اللحظة التاريخية هي تلك اللحظة التي تتمكن قوة، أو تحالف قوى، معينة من تشخيص موازين القوى في الصراع في مجتمع معين، وفي فترة زمنية محددة، فتبادر، من خلال تحالفها، دون أي مدخل انتهازي، مع تلك القوى المؤهلة إحداث التغيير المطلوب، والقادرة على تشكيل الكتلة السياسية الحرجة التي بوسعها أن تحدث ذلك التغيير، المنسجم مع حركة تطور المجتمع الذي تنشط فيه تلك القوى. هذا الالتقاط الدقيق والجريء في آن، ليس وحياً عفوياً خاطفاً، بقدر ما هو ردة فعل صحيحة محسوبة، لقراءة صحيحة، مبنية على خبرة غنية، وتستند إلى ذهنية متقدة، متمكنة من فرز القوى، وتقدير ثقلها في عملية الصراع المحتدم.
أخطر ما في الأمر عندما تخطئ تلك القراءة، فتخفق في الوصول إلى التقدير الصحيح لموازين، فتبخس القوة المؤهلة حقها، الأمر الذي يقود إلى خطأ آخر يمس متطلبات نسج التحالفات المطلوبة التي بوسعها تشكيل تلك الكتلة الحرجة المطلوبة لإحداث التغيير. لكن، ما هو أسوأ، عندما تفقد تلك القوة توازنها، وتبخس هي نفسها ذلك الحق، فتقلل من وزن الثقل الذاتي الذي تتمتع به. عندها تضيع تلك اللحظة التاريخية من بين يدي تلك القوة. ومحصلة ذلك الضياع توقف حركة التاريخ عن التقدم نحو الأمام، إن لم يحدث ما هو أسوأ من ذلك، حيث نجد المجتمع، وجميع قواه، بما فيها تلك التي يفترض فيها أن تأخذ زمام المبادرة وتقود حركة المجتمع نحو الأمام، تستدير نحو الخلف، وتبدأ في التقهقر.
هذه المقدمة لابد منها عندما نخاطب قوى التيار الوطني الديمقراطي التي ستشارك في «حوار التوافق الوطني»، والتي يفترض فيها أن تكون قادرة على التقاط هذه اللحظة التاريخية، التي يبدو أنها على الأبواب، ومن ثم فمن الجريمة عدم رؤيتها، وبالتالي عدم التهيؤ للتأهل للاستفادة منها لتشكيل الكتلة التاريخية الحرجة التي نتحدث عنها.
ما يدفعنا إلى هذه الإشارة هو أننا على أبواب «حوار التوافق الوطني»، وما زلنا غير قادرين على التقاط أصداء صوت واحد أو أصوات متناسقة، تعبر عن التيار الوطني الديمقراطي الذي سيشارك في الحوار القادم، الذي نعتقد أنه سيكون المكان الأكثر ملاءمة كي تبدأ قوى ذلك التيار بتجسيد نفسها في أروقته، وتنجح في التقاط اللحظة التاريخية التي نتحدث عنها من أجل قيادة المجتمع في اتجاه التغيير الإيجابي الذي يتوق له.
المواطن العادي يناشد قوى التيار الوطني التي ستشارك في الحوار، أفراداً كانت تلك القوى أم مؤسسات، أن تبادر، وبأقصى ما تملك من سرعة كي تشكل النواة الضرورية التي يمكن أن يبني عليها ذلك التيار تحالفاته المقبلة، مستفيداً من تلك اللحظة التاريخية القادمة التي لا يمكن أن تخطئها العين السياسية الخبيرة
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 3215 - الأحد 26 يونيو 2011م الموافق 24 رجب 1432هـ
أخطر وأسوأ ما في الأمر عندما تُخطيء القراءة وتفقد تلك القوة توازنها ..... ام محمود
المقال به نوع من الاحجية أو اللغز أو التلميح لأكبر كتلة سياسية عندنا لأنها لم تتخذ القرار والموقف من الحوار
الى الآن هي في تردد وتذبذب وعدم مبادره وعم تهيؤ وتضييع هذه الفرصة واللحظة التاريخية ربما سيؤدي الى تراجعنا الى الخلف والى خسران الكثير من الأشياء الايجابية التي ما زالت على الأرض
هي عندها مبرراتها التي نحترمها
الوضع لم يتغير .. المعتقلين ما زالوا في السجون
والمفصولين في البيوت
القلوب ما زالت مشتعلة
مع ذلك على الوفاق ان تدخل حوار التوافق الوطني بقوه
لأن بعده التغيير سيحدث
حوار واحد لا يكقي .... نحن بحاجة الى أكثر من جلسة حوارية للمساعدة على التئام الجروح العميقة ... ام محمود
في البداية احب أن احييك استاذ عبيدلي لأنك قمت بواجبك على أكمل وجه وكتبت المقالات المتتالية فيها الكثير من النصح والخبره ولارشاد وأجزم بانك سياسي متمكن موقفك رائع لكل الجمعيات السياسية سواء كانت وعد أو الوفاق ... الجميع مطالب بان يكون على قدر كبير من المسئولية وأن يغتنم الفرص المتاحة واللحظات التاريخية
أنا أرى اننا بحاجة الى أكثر من جلسة حوار لكثرة المواضيع والملفات وبسبب تأخيره أصبح عندنا تراكمات وأزمات ومشكلات يصعب حلها
ونصيحة مني أقول ان المسافة بسيطة وقصيرة بين
النجاح والفشل
انا مع الحوار ولكن
بصراحة انا مع الحوار الذي دعى له جلالة الملك لان الحوار هو في مصلحة الوطن والمواطن ولكن من غير المعقول ان يكون في هذا الحوار 300 شخص وكل واحد له مطلب .. ان المطالب السياسية هي من اولويات هذا الحوار ونرجو من المتحاورين التركيز على حماية الوطن واللحمة الوطنية ووقف الاتهامات من طرف الاعلام .. ووقف التجنيس واعادة المفصولين الى اعمالهم وان يكون لكل مواطن صوت حفظ الله البحرين واهل البحرين من كل سوء
اهلا بالحوار الشامل
الوطن والمواطن في شوق لهذا الحوار والمسئولية الملقاة على عاتق المشاركين كبيرة وان شاء الله الكل ياخذ حقه حتى بعد حين 50% من المطالب متوقعة الانجاز الفوري ونتفهم تأخر التنفيذ الفوري لبعض الملفات المهم التوافق ومواصلة العمل الجاد
بويوسف
حوااااااار
الحوار هو الجلوس مع من له فكر مغاير عني ونقطة الخلاف هي الطريقة التي نصبوا إليها إلى الهدف المشترك.. وكل من يحاول برهنة نظريته السليمة وإقناع الآخر بها.. المنطق يقول أن أحدنا يجب أن يقتنع أن للآخر فكرة والأكثر منطقية هو أننا نتحاور من أجل الحل والوصول لطريق السلامة بسرعة..........
..........
خلط الأوراق بهذه الطريقة سيجعل نجاح الحوار صعبا إن لم يكن مستحيلا لأن إدخال الكثير من الشخصيات في حوار مختص بالسلطة والمعارضة يعجل من هذا الحوار غير مجد...........
واحب المخلصين
اعتقد و من وجهة نظري على كل من سيشارك في هذا الحوار وبخاصه المخلصين لهذا الوطن تفويت الفرصه على المتسلقين بان ياتلفو كما كانو و بخاصه في ضل غياب لاعب اساسي في الساحه .