كشف رئيس لجنة المعلومات والعلاقات العامة بزمالة المدمنين المجهولين جواد العرادي عن أن 90 مدمناً من أعضاء الزمالة تعافوا في 2010، في الوقت الذي سجل حتى شهر فبراير/ شباط 2011 ما يقارب 113 عضواً مدمناً في طور التعافي. يأتي ذلك فيما يحتفل العالم اليوم بذكرى اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يصادف 26 يونيو/ حزيران من كل عام.
وأوضح أن أكثر المدمنين تتراوح أعمارهم ما بين 24 وما فوق، وأشار إلى أن نسبة الإدمان بين النساء تصل إلى 5 في المئة، إلا أن هذه النسبة قليلة، فالأكثر تعاطياً هم الرجال.
من جانب آخر، أكد رئيس وحدة المؤيد لعلاج الإدمان عبدالنبي سلمان درباس أن الهيروين من أكثر أنواع المخدرات انتشاراً في البحرين، مشيراً إلى أن ما يزيده خطورة هو أن المدمنين يتعاطونه عن طريق الحقن في الوريد.
إلى ذلك، قالت رئيسة اللجنة الوطنية لمكافحة الإيدز بوزارة الصحة سمية الجودر إن 70 في المئة من المصابين بالإيدز في البحرين، سببها المخدرات.
كشف رئيس لجنة المعلومات والعلاقات العامة في زمالة المدمنين المجهولين جواد العرادي أن 90 مدمناً من أعضاء الزمالة تعافوا في 2010، في الوقت الذي سجل حتى شهر فبراير/ شباط 2011 ما يقارب 113 عضواً مدمناً في طور التعافي.
ونوه العرادي إلى أن زمالة المدمنين المجهولين في البحرين تأسست سنة 1985 وذلك بهدف جذب أكبر عدد من المدمنين لمحاولة وقفهم عن التعاطي وبدء حياة جديدة خالية من المخدرات.
وجاء ذلك بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يصادف 26 يونيو/ حزيران من كل عام، وقد كان لـ «الوسط» لقاء مع العرادي، وفيما يأتي نص اللقاء:
كم عدد الذين تعافوا من الإدمان خلال هذا العام؟
- إن عدد أعضاء الزمالة المدمنين الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين والذين كانوا في طور التعافي هم 113 عضواً، خصوصاً أنهم كانوا ملتزمين بحضور الاجتماعات، من أجل التوقف عن الإدمان، والتي يبلغ عددها 21 اجتماعاً في الأسبوع، إلا أنه في الأشهر الماضية نتيجة للظروف التي مرت لم يتم عقد اجتماعات، في الوقت الذي بدأت تعقد اجتماعات قليلة حالياً خلال الأسبوع الواحد.
ما هو السبب في ازدياد عدد المتعافين من الإدمان؟
- إن السبب يعود إلى كثرة الفعاليات التي تقوم بها الزمالة والبرامج التي تقدمها الزمالة إلى المدمنين، خصوصاً أن هذه البرامج تركز على التجارب، مما أدى إلى زيادة عدد المتعافين خلال السنوات الأخيرة، ففي 2009 كان عدد المتعافين 50 متعافياً، ليزداد العدد في السنوات المقبلة.
ما هي أكثر فئة عمرية تعاطياً للمخدرات؟
- إن أكثر المدمنين تتراوح أعمارهم ما بين 24 وما فوق إذ إن هذه الفئة أكثر فئة تتعاطى المخدرات، إذ إن هذه الفئة تستطيع التعاطي وقت ما تريد، إلا أن هناك مدمنين أقل من هذه الفئة العمرية، إلا أن الفئة العمرية الأقل دائماً ما تراوغ بشأن المشاكل التي يسببها الإدمان، خصوصاً أن هذه الفئة ليس لديها ما تخسره، بعكس من هم في العشرينات من العمر ففي المراحل المتقدمة يرون أنفسهم خسروا أموالهم وحياتهم من أجل المخدرات.
هل هناك نساء في الزمالة من الراغبين في التوقف عن تعاطي المخدرات؟
- نعم، إذ إن نسبة الإدمان بين النساء تصل إلى 5 في المئة، إلا أن هذه النسبة قليلة، فالأكثر تعاطياً هم الرجال.
هل هناك إحصائية بعدد المتعافين من الإدمان منذ انطلاقة الزمالة في 1984 حتى الآن؟
- في الواقع لا توجد إحصائية بجميع الأعداد، إلا أنه عندما أسست الزمالة شخص واحد تعافى من الإدمان وقد كان هذا الشخص هو الوحيد على مستوى الشرق الأوسط المتعافي من الإدمان، وتعد البحرين من الدول المتميزة بزمالة المدمنين المجهولين.
هل تعتقد أن نسبة الإدمان مرتفعة في البحرين؟
- نعم، نسبة الإدمان مرتفعة كمثل باقي دول الشرق الأوسط، ففي البحرين هناك 20 ألف مدمن مسجلين ويراجعون وحدة المؤيد للعلاج.
هل هناك تعاون بين وزارة الصحة وزمالة المدمنين؟
- إن التعاون موجود منذ 20 سنة، إذ إنه منذ انطلاقة زمالة المدمنين، ووزارة الصحة تتعاون مع الزمالة في مساعدة المدمنين على ترك الإدمان، وقد كان هناك تعاون مع الطبيب علي مطر، ليستمر هذا التعاون حتى الآن مع وحدة المؤيد للإدمان، كما ان وزارة الصحة دائماً ما تدعو الزمالة والأعضاء من أجل المشاركة في الفعاليات وفي المراكز الصحية من أجل المشاركة وتوعية الناس ونقل تجارب المدمنين المتعافين.
ما هو الدور الذي تقوم به اللجان المنبثقة من الزمالة؟
- إن كل زمالة مدمنين في العالم لابد أن تكون فيها لجنة خدمات وذلك من أجل التطوير ومعرفة كيفية الوصول إلى المدمن سواء من خلال زيارة المدمنين في السجون أو في المصحات، وتقوم هذه اللجان بعقد اجتماعات، خصوصاً أن المدمن هو شخص انطوائي يكره الإفصاح عن أسراره، لذا فإن في الزمالة يقوم المدمنون المتعافون بإعطاء المدمن الأمان فبمجرد أن يشعر الأخير بهذا الأمان يبدأ بالإفصاح عن أسراره، ليقوم المدمن المتعافي بنقل تجربته وما وقع له من أذى جراء الإدمان على المخدرات، مما يشعر المدمن بأن هناك أملاً في التعافي من الإدمان.
ما هي الطرق التي تطرحها الزمالة للتخلص من الإدمان؟
- إن الإدمان عبارة عن مرض جسدي وعقلي وروحاني، ومن الناحية الجسدية فبالإمكان معالجة جسد المدمن والتخلص من هذه السموم ببساطة إما عن طريق التوقف عن المعالجة في المستشفى أو التوقف عن التعاطي والجلوس في المنزل، كما أن الأعراض الانسحابية لهذه السموم تنتهي خلال خمسة أو أربعة أيام وقد تكون أصعب الأيام، إلا أن هذه الأعراض لا تقتل المدمن، وأكبر مشكلة في التخلص من الإدمان تأتي من الجانب العقلي والروحي، إذ إن المدمن مثل الإنسان السوي له ذاكرة، إلا أن ذاكرة المدمن دائماً ما تتركز على الأمور السلبية وخصوصاً فيما يتعلق بنظرة المجتمع إليه، لذا لابد من تكوين ثقافة إلى المدمن حول التعامل مع المشاكل، حتى لا يعود إلى التعاطي بمجرد التصادم مع هذه المشاكل، أما الجانب الروحاني فهو الأهم في التخلص من الإدمان وليس هنا القصد الجانب الديني، إذ المدمن يغضب ويخجل ويرتبك ولا يعرف السلاح الذي يمكنه التعامل مع هذه الحالات، لذا فإن الأعضاء في الزمالة يقومون بعرض تجاربهم لمحاصرة الإدمان من خلال حضور الاجتماعات.
من يحضر هذه الاجتماعات؟
- هناك نوعان من الاجتماعات، النوع الأول من الاجتماعات هو اجتماع بين المدمنين والمتعافين من الإدمان، أما النوع الثاني من الاجتماعات فتكون بين المدمنين وغير المدمنين كالأهل ليتم السماح إلى المدمن التحدث عن نفسه وعن تجربته وعن ما حدث له من أنانية وإنكار ومراوغة ومن صفات أخرى اكتسبها بسبب الإدمان.
كيف ينظر المجتمع إلى المدمن المتعافي؟
- إن المجتمع على رغم من تعافي المدمن وتركه إلى المخدرات، إلا أنه مازال ينظر إلى المدمن المتعافي النظرة القديمة، فالعديد من المدمنين يواجهون مشكلة عدم القدرة على الزواج بسبب نظرة المجتمع لهم، أو حتى في بعض الأعمال يتم رفض توظيفهم بحجة أنهم كانوا مدمنين، لذا فإن الزمالة بمجرد دخول المدمن إلى الزمالة تقوم بإعداد برنامج يحتوي على عدة خطوات من ضمنها تقبل نظرة المجتمع الذي قد يجرح المدمن في العديد من المواقف، لذا فإن بعض المدمنين نتيجة لهذه المواقف قد يعودون إلى الإدمان مرة أخرى، في الوقت الذي حاول فيه المدمنون المتعافون، من خلال الزمالة ومن خلال الاجتماعات التي تعقد، نقل التجارب في التعامل مع هذه المواقف، مع ضرورة تقبل الواقع، خصوصاً أن المدمن المتعافي لن يستطيع الدفاع عن نفسه بسبب إدمانهم سابقاً، لذا فإنه فلابد أن تتغير نظرة المجتمع إلى المدمن المتعافي في يوم من الأيام
العدد 3214 - السبت 25 يونيو 2011م الموافق 23 رجب 1432هـ