانك سبقت الاحداث ....سيد انت مرفوع عنك الحجاب علي قولت المصريين ...شكرا..شكرا علي هذا المقال
ألف شكر
ألف شكر للقلم النزيه
هذا درس في حقوق الإنسان و لكن من يستوعبه ؟؟؟
لقد أسمعت لو ناديت
...........
صحيح
نريد ناس تقرأ هذا وتفهم
شكرا لكم
شكرا للقلم الحر ..........
كلام مفيد
كلام مفيد شكرا
........
ودي ابكي لان الدول العربية تمشي بالعكس
الى وزارة حقوق الإنسان
...........: لماذا لا تستقبل وزارة حقوق الإنسان الشكاوى من الناس ، أليس هذا من أهم اختصاصاتها ؟!
شكرا
شكرا لكم شكرا لكم شكرا لكم شكرا لكم
قل الحق ولو على نفسك
بارك الله فيك و وفقك لكل خير .... نعم ما كتبت ...
وعلى كل حقوقي قراءة رسالة الحقوق للإمام زين العابدين عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام . كي يستنير بهديها في مجال عمله ..... دمت سالما وحفظك الله.
تسلم روحك
عشت عمي وعاش أصلك ، وحفظك الرحمن
الله يكثر من أمثالك
مقال ممتاز جدا يحاكي الواقع بصوره مباشره
مميز
دائما مميز يعطيك ألف ألف عافية وآلى الامام