العدد 3216 - الإثنين 27 يونيو 2011م الموافق 25 رجب 1432هـ

الأوطان المشغولة بهندسة العذاب

جعفر الجمري jaffar.aljamri [at] alwasatnews.com

-

أيتها المواعيد: لا تتأخري.

أيها الأذان: عجّل فقد آذتنا بيانات الحرس والخفر ولصوص البورصة ووصايا خبراء الطقس.

أيها الشوق: لا تنشغل بألمك الجانبي.

أيها الحنين: كن وفياً كوطن يحفظ ملامحك كما يحفظ حدوده وموارده.

أيها المستقبل: كفى لعباً بأعصابنا.

أيها الطقس: كثر الكذابون بعدك.

أيها الشعر المعربد بالمديح: مناديل دورات المياه أجدى نفعاً منك.

أيتها الشواطئ التي نسمع عنها ولا نراها لفرط شهوة التسوير.

أيتها الذاكرة: أوطاننا مشغولة بهندسة العذاب.

أيتها الحقول: حصادك لسياح فنادق الخمس نجوم ومدعوي حفلات الفراغ.

أيها الوقت: أعمارنا في مهب القلق على القوت الذي نريد ملحه ولو كان من تراب مادام بطعم طفولتنا والكرامة.

أيتها الديمقراطية في الشرق: ألم يجف دمك من الكذب؟

أيها البحر: أنت مسخ في ظل لصوص المدى، والشركات العابرة للقارات.

أيها الفقر: لن تقوى أسلحة الدمار الشامل - التي تكفي كلفتها للقضاء عليك - على ترحيلك من هذا الكوكب.

أيتها الصحراء: متاهاتك أرحم من استفزاز الأبراج اليومي والمجتمعات المغلقة.

أيها الثراء الفاحش: كل المرايا من حولك لن تعكس صورتك بعيداً عن الكائنات التي تقتات من المزابل.

أيها الليل: بعيداً عن التلصص وإحصاء الأنفاس أنت نهار احتياطي.

أيتها الرأس: أنت لاء بحجم الأفق في امتحان الخضوع الأرضي.

أيها الشرق: سئمنا أحاديثك الموضوعة، وأبطالك الخارقين في خرس وهزائم بحجم التراب.

أيها الحطام: أعد لنا درس التشكل في موزاييك هذا الخراب.

أيها العابرون إلى أحلامكم: حتى لو تطلب الأمر أن تسجنوا كوابيسكم في البيوت التي دشنتموها بعرقكم وسهركم وقلقكم وتتخذوا العراء بيتاً.

أيها الحزن الذي لا ينقضي: لي فرحي الخاص ألا أضجر أمام الكارثة.

أيتها المهرجانات: وفري إسرافك. ثمة مخلوقات لم تعرف الطريق إلى رائحة الضرورة.

أيتها البيانات المستفزة، والكتب المليئة بالغياب الدنيء: لا أحد يبحث عن «طهره» في «نجاسة» الكلام

إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"

العدد 3216 - الإثنين 27 يونيو 2011م الموافق 25 رجب 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 12:20 م

      شكرا على جمال روحك النظيف

      كلماتك تعبر عن جمال روحك ورقي قلمك الغيور والمحب لخير الوطن.
      عاقلية قلمك رسالة تنثر ورود المحبة والوئام
      ثقافة قلمك الانساني تجسيدا لموروث حضارة شعبنا
      نهجك العاقل مخزون لثقافة مجتمعنا الراسخة
      ونود ان نوجه لك وللاقلام العاقلة رسالة شكر ونداء لمواصلة نهج شعبنا الحضاري ليبقى مجتمعنا راقيا وودودا في علاقاته ، متيقظا في محناته ، مترفعا في اهاته ، صبورا في ازمات الزمن .
      تلك هي رسالتكم التاريخية التي لاتفنى ولا تزول الى الابد .
      القصباء

    • زائر 2 | 3:22 ص

      من جارتك قرية سار

      حقا ,, كل سطر يعبر عن عمود مستقل بذاته ,, طبعا لا أعني تلك الأعمدة التي لا تسوى فلسا في سوق الصحافة الحرة النزيهة .. عست وعاش قلمك الحر يا جعفر

اقرأ ايضاً